23 ديسمبر، 2024 8:50 م

ماذا يعني لإيران اسقاط الحكومة العراقية ؟

ماذا يعني لإيران اسقاط الحكومة العراقية ؟

ان من يدركه الغرق ويحس ان نهايته قد اقتربت جدا يبادر بلا شعور ليتمسك بأي شيء حتى وان يتيقن من انه لا يضر ولا ينفع هكذا ايران في هذا الوقت التي باتت تترقب نهايتها على يد امريكا التي بدأت بحربها عليها بأعصاب باردة ومنذ زمن طويل على العكس من حربها على العراق , فنرى ايران تلجئ لزعزعة الامن والاقتصاد في العراق لإرباك السياسة الامريكية المتعلقة بالوضع العراقي , ومن لبنان تحرك حزب الله بما يلائم خطها ومنهجها حتى وان كان ذلك على حساب الجماهير اللبنانية .
ومن المعلوم لدى الجميع ان الحكومة العراقية تفتخر بتبعيتها لإيران , وان حزب الله اللبناني ما هو الا عبارة عن تجمع او تشكيل لسرايا تأتمر بأوامر الحرس الثوري الايراني حصرا , لذلك بدأت ايران بتحريك اجندتها لتخلط الاوراق على امريكا وتجعل في كل ارض هناك جبهة ومعركة تُدار بأيد ايرانية خفية , هذا سبب مبادرة الحكومة العراقية لإرسال ميليشياتها لتقاتل ضد الجيش السوري المعارض , وتدخل حزب الله اللبناني في الشأن السوري وعده كطرف له وزنه وثقله في المعادلة السورية .
ففي رأيي ان كانت هنالك ارادة لإسقاط ايران فعلى الامم المتحدة ان تتخذ قرارا يقطع كفي ايران ( الحكومة العراقية , حزب الله اللبناني ) ففي حال اسقاط حكومة المالكي الايرانية ستصرخ ايران صرخة الثكلى وتفقد كفها الايمن في المنطقة , اضافة الى حل حزب الله اللبناني واسقاطه يجعل من ايران يتيمة وحيدة .
هكذا يمكن لها ان تظهر للعيان وتنزل للقتال بنفسها لا كما تفعل الان من توظيف غيرها وتسخيره ليقاتل عنها
, فايران طوال عمرها لم تنزل للساحة برجالها ولم تخسر اي ما ابنائها وانما تلقي بثقل الخسارة على عملائها ومن تربطه معها مصالح سواء كانت طائفية ام اقتصادية ام غيرها .
فمثلا مسألة القدس التي اصبحت احد الاسس التي تنطلق منها ايران لتحريك عواطف المسلمين وتوظيف احقادهم لصالح المشاريع الايرانية التي لا تمت الى الدين بصلة ابدا , وسبق وان استخدمت ايران كل السبل والطرق التي من شأنها تجنيد المسلمين لها وجعلهم يأتمرون بأوامرها من حيث يشعرون او لا يشعرون وذلك من خلال تسخيرها للعقائد التي تأتي بكثير من المسلمين وبالخصوص الشيعة وتجعلهم تحت ارادتها , كذلك الجانب الاعلامي والدرامي الذي له صداه الواسع في الشارع , ايضا استخدامها لاقتصادها بصورة تجعل من الطرف الاخر ينجر لها على كل حال , كذلك الموارد المائية والمحاصيل الزراعية وغيرها من امور كلها ادوات ضغط تستخدمها من اجل الهيمنة على الشعوب والحكومات وتجعلهم رهن اشارتها في كل شيء .
فأن الارتباط الوثيق بين الحكومة العراقية وايران جعل من ايران تمثل نقطة قوة في كل الجوانب فمثلا العقوبات الدولية التي صدرت بحق ايران نراها تُخترق علنا من قبل الحكومة العراقية ومن عدة جوانب منها استخدام بيع النفط الايراني بكتب ومستمسكات عراقية تجعل الجميع يقتنع ان النفط المصدر هو عراقي !
حيث تم ذلك من خلال اتفاق ايران مع نائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني الذي قام بنفسه بتهيئة كل المستمسكات الرسمية التي تجعل من النفط الايراني المصدر نفطا عراقيا بلا شك مقابل منحه عشرة دولارات في البرميل الواحد .
وكثير من الحقائق التي تكشف الدولة العراقية وهي تخرق العقوبات الدولية المفروضة على ايران , فلا يمكن ابدا تأثير العقوبات الدولية على ايران مالم تسقط الحكومة العراقية الموالية وقطع الارتباط اللبناني مع ايران وخلاف ذلك سنرى ان ايران لها السطوة الاقتصادية والهيمنة الاستخباراتية والقوة العسكرية وتصول وتجول في كل عصر ومصر , فأسقاط الحكومة العراقية معناه الاجهاز على ايران وارسال جثتها للطب العدلي .