كتبت – آية حسين علي :
للمرة الأولى منذ إعادة توحيد شطري ألمانيا، انخفض متوسط أعمار الشعب الألماني، وهي بيانات تعتبر مشجعة، في بلد تعاني من الشيخوخة وتحتاج إلى الشباب في قطاعات العمل المختلفة.
وجاء هذا التغير الديموغرافي بعد 24 عاماً من الجمود، بفضل تدفق المهاجرين الأجانب واللاجئين إليها.
ووفقاً لخبراء، فإن وصول الأجانب إلى ألمانيا لا يمكنه بمفرده إعادة الهرم السكاني في مجتمع تتواصل شيخوخته على نحو متزايد.
المهاجرون يساهمون في خفض متوسط الأعمار..
في أواخر عام 2014، كان متوسط عمر سكان ألمانيا 44 عاماً و3 أشهر، بينما ارتفع في 2015 إلى 44 عاماً و4 أشهر، وفقاً لبيانات مكتب الإحصاءات الألماني.
وأظهرت دراسة مفصلة أن المواطنين الذين يحملون جواز سفر ألماني، مستمرون في الشيخوخة، بينما القادمين من دول مثل “أفغانستان وسوريا وإريتريا والعراق وإيران” المسجلين في تعداد السكان ساهموا بشكل كبير في خفض متوسط الأعمار.
طلبات اللجوء أمل جديد..
خلال العامين الماضيين قُدم أكثر من مليون طلب لجوء إلى ألمانيا، وهو ما تسبب في أزمة سياسية وضغط على مستوى الخدمات اللوجيستية، لكنه من جانب آخر كان بمثابة أملاً جديداً في أن القادمين الجدد يمكنهم تخفيف الأزمة الديموغرافية وسد احتياجات سوق العمل.
ورداً على سؤال وجه له حول مدى إمكانية اعتبار انخفاض متوسط الأعمال اتجاها جديداً بداية من الآن، قال “توماس ألتنهوفان”، الذي يعمل في قسم الهجرة بمكتب الإحصاءات الألماني، إن “كل شئ يعتمد على الأشخاص الذين يأتون من بلدان أخرى خلال السنوات المقبلة”.
لكن لا أحد في ألمانيا ينتظر تكرار تجربة استقبال مئات الآلاف من المهاجرين، أو أن يحدث هذا باستمرار.
وأوضح، رئيس قسم التنبؤات بمعهد بحوث العمل، “إنذو يبر”، “هنا يوجد اتجاه واحد للتركيبة السكانية هو، الشيخوخة والانخفاض المستمر للقوى العاملة”.
300 ألف عامل أقل كل عام..
يشار إلى أن قوة الاقتصاد الألماني، ونسبة البطالة المنخفضة التي لا تتعدى 6% تتسبب في حدوث عدم توازن في سوق العمل، فينخفض عدد العمال 300 ألف عامل كل عام.
وتعتبر الهجرة هي عامل التأثير الأكبر، لكن دورها سيكون محدوداً، وغير قادراً على تغيير الاتجاه العام.
ويقدر عدد سكان ألمانيا بـ80.8 مليون نسمة، تتراوح أعمار 61% منهم ما بين 20 و64 عاماً، وتشير التوقعات الرسمية إلى أن هذه النسبة ستتقلص إلى 51% بحلول عام 2060.
كما يشكك الخبراء في إمكانية أن يساهم المهاجرين القادمين من دول ذات معدلات مواليد عالية في تخفيض معدلات الأعمار في ألمانيا، لأن تاريخ الهجرة فيها، وفي دول أخرى، تظهر أن المهاجرين الجدد تتقارب أعمارهم من معدلات الأعمار ولا ينجبون الكثير من الأبناء بنسب مشابهة لما يمكن أن يكون عليه الوضع في “أفغانستان” على سبيل المثال.
وقال “بافل غريغوريف”، الباحث بمعهد “ماكس بلانك” للدراسات الديموغرافية، “لا أعتقد أن المهاجرين سيتمكنون من تعويض الشيخوخة، ولا نعلم كم من المدة سيبقون هنا”.
وتسير عملية إدماج الأجانب في سوق العمل ببطء كما أنها ليست بالضرورة أن تكون ناجحة، وذكر مركز “فايبر” للدراسات أن هذه العملية تستغرق حوالي 5 سنوات ومن المحتمل ألا ينجح في ذلك سوى نصفهم.