ملايين من العراقيين ينتظرون حلول عيد الفطر ويترقبون هلاله منقسمين فيما بينهم في بلد الفوضى في بلد لا أعرف كيف أصفه .. هل العراق بلد مسلم ؟ إذن أين الأسلام ؟ هل الأسلام صوم وصلاة وإحياء بعض الطقوس والشعائر الدينية فقط ؟ هل أصلحنا حالنا نحن المسلمون ؟ وهل الأصلاح كلام على المنابر وعراك بين السياسيين الفاسدين أمام الفضائيات؟ هل ولينا علينا حاكما يحفظ حقوقنا ؟ بالطبع لا..هل عرفنا كيف نحافظ على ثروتنا من السراق؟ ومن هم السراق؟ هل جاء إسرائيلي يهودي وسرق المئات من المليارات التي صرفت على الكهرباء ؟ أو على المقاولات؟ أو مليارات اخرى لشؤون اخرى.. ألم يسرقها مقاولون وسماسرة ووزراء ومسؤولين ومتحزبين هم أصلا مسلمين أم إنهم يدعون الأسلام ؟
ماذا ننتظر في العيد ؟وأية فرحة نفرحها بقدومه ؟ بلد خرب وشبابنا ضاعوا في الحروب التي لو كان هناك شرفاء يحكموننا لتجنبناها .. ومئات الآلاف منهم عاطلين عن العمل يبحث عن لقمة العيش في أسوء الأماكن ؟ والدولة ماضية في فتح الكليات الأهلية لأنها تجلب الأموال لأناس متنفذين وفاسدين اضافة الى الخريجين من الجامعات والمعاهد الحكومية.. لترمي في الشارع خريجين عاطلين..
ماذا ننتظر في العيد؟ وأية فرحة سنفرحها بوجود ملايين من الأيتام والمطلقات والأرامل والمتعففات جلهن معوزات يطرقن باب الحسينيات والجوامع والمنظمات والأحزاب الفاسدة من أجل كيلو عدس وكيلو شكر او طحين في بلد يعد الأغنى والأكثر انتاجا للنفط في المنطقة ..
أي عيد ننتظر ومئات الآلاف من النازحين لايعرف مستقبلهم ومصيرهم بعد تحرير المناطق التي هجروا منها هل سيعودون اليها ام هناك خيار اخر ؟ وهل يوجد مسكن صالح للسكن يأويهم بعد الخراب الذي حل بمدنهم ومناطقهم؟
ومازلنا ننتظر العيد ؟ ويخرج علينا مسؤولينا الأشاوس يكذبون علينا بكلامهم المنمق ان العراق سيعود معافى كما كان .. وكيف سيعود معافى بوجودكم ؟ هل بعد تحرير الموصل ستكونون على وئام؟ هذا ضربا من الخيال.. هل بعد تحرير الموصل ستعودون شرفاء ولاتسرقون من أموال العراق ؟ هذا من المحال.. هل بعد تحرير الموصل ستلتفتون للمواطن وتوفرون له ما يحتاجه كهرباء وخدمات وسكن يليق بإسم العراقي ؟ لا أظن ذلك فلا أجد فيكم أمل إصلاح ..
أي عيد ننتظر؟ إن العيد الأكبر هو أن نعيش في بلد خال من هذه الوجوه التي جثمت على صدورنا منذ أن إستبشرنا بسقوط النظام .. لاتنتظروا العيد ولا ترقبوا الهلال ..بل إبتهلوا الى الله أن يخلصنا من هذه العصابة التي بددت أموال العراق وسرقتها وأدخلتنا في آتون حروب دفع شبابنا أولاد الفقراء دمهم الطاهرة فيما ظل أولادهم يتنعمون في لبنان والأمارات وإيران وتركيا وأوربا وأمريكا ويقضون لياليهم الحمراء والبيضاء في ملاهيها بأموال البلد فيما يتحسر أولادنا على لقمة العيش في بلد النفط..فأي عيد ننتظر بوجودهم..؟!!