احلم بالسفر الى الشاطىء
اي شاطىء…..
حتى وان كان بحجم علبة سجائري
او
دائريا كقطعة الخردة التي سرقتها من جيب ابي العظيم
حسنا …..
الاشكال الهندسية لا تلفت انتباهي
فهي تتكسر في اروقة الحلم
2
ثمة مخرج للقصيدة
ليس بالضرورة ان يكون على هيئة باب مزخرف
فالحرف لا يحتمل هذا البعد الميكيافيلي
فالخروج منها
يعني
ان يرتشف الشاعر جرعة من التبغ
دون ان يصدر اي ضجيج من اللهب
3
سأرحل ذات يوم
ربما التدخين سيقتلني
او
ستخرج نبضات قلبي عن سرب الحياة
بسبب عسر هضم لفوضى يومياتي
او …..
دعك من هذه الثرثرة
لا تجعل من ذاك الدخان الكثيف والنهج الافلاطوني
حجة
كي ترحل
قاوم …..
ريثما تعود القصيدة
4
امتلأت منفضة سجائره
ومازال عزف ياني على البيانو يحاور صخب ذاكرته
الصداع يراقص اصابعه على لوحة المفاتيح
شاشة الكومبيوتر تحولت الى كتلة حمراء
هنالك
طنين في اذنه اليسرى يختزل المشهد
اليمنى ايضا تصدر ذات الصخب
كانت هنالك قنينة مياه معدنية باردة بجانبه
لكنها تدحرجت نحو الجانب الايسر من الرف السفلي لمكتبته
التقطها
احضرها
سرقها
كل هذه الكلمات لا محل لها من الاعراب
لا جدوى من الصراع
مع القصيدة
رمى نفاياته الرمادية
في سلة محروقة محاطة بالفراغ
شرب الماء وافرغ الزجاجة من بلورات الهواء
اخرج من الفريزر واحدة اخرى
وضعها بجانبه
قال لها
اياك ان تتدحرجي
نحو تلك الرفوف المصنوعة من الخشب الاحمر
ثمة
ثوار سود سينادونك
لا تقتربي منهم
تجاهلي صراخهم
يسمونهم ( الكتب )
سيسحرونك بشعاراتهم الثورية
سيلقون الخطب امامك
سيجعلونك زعيمة لقبيلتهم
ستعشقين ما يقولون
سيحملونك نحو الافق
وما ان يعرفوا انك ادمنت مجالستهم
سيتركونك وحيدة
مثلي انا …..
وانا
كما ترين
كومة من أعقاب السجائر
تسكن منفضة نحاسية
نهايتها
سلة محروقة محاطة بالفراغ