17 نوفمبر، 2024 8:47 م
Search
Close this search box.

عن تجمع باريس للمقاومة الايرانية

عن تجمع باريس للمقاومة الايرانية

من الخطأ جدا التصور بأن حالة الصمت الملفتة للنظر التي إتخذها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ازاء التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية و الذي إنعقد في باريس في الاول من تموز 2017، ذلك إن الاوضاع الحرجة التي يمر بها هذا النظام جعلته في حالة من الخوف و الحذر و الترقب بحيث يتخوف کثيرا إتخاذ أي موقف علني ازاء هذا التجمع الذي کان مناسبة دولية لنشر مساوئه و جرائمه و مخططاته المشبوهة على مرئى و مسمع من العالم کله، وهو يعلم بأن تنديده بهذا التجمع کما فعل مع تجمع 9تموز2016، سوف ينعکس سلبا عليه من مختلف الجوانب و يعمل على دفع الشعب الايراني للمزيد من الالتفاف حول المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، الند و الغريم السياسي ـ الفکري الاکبر و الاهم و الاخطر على هذا النظام.
التجمعات السنوية للمقاومة الايرانية و التي هي واحدة من أساليب النضال السلمي السياسي المعاصر من أجل الحرية و الديمقراطية و التي إستحدثتها المقاومة الايرانية منذ 11 عاما، أثبتت قوة دورها و تأثيرها على طهران التي طالما حاولت تجاهلها و الاستهانة بها من دون جدوى، ذلك إن المقاومة الايرانية التي قطعت مشوار أکثر من ثلاثة عقود في تصديها و صراعها المرير ضد هذا النظام و صارت لها خبرة و ممارسة واسعة في انتقاء أفضل الاساليب و اقواها تأثيرا على طهران، قد إختارت هذا الاسلوب الذي تقوم خلاله بتحشيد الشارع الايراني و العربي و الاسلامي و الدولي على حد سواء ضد هذا النظام ولاريب من إن المقاومة الايرانية قد تمکنت من تحقيق الکثير من النجاح و إستطاعت ليس إحراج النظام فقط وانما وضعه في موقف لايحسد عليه أيضا.
فکرة إسقاط نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و التي هي شعار مرکزي للمقاومة الايرانية، أثبتت الاحداث و التطورات من إن هذا الشعار هو بالفعل الطريق و السبيل الوحيد لإيجاد حل جذري حاسم و حازم لکافة الاوضاع السلبية الناجمة عن نهج و سياسة هذا النظام، وإن تأکيد زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي على قضية إسقاط النظام في تجمع باريس الاخير و ترحيب کافة الوفود المشارکة بذلك، يدل على حقيقة عدم جدوى کافة الطرق و السبل الاخرى للتصدي للحالة الايرانية، ذلك إن المجتمع الدولي قد جرب سياسة الاحتواء و المهادنة و المسايرة لکنه ليس لم يحقق أية فائدة تترجى منه فقط وانما کانت أيضا لصالح النظام، ومن هنا، فإن الاصرار الملفت للنظر لمريم رجوي على مسألة إسقاط النظام و إعتباره الحل الوحيد للمعضلة الايرانية لم يأت إعتباطا وانما هي نتيجة رٶية و فهم عميق لطبيعة هذا النظام و کيفية التعاطي معه.

أحدث المقالات