20 أبريل، 2024 12:02 ص
Search
Close this search box.

لإنقاذها من سيناريو “ثورة الجوع” .. إيران تحصد مكاسبها من الأزمة القطرية

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب – سعد عبد العزيز :

لا تزال الأزمة الخليجية بين “قطر” و”المملكة العربية السعودية” تتصدر اهتمام الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية, حيث نشرت صحيفة “إسرائيل اليوم” مقالاً تحليلياً للكاتب “إيدي كوهين”، تناول فيه تداعيات الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين على قطر، وخلص إلى أن دولة “إيران” الشيعية هي المستفيد الأكبر من تلك الأزمة الخطيرة بين الدول السنية.

“إيران” أفشلت خطة الحصار..

يستهل الكاتب الإسرائيلي مقالته التحليلية بإشارته إلى انه، “من المفترض أن الخطة كانت مُحكمة لمعاقبة “قطر” من خلال عزلها سياسياً واقتصادياً, حيث قامت ثلاث دول مجاورة بغلق المجال الجوي في وجه قطر, فضلاً عن قيام “السعودية” بإغلاق الحدود التي تمثل المنفذ البري الوحيد للقطريين للتوجه لأي دولة في العالم. وكان الهدف من ذلك كله أن تضعف قطر وترضخ لمطالب الدول التي قاطعتها”.

ولقد ظن الزعماء العرب أن مجمعات السلع الاستهلاكية في قطر سوف تفرغ من الغذاء، وسيقوم مسلحون بالاستيلاء على مبنى قناة “الجزيرة” الفضائية لإسقاط نظام حكم الأمير “تميم آل ثاني”.

لكن كل ذلك لم يحدث، ومن شبه المؤكد أنه لن يحدث. وفي الحقيقة فإن قطر وفقاً للخطة المُعدة كانت ستتعرض للمجاعة الشديدة مما سيجعلها تتوسل للمملكة السعودية لوقف المقاطعة, لكن “إيران” هبت للمساعدة وجعلت الدوحة تتغلب على تلك المقاطعة العربية, التي لم يسبق أن تعرضت لها دولة خليجية من جاراتها.

طهران ستحصل على المقابل من الدوحة..

يوضح “كوهين” أن “إيران” الشيعية تساعد “قطر” السنية لكن لا شئ بالمجان. فالتقاء المصالح هو الذي جعل إيرن تمد يد العون وترسل بشكل يومي السفن المحملة بعشرات الأطنان من السلع التي ملأت الأسواق القطرية، وبدت إيران الآن هي من أنقذ القطريين.

لكن من المؤكد أن طهران ستحصل على المقابل في “الجبهة السورية”، حيث ستخفف قطر من هجومها الإعلامي ضد نظام “بشار الأسد”, حليف إيران. كما أن قطر لن تشارك في حملة العداء لإيران بقيادة المملكة السعودية التي نصبت نفسها شرطياً في منطقة الخليج لحماية الدول العربية من الاخطبوط الإيراني.

الصراع السني الشيعي في جبهات متعددة..

يشير الكاتب الإسرائيلي إلى أن “السعودية” تتزعم حالياً التحالف المناوئ للحوثيين في “اليمن”، الذين يتلقون الدعم العسكري والاستخباراتي والمالي من “إيران”. وكان التحالف السياسي العسكري السني يهدف في المقام الأول إلى التصدي للأطماع التوسعية الإيرانية, لكنه حتى اليوم لم يحقق الأهداف المرجوة. فالحرب في “اليمن” لم تحقق الانتصار الكامل على الحوثيين بسبب الخلافات بين أطراف التحالف السني, وبسسب الأخطاء الاستراتيجية والتكتيكية التي وقع فيها ذلك التحالف.

ولكن هناك صراع في جبهة مختلفة تماماً, حيث  تقوم إيران بتسليح وتمويل ميليشيات شيعية في “البحرين” من أجل زعزعة الاستقرار في تلك المملكة الخليجية. وتبذل إيران الكثير من المساعي لبسط نفوذها هناك بل إنها تزعم أن أراضي البحرين تابعة لها وتعتبرها من بين المحافظات التابعة للجمهورية الإسلامية, ويساعدها على ذلك الادعاء وجود غالبية شيعية هناك.

وأحد الاخطاء التي ارتكبتها “قطر” دون قصد – لكنه ترك أثراً سلبياً مباشراً على البحرين – هو أن الدوحة منحت الجنسية القطرية لعشرات الآلاف من المواطنين البحرينيين السنة، بهدف زيادة تعداد المواطنين القطريين. لكن هذا الإجراء قد أدى إلى تراجع عدد المواطنين السنة في البحرين ذاتها، مما زاد من نسبة المواطنين الشيعة هناك، وهو ما أدى بالتأكيد إلى تفاقم التوتر القائم بطبيعة الحال بين السنة والشيعة في البحرين وتزايد معه النشاط التآمري الإيراني.

“إيران” هي الرابحة من حصار “قطر”..

إن “إيران” هي الرابحة الأكثر حظاً من تلك الأزمة الحالية بين الدول العربية وقطر. والكثير من المواطنين في الدول الخليجية يعلنون تضامنهم مع “قطر” ويبدون تقديرهم للموقف الإيراني، وهو ما يقض مضاجع كثير من الزعماء العرب. والآن لا يبدو أن حل تلك الأزمة سيكون قريباً. ولابد للعرب أن يحلوا مشاكلهم بأنفسهم دون وساطة, لكن انعدام المصالحة سيدفع المنطقة كلها إلى حرب شاملة ومدمرة, ولن يستفيد أي طرف منها سوى “إيران” وأعوانها في الدول العربية.

وفي الختام يقول الكاتب الإسرائيلي: “ليس مهماً كيف ستتم تسوية تلك الأزمة، التي لا يبدو أن  نهايتها ستكون قريبة, لكن المؤكد هو أن الطرف الوحيد الرابح من اندلاع تلك الأزمة بين قطر والدول العربية, هم الإيرانيون ومعهم نظام بشار الأسد”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب