19 ديسمبر، 2024 1:49 ص

الحريات في العراق … الى أين

الحريات في العراق … الى أين

بعد القضاء على داعش ودحر هذا التنظيم الارهابي ظهر الوجه الاخر لداعش في العراق والمتمثل بأعداء الحرية والانسانية مدعي الاسلام والاسلام منهم براء مرتكبي جرائم القتل والاختطاف حيث تطال هذه الجرائم المدنيين الابرياء والذين لاذنب لهم سوى انهم يريدون العيش كبشر والتعبير عن حرياتهم الشخصية وهي حقوق طبيعيه اذا كانت في الحياة والامن والمساواة او التعبير عن أرائهم او اي نوع من الحريات التي كفلتها لهم القوانين الانسانية ولكن بعض ضعفاء النفوس والذين في عقولهم مرض ممن نصبوا انفسهم قضاة وجلادين لايعجبهم هذا النوع من الحريه ولم يعجبهم ان الانسان لديه الحق في العيش حراً وفي التفكير ويريدون قتل اي شخص يدعو لهذه الحرية واستعباد الناس لذلك نشاهد هؤلاء بعقولهم المتحجره يخطفون ويقتلون وهم بذلك اصبحوا امتداد لداعش والذي كان منهجه الخطف والقتل والتهجير ، وهؤلاء الضلاميين لايريدون للعراق ان يخرج من محنته ويعيش بسلام لانهم بذلك سوف يختفون ويذهبون الى الحضيض بأفكارهم السوداويه وعقولهم المتحجره والتي لاتعرف سوى الموت المحتوم لكل من خالفهم الرأي .

 

وهذا يعود بنا الى العصور القديمه وعهد البداوة والثأر والقتل والتعذيب حيث يعد مفهوم صراع البداوة والحضارة المأخوذ من العلامة (ابن خلدون) الأساس الأول والمنطق الذي اعتمده الدكتور علي الوردي في تحليله لطبيعة المجتمع العراقي وتاريخه خلال القرون الأخيرة وقد بين ذلك بأجماع علماء الآثار ،بان العراق كان مهبط حضارة تعد من أقدم الحضارات في العالم . وظلت الحضارة تراود العراق حيناً بعد حين ونجد العراق من الناحية الأخرى واقفاً على حافة منبع فياض من منابع البداوة هو منبع الجزيرة العربية فكان منذ بداية تاريخه حتى يومنا هذا واقعاً بين متناقضين من القيم الاجتماعية قيم البداوة الآتية من الصحراء المجاورة وقيم الحضارة المنبعثة من تراثه الحضاري القديم ويتضح هذا الصراع باجلى صوره في العراق .

 

يكفي لفهم تلك الفترة ان ثلاثة ارباع السكان فيها كانوا يخضعون للتنظيم العشائري وتسيطر عليهم قيم العصبية والغزو والثأر والدخالة وغسل العار وما شابه ذلك . اما الربع الباقي الذين يُمثلون سكان المدن ؛ فهم وان كانوا يختلفون عن العشائر في بعض الامور الظاهرية ، كالمسكن والملبس وطرق العيش . غير انهم في اعماق انفسهم لم يكونوا يختلفون عن اولئك كثيراً ؛ فطالما تعصب ابن المدينة لمحلته ، كما تعصب الرجل البدوي لعشيرته . وحين ندرس شخصية صاحب الحرفة المدني ، نجده اقرب الى قيم البداوة منه الى قيم الحضارة ؛ فنزعة الغزو والفرهود اقوى عنده من نزعة العمل والانتاج ، فهو يميل الى ان يغلب الزبون بدلاً من ان يستميله على طريقة اهل الحضارة وهكذا تمددت اخلاق البداوة لتشكل واحدة من الخصائص العامة في طبيعة المجتمع العراقي . ويقول الدكتور الوردي إن مشكلة العراق انه حين ينحسر عنه المد البدوي لا يستطيع أن يتكيف للحضارة سريعاً حين تأتي إليه فهو يبقى متمسكاً بقيمه البدوية زمناً يقصر أو يطول تبعاً للظروف التي تواجهه ومن طبيعة القيم الاجتماعية بوجه عام إنها تبقى فعالة زمناً بعد ذهاب الظروف المساعدة لها فالناس إذا تعودوا على قيمة معينة صعب عليهم بعد ذلك أن يتركوها دفعة واحدة .

 

لذلك نرى بعض هؤلاء الضلاميين الذين ينخرون في جسد الوطن الهش واصبح لديهم الاموال والسلاح ويخططون ويقتلون ويخطفون الابرياء من دون رادع من الدوله او اي سلطة وتسببوا في الكثير من جرائم الاختطاف والقتل والتي لم يسلم منها صغير او كبير في سبيل ارضاء رغباتهم الشخصيه ونحن اليوم نطالب الحكومة بأن تحمي المواطنين وتضرب

أحدث المقالات

أحدث المقالات