أمن, كهرباء, تعيين, خدمات , رواتب تقاعدية, خدمات صحية, تعليم وغيرها من حقوق بسيطة تمثل الشغل الشاغل لكل عراقي الذي ربما يجد في صندوق الانتخاب ملاذا ووسيلة للحصول على تلك الحقوق المسلوبة, الا أنه يتفاجئ بواقع مختلف أسوأ من ذي قبل, مرشحون تنصلوا عن وعودهم, وكتل تخلت عن مشاريعها وأسدلت الستار على مشهد المزايدات على الوطن!
لم لا فالمرشح أصبح سياسياً وأنسلخ عن جمهوره, والكتلة أصبحت رقما صعبا في مشهد سياسي مشوه!, ليجد المواطن نفسه خرج من فخر وعز الاختيار الى ذل الأمر الواقع (التحالفات والكتل), فهو مجبر على رؤية وجوه لم يفكر يوما أن المرشح او الكتلة ستتعامل معها وهاهي بين ليلة وضحاها باتت محورا في العملية السياسية, وتتحكم بمصير المواطن والبلد على حد سواء, فمصلحة الكتلة والمرشح فوق الوطن والمواطن وهذا المشهد قد تكرر كثيرا على مدار 13 عام, بأختصار أنها السياسية يسكت الكل حين يعلو صوت المصالح.
بعد كل تلك السنوات لم يشبع لصوص السياسة من ملئ خزانهم, ولم يشبعوا من دمائنا أيضا!
مع أقتراب الانتخابات يدور حديث في الشارع العراقي عن رغبة في التغيير بعدما أرتوت السواتر بالدم العراقي وكل تلك التضحيات الجسام وقبل ذلك كله الإخفاق وخيبة الأمل, وتدهور الواقع السياسي والامني وأنعكاس هذا على المواطن, الذي تطحنه المفخخات وتسحقه البطالة والفقر, ورغم ذلك كله فهو أول المضحين, يجود بالعطاء ليقدم فلذات الأكباد للدفاع عن الارض والشرف, بينما كان أول الهاربين كبار الساسة وأبنائهم, ممن ينعمون بالأمن خارج العراق في الوقت الذي يقف فيه الغيارى على السواتر.
السؤال الأهم هنا والذي يطرح نفسه بقوة كيف سيكون المشهد السياسي في الانتخابات المقبلة وهل سيكون التغيير حقيقي ملموس وجذري؟
الجواب أذا بقيت نفس الرؤوس الكبيرة والساسة والسياسة فطبعا لا… بأختصار كل ما سيحدث شطرنج سياسي, بعض الوجوه ستحذف من القائمة فقد أنكشف امرها, سرقات وفساد وأداء سياسي هزيل وعقارات وممتلكات بين قوسين نالوا نصيبهم من الكعكة, لذلك طبيعة المرحلة تتطلب (كش ملك), ليحل محلهم أخرين ليقتسموا الكعكة لمدة أربع سنوات مقبلة وهكذا يتم تدوير النفايات السياسية!
هذا المشهد غير قابل للتغيير الا أذا قرر الشعب فعلا تغيير الوجوه.. وربما (الا اذا) تلك لم تتوفر لدى الشعب لغاية الان, أو أنه ليس عازما عليها, كما عزم على مواجهة الدواعش, فما تتطلبه المرحلة هو التحرر من قيود التبعية, ومن مهرجين السياسة بمختلف طوائفهم وأنتماءاتهم, لاسيما أن المشهد قد بين للشعب العراقي أن السياسة لادين لها ولا مذهب, فدينها المصلحة ومذهبها الربح!
ترى كم يحتاج المواطن ليغير مصيره؟ وكم مرة سيلدغ من نفس الجحر؟ وكيف يتحرر من كونه مجرد أداة مرحلة ورقم أنتخابي وصوت في صندوق؟ فدمه مباح وحقه مسلوب وأحلامه مؤجلة بأنتظار أن تتخم بطون اللصوص وتمتلئ خزانهم وهذا مستحيل بطبيعة الحال, متى يخرج العراقي من أبعاد اللعبة, ومتى يصبح خارج رقعة الشطرنج؟