المنطقة العربية عبارة عن خشبة مسرح تقدم عليها مسرحيات من فصل واحد أوعدة فصول , يقوم بكتابتها وإخراجها قوى إقليمية وعالمية ومحلية , ويمثل أدوارها أهل المنطقة , فبعضهم يمثلون وأكثرهم يتفرجون , والممثلون يقتل بعضهم بعضا والمتفرجون يقتل بعضهم بعضا , والمسرحيات تمضي عروضها بلا توقف وبعنفوان وإرادة تدميرية لا مثيل لها في تأريخ البشرية.
مسرحيات لا تنقطع فهي كالوابل العاصف بالوجود العربي منذ أن تأهل فيها الممثلون وتكاثر المتفرجون , وصار سوقا رائجة للمسرحيات الفتاكة المتنوعة الأسماء والأبطال والممثلين والمتفرجين , خصوصا بعد أن تم حشر الدين في فصولها ونالت الشهرة رموزها وأعلامها الذين يقومون بتأدية الأدوار على أحسن ما يرام.
مسرحيات يقدمها ممثلون مخمورون بالأوهام والضلال ويتفرج عليها جمهور أسكره البهتان , وتوحل بالتبعية والخنوع لهذه اللحية أو تلك , وتعبّد في محراب عمامة وعمامة تكنز أفكا وتدعو للخطايا والآثام.
مسرحيات عربية – عربية , إقليمية -عربية , عالمية – عربية , إقليمية – إقليمية , عالمية – عالمية , إقليمية – عالمية , وما شئت وتصورت من التفاعلات التي تؤدي إلى هدف واحد لا غير , هدف واضج كالشمس في رابعة النهار , لكن العيون لا تراه , والأبصار لا تدركه , والعماء هو القانون الفاعل والمترجم لإرادة كتاب المسرحيات , وما يجب أن تكون عليه الأدوار , وكيف تكون كتابة السيناريوهات والأضواء ومتى تفتح وتسدل ستائر الأدوار والأحداث.
فبعد كل إسدال لستارة هناك إنفتاح لستارة وستارة , فكل مسرحية تمنح أفكارا وتحفز على كتابة فصول جديدة , وإختيار ممثلين آخرين وتقديمهم على خشبات المسرح على أنهم نجوم وأقمار في سماء الويلات العربية المتواصلة العطاء والتفاعلات.
وها نحن نرقب إنتهاء مسرحية وإسدال ستارة , وخلف الكواليس هناك المئات من المسرحيين المتحفزين لتقديم عروض جديدة لمسرحياتهم , بعد أن إختاروا الممثلين ودربوهم وصاروا على أهبة الإستعداد للقبام بتمثيل الأدوار المأساوية على واقع الحياة , التي تحولت إلى خشبة مسرح لسفك الدماء ومحق البشر بالبشر.
إنها مسرحيات , ولن تنتهي فصولها , ما دام الممثلون عرب والمتفرجون عرب , والقاتل والمقتول من العرب!!
فهل سيستوعب العرب مناهج المسرحيات , ويمتنعون عن تمثيل الأدوار , ومقاطعة التفرج على مسرحيات جزرهم بأياديهم أجمعين؟!!