ثمة أكثر من سؤال تطرحه موضوعة استفتاء واستقلال إقليم كردستان هذه الاسئلة أو التساؤلات هي على مستوى الناظم الإقليمي وعلى مستوى الفرد الكردي . ..فإذا تم الاستفتاء وكانت النتيجة هي باتجاه الاستقلال فإن الديناميكية الاقليمية لن تسمح بذلك لأكثر من سبب فتركيا وعلى الرغم من علاقتها الجيدة مع الأكراد ( مسعود البارزاني ) خاصة إلا أن هذا الوضع ( استقلال كردستان ) سيثير عندها أكثر من مشكلة ولاسيما بالنسبة لوضع الأكراد في تركيا كذلك قضية المناطق المتنازع عليها مثل كركوك إذن المعارضة التركية لموضوع الاستقلال سيأخذ شكل المواقف الدبلوماسية المضادة والمعارضة القوية أيضا فان المواطنين العرب داخل العراق وتحديدا الشيعة سيقفون موقف المعارض من هذا الاستقلال كما أن مسعود البارزاني المنتهية ولايته عام 2015 يحظى بدعم دولي واوروبي من اجل بقائه في منصبه كونه القائد العام للقوات المسلحة الكردية وان خطر داعش في الموصل كان يهدد الإقليم مثلما يهدد العراق والمنطقة بشكل عام . ..فوجود البارزاني إذن هو ضرورة دولية وهذا ما أيده الكثير من الساسة العراقيين والسنة منهم على وجه الخصوص هذه الرؤية قد أثبتت فشلها بعد أن سيطر الأكراد على أكثر من 90/بالمئة من المناطق المتنازع عليها وتجيير صفحة محاربة داعش لتحقيق حلم الدولة الكردية لكن بعد أن فرضت القوات العراقية سيطرتها على الموصل وتكللت عملياتها بتحقيق النصر وطرد داعش من الموصل ووضوح الموقف الكردي أمام أنظار الرأي العام العالمي والمحلي من هذا يبدو أن البارزاني يريد ان يدخل التاريخ …
كونه الزعيم الكردي الذي صنع دولة كردستان الجديدة بحدودها التي أسماها حدود الدم هذا الأمر قد لا يعني شيئا عند تركيا وإيران اللتين ستقفان بالضد من قضية الاستقلال ولكنهما بالتأكيد لا تعارضان الاستفتاء الذي سيأخذ شكل المفاوضات التي تتطلب سنوات باتجاه مطلب الاستقلال أما على مستوى الفرد الكردي فإن قضية الاستفتاء والاستقلال ستثير ثنائية وإشكالية أمام جيلين جيل من الأكراد القدماء الذين يريدون من الاستقلال هو نصرهم الناجز وارثهم التاريخي الذي كافحوا من أجله وجيل من الشباب الذي يضع أمامه سؤالين أو خيارين وهما هل سيكون مصير هؤلاء الشباب مثل الشباب في بقية دول العالم الذين لم يحصدوا غير الوعود المزيفة وثانيا ان صاحب مشروع الاستقلال نفسها المؤسسة السياسية التي يديرها مجموعة من الافراد تتحكم بالثروة والمشاريع والمناصب والوظائف العامة وهي مؤسسة ضعيفة وفاسدة هذه العوامل تجعل من الاستقلال أو الاستفتاء عليه مجرد وهم بالنسبة للشباب ومصالح مدبرة لرجال السلطة .