ذاكرة الطبقة السياسية الحاكمة اضعف من ذاكرة الذبابة ، كلما ترفضها الجماهير تعود اليها مسرعة وتظن نفسها ذكية ماعليها الا تبديل اسمها او تغيير شكلها لعلها بذلك تستطيع خداع الجماهير .
المشكلة ان الطبقة السياسية الحاكمة لاتستوعب فكرة ان الجماهير المحتجة ترفضها ، انها تعتقد ان وجودها بالسلطة هو تكليف رباني وان قيادتها للجماهير هو استحقاق لجهادها الطويل في بلاد المهجر !!!
الطبقة السياسية الحاكمة اصبحت جثة هامدة ورائحة الفساد المنتشرة بعموم مؤسسات الدولة هي رائحة تفسخ جثتها ولغاية اليوم لم يُقرر دفنها بعد لانها أصبحت مثل نفايات مادة اليورانيوم المشعة ويجب دفنها عميقاً.
الطبقة السياسية الحاكمة فقدت كرامتها تماما فلم تعد تبالي بالانتقادات والاحتجاجات ولا تهتم بالاغتيالات التي تستهدف الفنانين والمثقفين والاطباء والاطفال ، لان كل مايحدث ليس بمستوى سقوط الموصل وضياع ثروات البلاد وهي لغاية اليوم لم تحاسب او تحاكم المسؤولين عن سقوطها وكذلك لم تحاسب المسؤول عن مجزرة العصر مجزرة سبايكر ، فهل لمثل هذه الطبقة السياسية كرامة تذكر .
المصيبة ان القوى المعارضة هي الاخرى تعتقد انه بالامكان اصلاح هذه الطبقة السياسية ولاندري كيف لميت ان يعود للحياة وكيف يمكن الاعتماد على طبقة سياسية لا كرامة لها ، بعض هذه القوى تعتقد ان لامفر من تدخل الولايات المتحدة الامريكية من اجل انقاذ الشعب العراقي وكأننا نسينا مافعله الاحتلال الامريكي بنا .
الحل الوحيد لمصيبتنا هي ثورة عارمة تطيح بكل رؤوس الفساد ، نعم ان الحل مكلف ومكلف جدا ولكنه اقل كلفة من لو يستمر الحال ١٤ سنة اخرى .هذا الحل يمكن ان تكون بدايته بتحالف العبادي (بعد ان يشكل حزبه الخاص به بعيدا عن حزب الدعوة الذي طال انتظاره ) مع التيار المدني وبتأييد من قاعدة التيار الصدري ،قد يكون هذا التحالف بداية حفر القبر للطائفية المقيتة التي تمثلها الطبقة السياسية الحاكمة