يكشف ألاعتراف الرسمي لحيدر العبادي، رئيس حكومة المضبعة الخضراء، عن ورطة كبيرة ، وخاصة بحديثه اليوم واقراره بأستلام الحكومة العراقية المبلغ الذي يتجاوز اكثر من نصف مليار دولار امريكي، حملته طائرة قطرية خاصة الى مطار بغداد الدولي، محمولا برفقة وفد قطري رسمي وهام، فضح المشهد المريب في مطار بغداد جوانب من فضيحة دولية كبرى، لها اكثر من سيناريو لتمثل على المسرح العراقي.
وللمرة الثالثة يؤكد حيدر العبادي الموضوع، ويتحدث عنه مرتبكا، وحذرا، ولكنه يقر اليوم بشكل جلي: ان المبلغ وضع في حسابات البنك المركزي ، دون تحديد عائديته النهائية لمن ؟ .
. ويبدو الارباك على جهات عراقية وعربية خليجية قطرية ولبنانية وايرانية وحتى امريكية عديدة متورطة في فصول هذا السيناريو ، خصوصا ان عملية خطف الصيادين القطريين، ومنهم من اعضاء وخدم العائلة الحاكمة ، كانت اساسا مراقبة كليا من الفها الى يائها من قبل المخابرات الامريكية ، وقد رصدت حتى لحظة تسليم المبالغ في مطار بغداد ، واضطرار الحكومة العراقية ان تعلن الخبر بطريقة ملتبسة ومرتبكة حينها، وجرى التكتم على الوسطاء والجهة الخاطفة ومدى صحة براءة الجانب القطري في هذا الموضوع والذي ظهر بمظهر الضحية المبتزة من قبل الخاطفين ورعاتهم قادة المليشيات وحتى الحكومة العراقية التي منحتهم التأ شيرة ورافقتهم بحمايات حيث اماكن الصيد غرب السماوة .
لقد تبين ان اطرافا من حكومة العبادي، وعدد من قادة المليشيات، وحتى حزب الله والطرف السوري والايراني، كلها متشاركة في عملية الخطف والتنفيذ واخفاء المخطوفين وحتى تحديد قيمة وشروط دفع الفدية التي تضمنت، عدا الجانب المالي، انسحاب قوات من اطراف مليشياوية معينة في سوريا ضمن عمليات تطهير طائفي تمت على الاراضي السورية في اطراف دمشق وحلب .
وتتضاعف تعقيدات قضية صفقة دفع الفدية القطرية بعد ان تدخلت مصر بالامس رسميا في اتهام قطر بتمويل الارهاب ، من خلال اموال نقلت الى العراق لهذا الغرض ، باستغلال قضية خطف الصيادين القطريين! وتدخل الحكومات القطرية والعراقية والايرانية في سيناريو الوساطة مع الخاطفين، المعروفين تماما لكل هذه الحكومات ، والاتفاق على دفع فدية تقارب المليار دولار، حسب الاتهام الرسمي المصري، المقدم بشكوى الى مجلس الامن الدولي في سياق الاتهامات والحملة المصرية والخليجية على الحكومة القطرية بدفعها رشوة الى المليشيات الطائفية في العراق.
مبالغ الفدية عن القطريين المختطفين كان مقررا انه سيدفع الى المليشيات الصفوية في العراق ، ولكن الاهم ما في هذا الموضوع هو تورط حكومة حيدر العبادي، وايران، وسوريا لتشكل معا طرفا اساسيا من اركان الجريمة الارهابية.
فرغم مرور فترة ، ليست قصيرة على حادث الاستيلاء المفاجى على الاموال بمطار بغداد ، يعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اليوم فجأة بتفاصيل أكثر عن الموضوع ، ومن باب محاولة تبرئة ذمته، عن المسؤولية نراه يقول: ان بلاده مازالت تحتفظ بالاموال المستولى عليها، ، التي دفعتها قطر لاطلاق من اجل استرجاع مواطنيها المختطفين في العراق، وادعى حيدر العبادي : ان الاموال محفوظة ولم تتصرف بها الحكومة العراقية…. وقال إن العراق لا يزال لديه مئات الملايين من الدولارات ومنها باليورو ، كما ادعى ان قطر ارسلتها للإفراج عن الصيادين القطريين المخطوفين، ومنهم أعضاء من العائلة الحاكمة، تم اختطافهم في بادية السماوة ، غرب العراق، في نيسان/أبريل بعد خطفهم في 2015.
واشار العبادي في تعليقات بثها التلفزيون الرسمي اليوم الأحد إن الأموال موجودة في البنك المركزي في بغداد، انتظارا لقرار بشأن ماذا يتعين العمل بها وطريقة اعادتها الى اصحابها او مصادرتها .
المهم في الامر انه رغم تسريب هذا الخبر من قبل وسائل الاعلام عن طريق المكتب الصحفي الخاص للعبادي، ونقلته ايضا قناة الشرقية نيوز ، لكن لم يجري التطرق عن مكان هذا التصريح ومبرراته ، فالذي ورد ، حسب مصادر اخرى متطابقة ، انه كان ضمن اجتماع خاص عقده حيدر العبادي مع قادة الحشد الشعبي والمليشيات، جرى التداول فيه بصراحة حول مستقبل الحشد والمليشيات، بعد انتهاء قضية الموصل و”القضاء على داعش”، حيث طلب حيدر العبادي من الحاضرين الاكتفاء، بتواجد قواتهم ومليشياتهم داخل الاراضي العراقية، وحذر من عبورها الحدود الى جهة الرقة السورية وما بعدها ، ولكن حيدر العبادي لم يخف في ثنايا حديثه، ملمحا، ان هناك من سيذهب الى داخل الاراضي السورية لمحاربة داعش ، فذلك شأنه، وعلى مسؤوليته الخاصة، محاولة منه لابعاد الشبهات عن تورط الحكومة العراقية عن طريق الحشد في التواجد والعبور الى الاراضي السورية، برغبة ايرانية ملحة لدعم النظام السوري، ومن اجل الحفاظ على طريق التواصل البري مع الاراضي السورية ، وهذا ما يتعارض تماما مع رغبة القيادة العسكرية الامريكية ، وادارة الرئيس الامريكي ترامب، وقد تأكد ذلك من عمليا القصف الجوي الاخير لقوات التحالف للمواعش و مليشيات حزب الله والحرس الثوري الايراني، وقوات سورية ترافقها، وقد سبب القصف لهم خسائر كبيرة، ورغم استنكار الروس لهذا القصف لكن الامريكيين يبدو عازمين الى وضع الطرق الرابطة بين بغداد والاراضي السورية والاردنية تحت حماية شركات حماية خاصة وبدعم امريكي مباشر ، تركده خارطة توزيع القواعد الامريكية داخل العراق وحتى على الاراضي السورية ، غير بعيد عن التنف .
اذن قضية اجتماع قادة الحشد مع حيدر العبادي، وفي هذا الظرف هو لاجل المساومة بقبض الاموال القطرية وحل المليشيات مقابل ذلك، او الاضطرار لاعادة الاموال القطرية والتمسك بخيار التهديد والوعيد بضرب الامريكيين في حالة تحرشهم بقوات الحشد ومليشياته، بعد انقضاء قضية الموصل وتصفية نهاية داعش، التي يستعملها الجميع كمشجب لتعليق مبررات تواجده في العراق.
ستكشف الايام خفايا صفقات الاحتلال والمتواطئين معه، ومن يمول كل هذه العصابات على حساب تدمير العراق ومحاولة تقسيمه.
وان غدا لناظره قريب