” حيرت قلبي معاك وأنا بداري وأخبي ” ، ان كانت هذه الكلمات المستلة من احدى اغاني ام كلثوم للعملاقين ، الشاعر احمد رامي ، والموسيقار رياض السنباطي ، تصدق على شيء فأنما تصدق على اولاد أعمامي من العرب السنة ، قادة وقواعد جماهيرية، اذ ان للكرد توجها واحدا يعرفه كل من هب ودب ، خلاصته ” دولة كردية مستقلة تعلن انفصالها عن العراق في أية لحظة لتلتحق بها تباعا وبحسب الظروف المتاحة شقيقاتها من اقاليم ، كردستان ايران ، وسورية وتركيا لتشكيل مايسمى بكردستان الكبرى وهو حلم يراود الكرد منذ عقود طويلة أستماتوا ومايزالون لتحقيقه ” وان اختلفوا على توقيته فإنهم ﻻيختلفون على ستراتيجيته بالنسبة لهم ، يصدق الحال على اولاد أخوالي الشيعة ” هلال تطور سريعا الى بدر شيعي ، اعلن عنه احد كبار قادتهم مؤخرا أمام وسائل الإعلام ، جهارا نهارا ، عيانا بيانا ، بصرف النظر عن تأييد شريحة منهم له أو نفورهم وخشيتهم منه ” إﻻ ان الطامة الكبرى تبقى في ضبابية مطالب العرب السنة ، التي حيرت المحللين والمراقبين والنقاد والتي زادها غموضا السعي لعقد مؤتمرين متباينين لهم في نفس التوقيت الصيفي ” الاول في بغداد ، والثاني في اربيل ، فيما يلتحق ثلث آخر منهم بمؤتمر ثالث ( عشائر العراق ) يعارض المؤتمرين اﻷوليين وينتقص منهما يعقد في نفس اليوم 15/ تموز / 2017 في احد فنادق العاصمة ، أي بعد مرور يوم واحد على الذكرى السنوية الـ 59 لثورة 14 / تموز / 1958واسقاط الملكية وتأسيس الجمهورية ، يصدق فيهم اروع بيت قالته العرب يقرأ بوجهين ، مستقيمه مدح ومعكوسه قدح :
حلموا فما ساءت لهم شيم … سمحوا فما شحت لهن منن
سلموا فما زلت لهم قدم … رشدوا ما ضلت لهم سنن
اقرأه الان بالمقلوب وسترى العجب العجاب ..انه يلخص اسئلة حائرة اسوقها لقومي ، قادة وقواعد ؟
هل تريدون الاقاليم في مناطقكم ام ﻻتريدونها ؟ ﻷن بعضكم يعدها تقسيما للعراق واﻻخر حماية لكينونته وموارده وكرامته !!
هل تريدون المشاركة في حكومة محاصصة ” توافقية “مع بقية الفرقاء ، ام ﻻتريدون ، ﻷن بعضكم يؤيد واﻵخر يعارض على اعتبار ان مابني على باطل فهو باطل ..وزواج عتريس من فؤادة باطل !!
هل تريدون حكومة ليبرالية ، ام حكومة اسلامية ؟ ﻷنني ﻻأعرف بالضبط ، وان كانت ليبرالية فهل تريدونها علمانية ” يسارية او قومية ” ام كاكاو بالحليب ( جوزي وأبيض) بعرف باعة اﻵيس كريم ، وان كانت اسلامية فهل تريدونها ” سلفية ، أم صوفية أم وسطية ” أم مشكل يالوز ومن كل جدر كباية تستوعب الجميع مثل صينية البرياني والدولمة ، ﻷن المجامع الفقهية ودور الافتاء والمراجعيات السنية تخاصم احداها الاخرى وبشكل سافر وعلني بل وتتحالف مع الخصوم ضد بعضهم البعض ومنهم من لو إنقلبت الدنيا بأهله ولم تقعد ﻻتسمع له صوتا قط ولكن ان صرخ احد الخصوم بالضد ظهر للعيان ليؤيد ، والعكس صحيح 100% وعلى الجمهور السمع والطاعة …ما هكذا تورد الابل ياجماعة او مو هيج الحجي يابا !!
