22 نوفمبر، 2024 11:17 م
Search
Close this search box.

تخندق الفرد في دهاليز الفئوية

تخندق الفرد في دهاليز الفئوية

من أين انت؟
من اي فئة انت؟
من اي طائفة انت؟
من اي مذهب انت؟
وأخيرا .. مع من انت؟؟؟
أسئلة أصبحت متداولة. بين أفراد المجتمع العربي خصوصأ.. والمسلم عمومأ حتى وان لم يكن عربي القومية يكفي انه ينتمي الى أمة المسلمين… وهي قطعا أسئلة مقيته من ورائها غايات وسمات عليلة في نفوس من يسألها الغاية منها ارضاء تفكير السائل والذي قد حفر وأسس في فكره وعقله خندقه الرصين ومنه ينطلق في اخضاع وترغيب من حوله ممن كان توجههم وخطهم يعارض خطه وفئته التي ينتمي لها.. ويحاول هذا النوع من الناس بل يعمل جاهدا من ان يجعل كل ما يحوط به من أناس على اختلاف قومياتهم وطوائفهم وتوجوهاتهم يرونه هو الأفضل والارجح بينهم حتى وان كانو بعيدين عن دائرة تخندقه وَمِمَّا لاشك فيه ان هذا امرأ معيب ومردود عَلى كل من يفكر بهذه الطريقة.. ذلك لانه امرآ طبيعيا في دنيا الحياة ومن ان خلق الله سبحانه وتعالى الخليقة وليومنا هذا .. فأنا لا اذهب بكم الى عهد الأنبياء والرسل القدامى .. بل الى عهد نزول القرأن الكريم على خاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم على المسلمين بالخصوص .. فقد صرح بالاية الكريمة يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوب وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم
وبهذه الآية نفهم ان لاضير عند الله ان يكون الانسان من هذا البلد او ذاك ومن هذه الملة او .. تلك ..المهم هو ان يكون اولا انسانآ بكل ماتعنيه هذه الكلمة من معنى الانسانية والتعايش السلمي بين بني البشر ..
وان يكون الانسان لاخيه الاخر عونآ وذخرآ واخآ ومحبآ قبل ان يقع في خندق الطائفية والفئوية..
و أودّ ان اذكر موقف مررت به شخصيا يخص هذا الموضوع وهو الذي دفعني لأكتب عنه.. حيث كنت اتبضع في احد أسواق مدينة أوروبية من سوق كبير في احدى الساحات العامة لتلك المدينة.. وهناك يعرض الناس حاجاتهم للبيع على الارصفة سواء كانت جديدة او مستعملة .. وهذا السوق يقام في السنة لمرة واحدة في كل مدينة.. وطبعا تختلف أسعار البضائع شي فشيء مع شطارة البائع وقناعة المشتري للحاجة حيث يوجد مجال للعملة وتخفيض الأسعار ..
وبينما كنت انتقي بعض الحاجيات التي رأيتها تلزمني ومن ثم سالت صاحبها عن الثمن .. وكان رجل كبير ستيني العمر .. قبل ان يجيب عن الأسعار .. سألني .. من أين انت؟ فأجبته على الفور من العراق.. ومن ثم كررت عليه السؤال بكم هذه الحاجات؟ التي انتقيتها ..
لكنه بادرني بسؤال اخر .. وهو الذي اثار حفيظتي .. وهو هل انت سني ام شيعي ؟
فرفعت رأسي الى السماء قليلا .. وتآملت… هل انا في العراق.. ثم تداركت .. لا انا في قلب أوربا ما هذا السؤال الغريب….! ثم قلت له لماذا تسأل واذا به يرد عليه بسؤال جديد
هل انت تحب صدام ام لا؟
فوضعت ما احمل بيدي من حاجات على الارض وبدأت انا اسأله.. من أين اصلك انت؟ وخصوصا ان كلامه وظاهره اوهمني انه من أصل نفس البلد الذي انا فيه لانه يجيد اللغة بلباقة ومهارة كبيرة.. وسألته عن أصله لأَنِّي تيقنت انه مستحيل ان يكون مواطن اوربي بالأصل .. لان الأوربي لايسأل مثل هكذا أسئلة .. وهي عنده شيء معيب فأجابني الرجل انا من أصل تركي كردي …واعيش في هذا البلد منذ اكثر من ثلاثون عامآ.. وقلت في نفسي يا الهي.. منذ ثلاثون عاما انت في أوربا ولم تضعف في نفسك الفئوية والطائفية ..
وقلت له لماذا تسأل هذه الأسئلة ؟ وما هي أهميتها عندك؟
فأجابني .. لاشيء حب اطلاع لا أكثر.. .. بعدها أجبته اولا انا إنسان .. قبل كل شيء .. ولا يهم الى ما انتمي
وثانيا انا مع كل إنسان يحمل معاني الانسانية الصادقة .. سواء كان صدام حسين او غيره.. فأن كان صدامآ.. إنسان جيد فأنا معه.. وان كان العكس فأنا ضده.. وأنهيت الموضوع وانصرفت عن ذلك الرجل.. وبدأت سلسلة افكاري تموج بمخيلتي لماذا نحن نتعامل هذا التعامل المقرف مع بَعضُنَا .. اما ان تكون معي .. او انت عدوي .. اصلح الله نفوسنا وعقولنا وارواحنا لنرتقي بأعلى معاني الانسانية الصاد

أحدث المقالات