نعيش هذه الايام نشوة الأنتصار الكبير الذي حققته قواتنا البطلة بصنوفها كافة على قوى الشر والتخلف التي عبثت بالعراق وتاريخه وقتلت النفوس وهتكت الأعراض وسرقت الأموال ودمرت المعالم التاريخية في الموصل الحبيبة وغيرها من المدن العراقية والتي تحررت بفضل التضحيات السخية لمقاتلينا الابطال وقوافل الشهداء التي غذت المبادئ والقيم.
وبعد التحرير والذي جاء بفضل الله سبحانه وتعالى لا بد من الوقوف على الاسباب الحقيقية التي أدت إلى ضياع أكثر من ثلث البلد في عهد الحكومة السابقة والبحث في شكل مستفيض في هذا الأمر وتحديد اسماء القادة العسكريين الذين تخاذلوا في مواجهة داعش وهروبوا من مواقعهم العسكرية وسلموا اسلحتهم إلى الغزاة في كارثة أساءت إلى الجيش العراقي وتاريخه الناصع، كما لا بد من محاسبة اعضاء حكومة الموصل الذين سهلوا للدواعش الدخول إلى الموصل وروجوا لها عبر تصريحات إعلامية موثقة ومحاولتهم تشويه سمعة أفراد القوات العراقية والتحريض عليها.
ومحاسبة المنهزمين يجب ألا تقتصر على القادة العسكريين والمدنيين في الموصل بل لا بد أن تنسحب إلى مركز القرار الرئيس في بغداد واعادة فتح ملف سقوط اكثر من ثلت العراق من جراء سياسات طائشة متسرعة في عهد الحكومة السابقة والمحاسبة يجب ان تطال القادة السياسيين الذين كانوا على رأس الحكومة السابقة بدءا من رئيس الوزراء وصولاً إلى الضباط الكبار في وزارة الدفاع يتقدمهم وزيرهم ومسائلتهم على الدماء التي سالت في الموصل وسبايكر وباقي محافظات العراق من دون السماح لكتلهم السياسية في التأثير على مسائلتهم، فضلا عن شمول بعض النواب الذين نفثوا سمومهم عبر شاشات الفضائيات ووسائل الإعلام الاخرى في محاولاتهم اليائسة للتقليل من الانتصار.
كما أن مكافأة المنتصرين ليست أقل شأناً من محاسبة المنهزمين وهو ما ينتظره الشعب العراقي من الحكومة الحالية حتى يكون تقليدا ثابتا لدى االدولة العراقية في محاسبة من يتسبب في الحاق الضرر بالبلد ومكافأة من يحقق النصر ويسهم في رفع راية العراق عالياً وامامي قائمة تضم مجموعة كبيرة متميزة من قادة الجيش العراقي وافراده الذين قاتلوا في الانبار وصلاح الدين والموصل وسيقاتلون قريباً في تلعفر والحويجة وأعالي الفرات في مناطق عنة وراوة وبافي المناطق التي لم يزل تنظيم داعش الارهابي يدنسها فكل واحد منهم يسحق نصبا تذكاريا يوضع عند مدخل مدينة من المدن التي تحررت على ايديهم ووضع صورهم لتزين شاشات اجهزة هواتفنا أنهم غسلوا عار حكومتنا السابقة وطهروا البلد من دنس تنظيم داعش.