هل تريدون عودة حزب البعث الى الحكم مثلا كي يرتاح بعضكم على وفق منظوره من أولئك الذين خسروا مناصبهم السابقة ويطمحون بكل جهدهم الى ..العودة ، قولوا الحقيقة علنا كما هي وبلا رتوش أوعناوين براقة للمراوغة ، وبصريح العبارة ومن دون لف أو دوران ، لقد سئمنا من ظهور عزة الدوري (ابو الثلج) ويغرد من ﻻمكان كل سنة حرام تنسوني بالمرة بصوته المبحوح والذي يزداد بدانة يوما بعد يوم وﻻ أدري هل اللوكيميا التي اصيب بها – كما اشيع طويلا – قبل 30 عاما غير قادرة على بطحه في الفرش او النعش ؟! ، وساعة يطل علينا خصومه من جناح يونس الاحمد من سورية ، وثالثة اخرى ضباط الحرس الخاص والمخابرات والاستخبارات وبقية الشلة من عمان ، او لندن ، او باريس ، ناهيك عن فرسان “شورجة الكفاح ” ايام زمان وهؤلاء يظهرون من كل مكان ” خصموها يرحم والديكم .
هل تريدون التحالف مع الاميركان لأخراج أو حراج ايران وحلفائها في العراق فقط ؟ ﻻ ادري .
أم تريدون التحالف مع ايران وطرد اميركا وحلفائها فحسب ؟ ﻻ أعلم .
هل تريدون طرد الاثنين معا – اميركا وايران – سوية وركوب ظهر الخيل من كركوك الى البصرة رافعين رايات ياخيل الله اركبي وياغارة الله شدي السير مسرعة لحل عقدتنا ياغارة الله ، ام بقائهما سوية ها هنا والتحالف المزدوج معهما او التفرد بعشق احدهما ومخاصمة الاخر ” كضرائر الحاج متولي ” ويابط يابط ، اسبح بالشط ؟ بلا تعليق .
أتريدون اللجوء الى التظاهر السلمي لحل مشاكلكم والحصول على حقوقكم ؟ لا أعلم ﻷن بعضكم يؤيد وبعضكم يعارض ، فريق يصدح بـ ( سلمية سلمية ) وفريق بـ ( حربية حربية ) وآخر ﻻ سلمية وﻻحربية ، ( خبز عروك ، حرية ، عدالة اجتماعية ، وﻻحقا دولة مدنية ) ورابع ( اخوان سنة وشيعة وهذا الوطن مانبيعه !!).
هل تريدون الرضا بالقليل والاذعان الى تغيرات الواقع الدولي والاقليمي المتسارعة بأضطراد والتحالف مع الخصوم والتفاوض معهم بالحكمة والموعظة الحسنة – حل وشد – بدلا من المهاترات والمواجهات ؟ ﻻ ادري .
هل تؤيدون انفصال الكرد عن العراق أم ﻻ ؟ بل هل تريدون أنتم الانفصال كما يريدون هم ايضا أم لا ؟ .
– هل تريدون الاكتفاء بعودة النازحين والمهجرين الى مناطق سكناهم واعمار ما دمرته الحروب ومن ثم رفع شعار – اليد التي ﻻتقدر على ملاواتها قبلها ، وادعو عليها بالكسر؟ ” ربما .
هل تريدون عودة ضباط الجيش السابق والدوائر الامنية المنحلة واطلاق سراح سلطان هاشم ورفع الاجتثاث وإلغاء المساءلة والعدالة واقرار قانون العفو العام – وابوك الله يرحمه – وليذهب البقية الباقية ممن اهلكم ممن قتلوا واعتقلوا وتشردوا ويتموا وترملوا ونزحوا وهجروا ولجأوا وغيبوا وعذبوا الى الجحيم ؟ صمت
– هل تريدون الفوز بالمناصب فقط للوجاهة – حتى يقال منا فلان وعلان – وعلى عناد اميركا وايران وحصد الامتيازات المادية والمعنوية وكل حزب بما لديهم فرحون ؟ ﻻ ادري
– هل تريدون تأسيس اكبر قدر من الاحزاب ” ليقال ” واوووو ، ما أكثر الاحزاب حين تعدها ولكنها في النائبات والحادثات والدفرات والمعثرات ، قليل ؟ تساؤل مكرر.
هل تريدون اعمار العراق كله واعادة لحمته الوطنية ونسيجه الاجتماعي ومصانعه ومزارعه وجامعاته ومدارسه ومستشفياته الى سابق عهدها قبل 1991 ام ان هذا الامر لم يعد يعنيكم بالمرة ، هذا ان كان يعني بعضكم اصلا !
