عسكري إسرائيلي : يجب ردع إيران حتى لا تفاجأ أميركا بكوريا شمالية أخرى !

عسكري إسرائيلي : يجب ردع إيران حتى لا تفاجأ أميركا بكوريا شمالية أخرى !

خاص : ترجمة – سعد عبد العزيز :

نشر موقع “إسرائيل اليوم” مقالاً للكاتب والمحلل السياسي والاستراتيجي اللواء احتياط “يعكوف عميدرور”, يتناول فيه مستقبل المشروع النووي الإيراني من خلال مدارسة المشروع النووي لكوريا الشمالية.

الاتفاق النووي في عيون مؤيديه ومعارضيه..

يقول “عميدرور”: “خلال الأيام والأسابيع الماضية, وبمناسبة مرور عامين على توقيع الاتفاق النووي مع إيران, كُتبت مقالات كثيرة في هذا الصدد، واحتفل كل من كان مؤيداً لهذا الاتفاق بنجاحه وصموده، بدعوى أن ذلك كان هو الخيار الأفضل، وأن حفاظ إيران عليه – باستثناء خروقات قليلة – يثبت أنه اتفاق ناجح. أما معارضو الاتفاق – وأنا منهم – فيرون أنه السبب في عودة إيران مرة أخرى إلى حظيرة المجتمع الدولي، وأن التحالف الذي جمع بين طهران وموسكو بعد توقيع الاتفاق قد أهّلها لأن تصبح قوة إقليمية تسيطر على المناطق الممتدة من طهران مروراً ببغداد ودمشق ووصولاً إلى بيروت، الأمر الذي سيؤدي إلى نشوب حرب دامية بينها وبين كل من إسرائيل والدول العربية السنية التي ترى في التوسع والاستقواء الإيراني خطراً وجودياً عليها جميعاً”.

الدرس الكوري الشمالي..

يستلهم الكاتب الإسرائيلي الأحداث التي جرت على الصعيد الكوري الشمالي، فيقول: “قامت بيونغ يانغ هذا الأسبوع – فيما يبدو ظاهرياً أن لا صلة له بموضوع مقالتنا – باتخاذ خطوة مهمة نحو خلق توازن رعب نووي مع الولايات المتحدة؛ حيث قامت كوريا الشمالية بإجراء اختبار لصاروخ عابر للقارات يمكنها من ضرب قلب القطب الأعظم. وتعتبر هذه الخطوة حتمية بالنسبة لكوريا الشمالية حتى تثبت للجميع أنها أبداً لن تخضع للضغوط الأميركية لتغيير توجهها أو سلوكها، وبالتالي تحتفظ لنفسها بحرية مطلقة في التصرف على مختلف جبهات صراعها وحتى في سياساتها الداخلية”.

ويرى “عميدرور” أن حكام كوريا الشمالية اعتقدوا خلال العقود الماضية أن الولايات المتحدة ستتجنب الضغط على دولة نووية تستطيع أن تهدد مدنها الكبرى، فكان هذا الاعتقاد هو الدافع لبيونغ يانغ نحو امتلاك ما يردع واشنطن إذا ما قررت استخدام القوة ضدها.

كوريا الشمالية وطريق المماطلة..

يشير الكاتب الإسرائيلي إلى: “إن حالة كوريا الشمالية تعتبر مثيرة للاهتمام حقاً؛ لأنه على مدار الأعوام الـ 25 الماضية جرت مفاوضات عديدة معها, وتم توقيع عدة اتفاقيات لوقف برنامجها النووي الذي بدأ في منتصف ثمانينيات القرن الماضي. وفي كل مرة كانت كوريا الشمالية تقوم بخرق للاتفاق الذي وقعت عليه، كانت تنهال عليها بيانات الشجب والإدانة بينما لم يُتخذ ضدها أي إجراء حقيقي. بل إن العقوبات الاقتصادية التي فُرضت على بيونغ يانغ في مرحلة لاحقة لم تردعها عن الاستمرار في طريقها حتى وهي تعاني من وضع اقتصادي متأزم لم تزل آثاره الوخيمة مستمرة إلى اليوم”.

ويؤكد “عميدرور” على أن قرارات الأمم المتحدة المتلاحقة بحق بيونغ يانغ لم تسهم في إحداث أي تغير حقيقي في سياساتها. وعلى الرغم من وجود لحظات من التفاؤل وانتظار الانفراجة على طول طريق الأشواك، إلا أن حاكم كوريا الشمالية السابق “كيم يونغ إيل” أدرك من رد الفعل المتهاون من المجتمع الدولي, وعلى رأسه الولايات المتحدة, تجاه أول تجربة نووية في عام 2006 أنه ما من خطر على بيونغ يانغ إذا ما انتهكت الاتفاقيات، وتبين أن الانفراجة قد أتت فعلاً ولكن باتجاه امتلاكها السلاح النووي.

إيران وعت الدرس جيداً..

يوضح اللواء “عميدرور”: “إن التشابه القوي بين الحالة الكورية الشمالية والحالة الإيرانية واضح وضوح الشمس، وقد ازداد وضوحاً بعد الاتفاق الذي وقعته واشنطن مع بيونغ يانغ عام 2007, حين قال “علي لاريجاني” مسؤول ملف المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني: “انتبهوا إلى ما تفعله كوريا الشمالية وما حصل بعد عامين من التفاوض معها، لقد انتهى الأمر إلى قبول المجتمع الدولي بأن تمتلك بيونغ يانغ تكنولوجيا نووية لتخصيب اليورانيوم، وهكذا سيفعل المجتمع الدولي معنا عاجلاً أو آجلاً”.

ويعتقد الكاتب الإسرائيلي أنه ينبغي للمرأ أن يكون أعمى حتى لا يرى الشبه المذهل بين تعاطي المجتمع الدولي مع كلتا الدولتين اللتين مرتا بنفس مراحل التفاوض مع العالم, وعلى رأسه الولايات المتحدة، كما يجب أن يكون المرأ ساذجاً جداً حتى لا يعرف أن إيران, التي تعتبر أقوى من كوريا الشمالية عشرات المرات, ستستغل ضعف العالم, وعلى رأسه الولايات المتحدة, وستتحرر في اللحظة المناسبة من قيود الاتفاقية غير الحازمة وستمضي في طريقها النووي.

التهديد بالحرب هو الضمان لردع إيران..

ختاماً يقول اللواء “يعكوف عميدرور”: “لقد اتضح الآن أن ما دفع المجتمع الدولي للضغط على إيران من أجل توقيع الاتفاق النووي هو أنه أدرك أنه لو لم يفعل ذلك لأقدمت إسرائيل على مهاجمة إيران، وقد أراد المجتمع الدولي أن يتجنب نشوب حرب تشنها إسرائيل, وتشترك فيها الولايات المتحدة, ضد إيران أكثر مما أراد أن يمنع إيران من حيازة قدرات نووية. ولذلك فإن المجتمع الدولي لن يتحرك مستقبلاً لكبح جماح إيران عندما تتنصل من الاتفاقية المبرمة معها منذ سنتين, وتقوم باستكمال برنامجها النووي, إلا إذا تكرر السيناريو القديم وكنا على شفا حرب ضد إيران. إن من لا يدرك ذلك لم يتعلم شيئاً من الدرس الكوري الشمالي”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة