17 نوفمبر، 2024 9:29 م
Search
Close this search box.

محنة الكتابة في زمن العمالة

محنة الكتابة في زمن العمالة

ماذا تكتب، تكتب على الحكومة، تكن مدفوعا من اجندات خارجية ودول مجاورة واقليمية، تكتب للحكومة تكن بوقا وواعظا للسلاطين تقبض بالدولار الاخضر، تدافع عن شخصية تجد فيها بعض الامل تكن لا صحفيا ولا ضمير لديك تكتب لتكسب ما يخطه مداد قلمك، تسكت وتمنع اصابعك امتطاء ظهر القلم، وتكتفي بالتفرج والمشاهدة عن بعد، يقال عنك جبانا متخاذلا، حيرة ما بعدها حيرة… هناك عدم ثقة بين الكاتب والمتلقي، وبين الكتاب فيما بينهم، حتى اصبح الحكم  مسبقا بعد قراءة عنوان المقال او اسم الكاتب دون مشقة القراءة والتبحر فيما قيل، ولان الاحكام واقعة لا محالة تكن عند البعض، حتى ممن لا يعرفك ولم يرك، جاهزة ومعلبة، فمنهم من التصقت به صفة بيع قلمه بابخس الاثمان، دون دليل طبعا، واخرون يوصفون بانهم جماعة الحكومة وغيرهم جماعة فلان وعلان…
الانصاف يقر بهكذا نوع من الموصوفين، حتى على مستوى التعامل مع القضايا السياسية الخارجية كميناء مبارك، والوضع القائم في سوريا، لكن لا يثبت هذا الانصاف العمومية بالتأكيد، كتاب كبار كتبوا حول ميناء مبارك، ولانها الكويت الدولة التي تجاهر في عداءها للعراق شعبا وارضا وحكومة اصبح حتى الذي يجامل بلطف وتورية متفق على انه قابض ثمن ما كتب، او مستفد من الكويت بحيث يحتاج الى اثبات موقفه المدافع، وليس ذلك مطلقا، فقد يكون هناك من التبس عليه الامر فخالف المشهور، وهم القلة القليلة وقد جوبهوا بحملات تطهير واسعة وانتقاد لاذع.
كذلك من الانصاف ان نتدبر قليلا فيما نكتب ونقرأ، فقد وصل الحال ان يجتهد القارئ المغرض، وما اكثرهم، ان يبحث في النحو والاملاء الى درجة نقده لعبارة (اضافة الى ذلك) فيقول يفترض بالكاتب ان يقول (فضلا عن ذلك)  او ان يضعف من قيمة المقال ورأيه وما بينهما لان الكاتب استخدم كلمة (ساهم) بدل (اسهم) فهل قيمة المقال في ما يفهم، ام فيما يراعى من اخطاء سيبويه؟…كل ذلك هو من باب: وما حب الديار شغفن قلبي… ولكن حب من سكن الديارا، وهذه الاخطاء يحولها الناقد الى عبوة ناسفة تنسف المقال وصاحبه، فالغاية الاخيرة هي الفائدة اما الاولى فهي الصاق التهمة واهم تلك التهم التي رافقت الديمقراطية هي العمالة وقد سمعناها مرارا.
ان تعرض الكاتب صاحب الرأي الى كمية انتقادات مختلفة العيار، خفيف ومتوسط وثقيل، لذكره رأيا هو بسبب مفهوم ارضاء جميع الناس غاية لا تدرك، حتى تقديسك الله سبحانه وتعظيمك له واثبات وجوده لا يخلو من النقد لاننا وكما قدمنا فان المقال له صاحب واسم وعنوان وهم ذريعة كافية لتسليط النقد، وهي ظاهرة غير صحية خصوصا عندما ينظر الى من قال ولا ينظر الى ما قيل، وهذه النتيجة تحمل ذهن الكاتب النقد والخلاف المسبق، او تضطره الى الكتابة بعمومية وعدم تركيز على جهة ما او شخصية ما لان الاتهامات الجاهزة ومطروحة وعلى جميع القياسات في حال وقع في مدح شخص حتى ان استحق المدح، او الدفاع عن جهة وان استحقت ذلك، فلو كان الشخص علي بن ابي طالب لقالوا شيعي مغال عابدا لعلي واهل بيته او شافعي مجنون التبس عليه الامر فلم يعرف علي ربه ام ربه الله. 
[email protected]

أحدث المقالات