15 نوفمبر، 2024 3:34 م
Search
Close this search box.

يا آل الصباح .. يا يهود الأمة لاصبّحكم الله بخير ح (4) والأخيرة

يا آل الصباح .. يا يهود الأمة لاصبّحكم الله بخير ح (4) والأخيرة

و اتفاقية الحماية هذه ، والتي لايشك عاقل بنوايا بريطانيا واغراضها منها ، زورها ال الصباح فيما بعد ، وحرفوا في

كلماتها ، وجعلوها على انها اتفاقية بين حكومة ال الصباح التي تحكم الكويت وبين الحكومة البريطانية ، اي خلقوا

لانفسهم بالتزوير تاريخا والمنطقة بأسرها لا زالت واقعة تحكم حكم خلفاء بني عثمان …. فهل بعد هذا التزوير من تزوير ؟ الا يتوجب علينا دائما ان نتذكر ما قاله أحد المؤرخين ؟؟ لكن الشيخ مبارك لم يقطع على نفسه خط الرجعة وأخذ بالحسبان أن شيئا ما قد يحدث في يوم ما ، لذلك لا بد من ابقاء

الخيط موصولا مع الخليفة العثماني أولا ثم مع والي بغداد وعامله في البصرة ثانيا .لذلك، ظل يحاول الحصول على اعتراف من

السلطان العثماني بحكمه ، وحينما راجعه المعتمد البريطاني في شأن اتصالات يجريها مع استانبول كان رده : انه يملك مزارع نخيل في الفاو (في العراق) تدر عليه دخلا قدره أربعة ألاف جنيه في السنة اشتراها من مدخراته ، وهو لهذا على اتصال دائم باستانبول… وربما كان يقصد من هذا ان يوهم المعتمد

البريطاني انه يبيع هذا النخل في استانبول ولذلك هو دائم السفر الى هناك.

وعلقت صحيفة التايمز في ذلك الوقت على هذا الخبر بقولها ( ان الشيخ يريد قدما في المعسكر العثماني وقدما في المعسكر البريطاني)

ولم تكن نتيجة الصراع بين المعسكرين بحاجة الى ذكاء لمعرفة النتيجة ، فنجم لندن كان يعلو يوما بعد يوم ، بينما نجم العثمانيين بدأ يخبو وأذنت شمسهم بالمغيب ).

والحقيقة التي لابد من تبيانها بخصوص دولة ال عثمان ، أنه لا يخفى على اي متتبع للتاريخ في ذلك الوقت المؤامرات

اليهودية التي كانت تحاك ضدهم من كل جانب ، وخاصة بعدما رفض السلطان المرحوم عبد الحميد الثاني بيع فلسطين لليهود ، فالهاشميون في الحجاز مدفوعين من الانجليز من جهة وجماعة الاتحاد والترقي اليهودية من جهة

أخرى، والجمعيات العربية السريةالتي تكونت على اساس قومي من جهة أخرى ، وكان جلها مرتبط بالماسونية في ذلك

الوقت ، ناهيك عن دسائس ومؤامرات الارمن والمشاكل الداخلية والافلاس الذي عانت منه دولة ال عثمان في أواخر ايامها وكثرة التذمر الذي حصل منهم في البلاد العربية وحتى في استانبول نفسها وباقي المدن التي كانت خاضعة لهم سواء داخل ما يعرف بتركيا اليوم او فيما جاورها من بلاد كانت تحت حكمهم .

ومع كل هذا الذي كانت تمر به دولة الخلافة العثمانية ، كان الشيخ مبارك حريصا على أخذ موافقة الخليفة على تثبيته حاكما على الكويت ، وبريطانيا في نفس الوقت تدفعه الى توسيع أراضيه وتقوم بتهديد العثمانيين كلما تعرضوا له،

ثم ما لبث الانجليز أن اقترحوا عليه علما مستقلا يختلف عن علم دولة الخلافة الاسلامية ترفعه سفن الصيد والتجارة التابعة له.

لكن الشيخ مبارك أبدى تخوفه من هذه الخطوة قائلا :

ان الناس في الكويت لن تعرف الفرق في التغيير الحاصل ، وأن مثل هذا العمل سيضاعف عداوة العثمانيين لا سيما وأن الكثير من السكان في الكويت لا زالوا متعلقين بالخليفة العثماني نظرا لسلطته الدينية وان كانت في تلك الايام الاخيرة قد صارت اسمية أكثر منها فعلية ولا زالوا يعتبرون

الوالي في بغداد هو الممثل الرسمي للسلطان (الخليفة). لكن المقيم البريطاني بيرسي كوكس ما برح يلح على الشيخ بتبديل العلم ، وعرض عليه نماذج من الاعلام لاختيار أحدها

أنتهى .. الموضوع القادم التاريخ الاسود لآل الصباح .. ترقبوا ذلك ، فقرر الشيخ أن يكون علم الكويت هو العلم العثماني على أن تكتب عليه كلمة كويت بالعربية. وهنا بدأت المؤامرة التي تجلت بملامح دويلة مقتطعة من أرض العراق تظهر الى الوجود كمحمية بريطانية….

أحدث المقالات

أحدث المقالات