من ينظر للمشد السياسي داخل العراق بكل احزابه الدينية ، سنية كانت ام شيعية ، او الاحزاب التي تدعي الليبرالية عربية كانت ام كردية ، سيخلص الى نتيجة واحدة مفادها ان هذه الاحزاب والتكتلات التي جاءت بعد سقوط نظام البعث الدموي هي ليست باحزاب كما عرف عن تاريخ الاحزاب الوطنية في العراق باستثناءات قليلة مثل الحزب الشيوعي العراقي الذي حاولوا تحجيمه عبر نشر الاكاذيب الدينية بالضد منه ، الامر الذي جعله لم يحصل على مقعد واحد داخل قبة البرلمان ! ولعل هذه المجاميع اذا جاز تسميتها هي عبارة عن عصابات او مافيات متخلفة عقلياً تعمل في النهار باسم القانون وتتحول في الليل الى مافيات هدفها تدمير الاقتصاد العراقي من جهة وقتل الابرياء بحجج واهية من الجهة الاخرى ، وحينما يشتد الصراع ما بين عصابات تلك المجاميع عند قرب اجراء الانتخابات النيابية ، يقوموا بافتعال السرقات التي يرافقها القتل المتعمد مع سبق الاصرار والترصد ليتمكنوا من الحصول على اكبر كمية من الاموال وليتوفر لديهم عامل القوة في المال لدعم ترشيحهم الانتخابي ، وحوادث سرقات البنوك ً خير دليل على ذلك ! كما وان سيطرة العديد من تلك المجاميع على انابيب النفط في الجنوب والشمال وسرقات عائداتها لتذهب الى رصيد هذا الحزب او ذلك ، وآخرها كان حزب مسعود البارزاني الذي قام بالتهريب علناً دون ان تحرك الحكومة ساكناً وأكتفت بالتنديد ، وإلا كيف نقيم حالة الثراء التي اكتسبتها حثالات هذه الاحزاب التي تحكم العراق اليوم في الوقت الذي كان يأتي الجعفري والمالكي على سبيل المثال الى العاصمة اوسلو لجمع التبرعات الخاصة بحزب الدعوة من اللاجئين العراقيين !
وينطبق الحال على كل الاحزاب التي تحكم داخل المنطقة الخضراء الذين اصبحوا خلال سنوات سقوط النظام يمتلكون المليارات في بنوك سويسرا ولندن ، كل هذه الاموال جاءت عن طريق قتل الانسان العراقي ! ان الحرب الطائفية التي اجتاحت العراق في عام 2006 ما بين السنة والشيعة جعلت من الطرفين ان يمتلكوا اموالا طائلة على حساب جثث الفقراء من ابناء العراق وتحت شعارات واغراض هدفها تمزيق المجتمع العراقي وتقسيمه الى طوائف وكونتونات سياسية كما افرزته الانتخابات النيابية الماضية فتم تقسيم العراق الى شيعة وسنة واكراد !
ان الغالبية العظمى التي تجلس داخل البرلمان العراقي وتتسلم المناصب في حكومة المالكي اعترفوا القتل والذبح والتفجير بالضد من ابناء وطنهم من اجل الحفاظ على مكاسبهم السياسية التي وصلوا اليها تحت ظلال القوات الامريكية التي جاءت لتسقط النظام الدكتاتوري حتى تضمن سيطرتها التامة على منطقة الشرق الاوسط وثرواته النفطية ! ولذلك فأن من الصعب جداً ان يتفقوا على بناء الوطن وينهضوا به نحو الافضل ، لا بل سيوغلون بالقتل والتدمير الى آخر مشوارهم وحتى نهايتهم القريبة والتي ستكون مزابل التاريخ حتماً ! فلا شراكة تنفع ولا مصالحة ما بين القتلة ، فهم ينظرون الى العراق كغنيمة كبيرة يحتاج لها سنوات طويلة لأكلها والتهامها بهدوء ، فضخامة المليارات وضخامة الحيتان التي تبتلعها لا تكفي لالتهامها بسرعة !
مسكين الشعب العراقي الذي اصطادته تلك الحيتان المسمومة ومسكينة ثروات الشعب التي هربتها الحيتان الى بنوك العالم ولم نسمع يوماً من هيأة النزاهة ثمة حوت اقتيد الى قفص النزاهة لا بل مازالت تتصارع الحيتان المسمومة على الغنيمة من دون رادع يذكر !