هنالك عوامل وعناصر متباينة ” بعضها مرئية والأخرى غير مرئية ” تلعب دورها في المشهد القطري الساخن , فحكومة قطر ليس بوسعها الإستسلام الكامل للشروط الخليجية الحادة بما فيها الغاء قناة الجزيرة , تأثيرات المقاطعة الخليجية تتطلب فترةً من الوقت لتظهر نتائجها على الشعب القطري قبل حكومته , والأهم من هذا كلّه ورود 3 كلمات شديدة الأهمية في خطاب الرئيس ترامب الأخير , فقد ذكر أنه اجتمع قبل القاءه الخطاب بوزير خارجيته ومع < جنرالات > في البيت الأبيض , وقال أنّ قطر لها تأريخ في دعم الأرهاب على مستوى < عالٍ > , واضاف على قطر التوقف عن دعم الأرهاب < فوراً > , ومن اكثر من الواضح أنّ قطر معرضة لضربة عسكرية لإسقاط نظام الحكم عبر ذكر كلمة ” جنرالات ” , وذلك يعني ايضا أنّ الأمير القطري ليس بوسعه النفي او التنصل بدعم الأرهاب وهو ما مثبّت عليه بالأدلة والبراهين على مستوىً ” عالٍ .! ” , أما الأكثر خطورة في ذلك فهي ” فوراً ” , والتي ستكون أمّ المصائب على رأس الأمير تميم , فعدا أنّ المسألة غير قابلة لا للتأخير ولا للأنتظار , ثمّ , إذا تعهّدت قطر خطياً بعدم دعم الأرهاب مجدداً ” وهي مرغمة على ذلك ” فأنّ هذا يمثّل اعتراف ضمني بذلك مما يعرضها للمثول لإجراءات القضاء الدولي وربما عقوبات مجلس الأمن وربما ايضا عقوبات دولية اخرى ” وهذا اوّل الغيث .! ” , ثمّ على قطر تقديم وثائق وأرقام وأسماء بالجهات او المجموعات التي قدّمت لهم دعماً ماليّاً وتسليحياً , وخصوصاً أنّ في قطر العديد من الجمعيات الخيرية التي تقدم دعماً لتنظيماتٍ للدواعش ومجاميع متطرفة ومسلحة في عدد من الدول العربية , فهل بوسع القطريين تقديم كشوفات مفصلة بكلّ ذلك .! حيث أنّ الأمريكان ودول اوربا والدول العربية تريد معلومات وقائية واستباقية أمنيّة عن تلك المجاميع المدعومة من الأمارة , وذلك للحفاظ على الأمن القومي والوطني لشعوب تلك الدول , وهل بوسع قطر الغطس نحو الأعمق في هذا الوحل .! ومجابهة ترامب قبل مجابهة الدول الخليجية الأخرى .!
من العناصر غير الملفتة للنظر كثيراً في الأزمة القطرية , هو موقف سلطنة عمان الذي هو موقف بريطاني بنسبة 100 % 100 وهذا ما قد يغدو مستغرباً من رئيسة الوزراء ” تيريزا ماي ” في مجاراتها للرئيس ترامب .! لكنّ الأنكليز الذين يمتلكون تراثاً عريقاً في شؤون منطقة الخليج ربما ينتظرون اللحظة المناسبة والمختارة لإظهار موقفهم ودورهم العملي في هذه الأزمة .
وفي ملاحظة ردود الأفعال والأجراءات المتخذه في قطر , فأنّ التقارب البائن بين تركيا والدوحة , وثم لقاء وزير الخارجية القطري بنظيره الروسي , فكلّها لا تقدّم ولا تؤخر في تغيير الموقف الدولي – العربي تجاه هذه الأمارة .
ما يجري الآن هو حرب الأستخبارات وجمع المعلومات من كلّ الدول والجهات ذات العلاقة ” دوليا واقليميا وعربيا , و ” قطريا ً ” ايضاً , وربما مخابرات تنظيمات ارهابية كذلك .
واقرب الحلول الملحوظة في الأفق السياسي هي أن تلجأ أسرة آل ثاني الحاكمة الى خلع الأمير تميم وتجريده من سلطاته وربما إخفائه .! , لكنّ هل سيكون أيّ رضاً دولي وخليجي على البديل المجهول .! وعن ماذا بأمكانه أنْ يقدّم ويغيّر .!!
واقرب الصور شبه البائنة أنّ الأمور قد فلتت من يد الأمير تميم .!