من الخطأ جدا التصور بأن حالة الصمت الملفتة للنظر التي إتخذها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ازاء التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية و الذي إنعقد في باريس في الاول من تموز 2017، ذلك إن الاوضاع الحرجة التي يمر بها هذا النظام جعلته في حالة من الخوف و الحذر و الترقب بحيث يتخوف کثيرا إتخاذ أي موقف علني ازاء هذا التجمع الذي کان مناسبة دولية لنشر مساوئه و جرائمه و مخططاته المشبوهة على مرئى و مسمع من العالم کله، وهو يعلم بأن تنديده بهذا التجمع کما فعل مع تجمع 9تموز2016، سوف ينعکس سلبا عليه من مختلف الجوانب و يعمل على دفع الشعب الايراني للمزيد من الالتفاف حول المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، الند و الغريم السياسي ـ الفکري الاکبر و الاهم و الاخطر على هذا النظام.
التجمعات السنوية للمقاومة الايرانية و التي هي واحدة من أساليب النضال السلمي السياسي المعاصر من أجل الحرية و الديمقراطية و التي إستحدثتها المقاومة الايرانية منذ 11 عاما، أثبتت قوة دورها و تأثيرها على طهران التي طالما حاولت تجاهلها و الاستهانة بها من دون جدوى، ذلك إن المقاومة الايرانية التي قطعت مشوار أکثر من ثلاثة عقود في تصديها و صراعها المرير ضد هذا النظام و صارت لها خبرة و ممارسة واسعة في انتقاء أفضل الاساليب و اقواها تأثيرا على طهران، قد إختارت هذا الاسلوب الذي تقوم خلاله بتحشيد الشارع الايراني و العربي و الاسلامي و الدولي على حد سواء ضد هذا النظام ولاريب من إن المقاومة الايرانية قد تمکنت من تحقيق الکثير من النجاح و إستطاعت ليس إحراج النظام فقط وانما وضعه في موقف لايحسد عليه أيضا.
فکرة إسقاط نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و التي هي شعار مرکزي للمقاومة الايرانية، أثبتت الاحداث و التطورات من إن هذا الشعار هو بالفعل الطريق و السبيل الوحيد لإيجاد حل جذري حاسم و حازم لکافة الاوضاع السلبية الناجمة عن نهج و سياسة هذا النظام، وإن تأکيد زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي على قضية إسقاط النظام في تجمع باريس الاخير و ترحيب کافة الوفود المشارکة بذلك، يدل على حقيقة عدم جدوى کافة الطرق و السبل الاخرى للتصدي للحالة الايرانية، ذلك إن المجتمع الدولي قد جرب سياسة الاحتواء و المهادنة و المسايرة لکنه ليس لم يحقق أية فائدة تترجى منه فقط وانما کانت أيضا لصالح النظام، ومن هنا، فإن الاصرار الملفت للنظر لمريم رجوي على مسألة إسقاط النظام و إعتباره الحل الوحيد للمعضلة الايرانية لم يأت إعتباطا وانما هي نتيجة رٶية و فهم عميق لطبيعة هذا النظام و کيفية التعاطي معه.