هل تؤيدون الانتخابات أم لا ؟ ، ﻷن بعضكم يقول لانريد تدوير النفايات وانتخاب الوجوه الكالحة ذاتها على حد وصفه ، فيما الاخر يقول ” هل تريدون ترك الساحة لخصومنا ، انتخبوا الاصلح والاملح ، ( هو غير يظهر الاصلح ولو اجلح ..وين نايم حتى اﻻن ، ما أدري ) .
هل تؤيدون اقامة مؤتمرات المعارضة – ان وجدت- ﻷن وعلى حد علمي ﻻتوجد معارضة حقيقية بل شخوص وبقايا احزاب تطمح بالحكم والمناصب ﻻ اكثر و ان ضمنت لهم المناصب والعفو والامان – واللي خلقك ثاني يوم تجدهم في بغداد يقرضون قصائد المديح لكل من دمر العراق وسرق امواله وهجر شعبه وغزاه – اﻻ من رحم ربك ، اقول أتريدونها خارج العراق ان تعقد ، ام بداخله فهم ان عقدوها في الخارج قلتم يتآمرون على العراق ويريدون تقسيمه ، وان عقدوها في الداخل قلتم ” عملاء وخونة باعوا القضية ” واتحداك ..اتحداك ان تعرف ماهي القضية فضلا عن بوصلتها وخارطتها !!
اما بعضكم فانه ومنذ عام 2003 ” يرفع شعار ” باكة فجل ﻻتحلين ، كسرة خبز ﻻتاكلين ، اكلي لمن تشبعين ” ويردد صباح مساء وبكل بجاحة ( اياك والجيش ﻻ علاقة لك به ، في الشرطة اياك ان تتطوع ، اياك ان تتولى منصبا ،ان تؤسس حزبا ،ان تشكل تحالفا ، اذاعة وتلفزيون حذار ، مؤسسة حكومية دير بالك منها ، صناديق الانتخابات فر منها كما تفر من الاسد ولكن ومع ذلك ، مالك علاقة بادوات الحلاقة ، سنصلح العراق قريبا جدا ..انتظرونا قريبا ) الف رحمة علفحمة، اصلح نفسك اوﻻ من الفصام الذهني والعشو البصري والهلوسة الايدولوجية والاكتئاب التلفزيوني والكآبة الفضائية ، الذي تعانيها اذ انك ﻻ خطة عمل واضحة المعالم لديك حتى الان واتحداك وعلى الملأ ان يكون عندك من التصور والتخطيط الواقعي والعملي المهني للتغيير شيئا ، اتحداااااااك وأمام الشاشات في مناظرة مفتوحة ودك اصبعتين وتراشق كلاصات ونفاضات للصبح ، كما ان ﻻ احدا يعلم على وجه الدقة مصدر اموالك وتمويلك الملياري وبالدولار – فمن اين يتأتى لك ذلك وجمهورك جائع ولماذا ؟ أمن دول الخليج التي تسكن بعض فنادقها – واي الخليجين ، القطري أم السعودي ؟ أم من بريطانيا ، فرنسا ، أمريكا ، هونو لولو ؟ لتصدع رؤوسنا بإصلاح الاحوال ببرامج ومشاريع خيالية ﻻوجود لها وﻻ وحش بحيرة نيس ؟ وعلى قول جداتنا ” خايب دطير ” ايا كان اسمك وعنوانك ومرجعيتك !
وختاما ماهو موقفكم من الخصخصة ، قروض البنك وصندوق الحقد الدولي الابدية التي كبلت البلاد ، القواعد العسكرية والشركات الاجنبية في العراق ، ايا كان هويتها ، احتكارية كانت أم امنية ، تعويضات المتضررين منذ 1991 والى يومنا هذا ، خطتكم لأعمار مادمر ، اعادة ما نهب ، وتقويم ما اعوج ؟ !
الاجوبة على هذه التساؤلات كلها او بعضها مهم جدا ولو بين صديق وصديقه ، رفيق ورفيقه ، اخ واخيه ، زميل وزميله ، ضرة وضرتها ، أم زوج وكنتها ، ام زوجة وصهرها ، حتى يعلم السنة العرب الى اين هم ذاهبون تحديدا ، ﻷنهم حتى اﻻن ﻻيعلمون ذلك يقينا وبكم ايها القادة – قصر بجمع ، في الداخل والخارج – باتوا ﻻ يثقون ، ان لم يخبركم احد بهذه الحقيقة المرة فها أنا اقولها لكم وانا الممنون ، حتى تثبتوا العكس بطبخة سياسية بلازيت طعام مستورد وﻻ معجون .اودعناكم اغاتي
