ألف مَبْروك أخى وصديقى الحبيب رئيس التحرير الجديد.. وتستحقّ كُلّ خَيْر..
حَمْاكَ الله من البطانة السّوء.. ومن عيون الشرّ حَسَداً وغيرة وبُغضاً.. ويحفظك لنفسك؛ ولكُلّ ذى حاجة؛ ولأهل بَيْتك.. ويُمِدّك بعون سَدَادِ الرأى؛ دون ظُلم؛ أو جور على حَق.. بقصد؛ أو حياد غفلة وجهل؛ أو ـ حاشا لله ـ عن عَمد..!
ويصونك الربّ بجعلك فى عَوْنِ المظلوم.. وتساعد فى رَدْع مغتصب روح بحزن السّلب.. فتروى العطش من سُرّاق الإبداع..!
وتلّبّ جوع مُفتقد حدود الستر؛ وعافية متكسّرات أجنحة أفراخٍ؛ منعوها من الطيران؛ وأعاقوا تغريدها عشقاً؛ إلا بين قضبان الأسر..!
ويُبْعِدُ عَنّك دعوة مظلوم فى جَوْفِ الليل..
ولا أقعدك منصباً استرخاءاً وإغراءاً؛ تحت إلحاح تجاوز عَدْل جبر ديكتاتورية بشر.. أو طُغيان فِعْل ..أو تخديراً لإدمان سُلطة نفس؛ وغواية دنيا زائلة..
وزادك الربّ بجنودٍ من سماواته؛ أعتى من لؤم الظالمين.. وأكثر انتقاماً للمستضعفين.. وبسطوا لك ضَىّ خطوك نوراً؛ دائماً أبداً لبصيرتك قبيل بصرك..
ونجّاك الربّ بجلاله وعزّته من أمكنة الفساد وأزمنة المُفْسدين.. رغم أنف صراخهم.. وهباء وَهْم جبروت هِمّتهم.. وحصاد ما لايستحقون.. وزعم دوام سلطانهم..
وافترش البناء كل قراراتك.. وأعلى من حصون قلاع الحَقّ تحميك من كُلّ شَرّ..
ودثّرك بشجاعة الحَقّ قولاً وفعلاً.. جَهْراً وعلناً.. وما أوقفك الصّمْت.. ولا أعجزك فرداّ أو جماعات.. ولا أرهبك رئيساً ولامرؤوساً.. و بحول الله وقدرته إن شاء الله تعالى..
وإن كان عدلُ الله فيكِ..
فلاتنسى قدرة الله عليك عند المقدرة..؟
،،،،،
وبإذنه تعالى يرافقك النجاح أبداً ..
بما يَمِنّ الله عليك.. من دأب وكَدّ.. ويحفظك بين عَيْنَيى بصيرة رَوْحَك.. وبعيدا عن البِطانة السوء يهدى مَسْارات خَطْوَك.. ومن التحافات المَكْر والشرّ؛ يعرّيها فضحك.. و بحرير الودّ والسَكَنْ يلتحفك..
وتمدّ يَدّ العَوْن لِمَنْ يُحِبّك فى الله؛ دون غرض؛ سوى حُبّ العمل؛ والوقوف بجانبك؛ للوصول سويّا إبْداعا؛ لتحقيق الكمال البشرى؛ دون تنازل تحت أىّ ضغط.. أو خدر إغراءات المصالح المتبادلة.. والرشاوى المبرّرة وغيرها.. !
وبإذنه تعالى تنجح أبداً..
وتتقدّم دون مجاملة زَيْف.. او مُصَاهرة أنصاف المواهب.. أو الخوف من العَبْد الظالم؛ الذى يُرهِبُ عَدل العابد.. فيبعده رويداً رويداً عن كنف الربّ الخالق.. الذى فى عدله رِفعة أهل الأرض.. وتجنّب هلاك المُلك بظلم من لاحول له.. ويحولون بينه والوصول إلى عين روحكم.. قبيل أن يمهدوا الطريق إلى مكتبك بحرّاس ومنتفعى السّلطة.. وعاشقى مسح الأجواخ..!
وبإذنه تعالى تنجح أبداً..
لأنك لن تنسي تاريخ طويل من القيم والمُثل والأخلاق.. كم دفعنا ثمنها غاليا ومازلنا من أجل أحلام.. أبدا..
أبدا مانسيناها ولن تموت..!
وكم يهزأ منها أصحاب الشاليهات والسيارات والآراضى.. ومالكى رفاهية الحجارات.. ومكتنزى الدولارات.. وحُصّاد ثمرات غلابة المبدعين.. ولصوص الروح من الأجساد.. وقنّاصى وسماسرة المعارض والحفلات وسبوبة السفريات؛ بما هو لاحقّ لهم فى منّ الله من عطايا وهبات..!
وكم تندّر علينا ـ ولايزل ـ من تقاسمنا معهم اللقمة.. واتوأمنا سويّا.. خُطى دروب؛ ومسير أهداف؛ وأوحد أحلام..
حتى أصبح ماكان كان.. وتدور عجلة الزمان تفرقاً وتشتتاً.. ولازلنا على الدرب ذاته؛ والسخرية ن أحلام مساءات زمنِ يقولون عليه: أنّه فات..!
ونصرّ ـ صديقى الحبيب ـ على درب ذوى الرسالات..!
وكم باعوا أفكاراً وأقلاما؛ بثمن بَخْس دراهم مَعْدودة.. من أجل أنْ يروا مصر من أعلى البنايات تفترش ضفاف النيل.. عقب عودتهم من مواخير البيع.. ومقامرات النرد.. ومراهنات الشرف والعهر.. واتفاقيّات الكذب.. ونسج رؤايات الشرّ.. لأسر بَرْاء الوَجْد.. ولَحْد صِدْق الفِعل.. وإعلاء أنصاف المواهب.. وحِيْاكة مُبرّرات الحرام لأنفسهم قُبيل غيرهم.. وغزل شبكات المصالح لصيد القطط السّمان.. ومجاورة السلطان.. و.. و..
وبإذنه تعالى تنجح أبداً..
لأنّك لم ولن تنسي نزف الأمس.. ووجع طول الصبر.. وغور الجرح؛ أحلام ورؤايات ليالٍ؛ لم تغادر الروح بعد..
وتشارك بصدق الحِسّ دون طلب حاجة.. وتمُدّ الجَسَد والقلب والعقل دون بُخل.. ولا إيثار ذات.. ولاخدر (أناماليّة) فى لذّة ضلك وَحْدك دون غيرك..
وبإذنه تعالى تنجح أبداً..
أعانك الربّ فى نيّة عَدْل.. وغدوت فارساً.. مُتحدياً وأنْت اغترار النّفس..
ومن يحاولون عُري الإنسان مماهم محرمون منه حسداً.. وكيداً.. وشبقا لشهوات الحاضر.. وأطماع شَرِهة.. وجوع لايشبع..
ومَهّد لك الربّ الأرض إشراقها؛ صواب إبداع فِعل.. وأمسياتها أمناً وأماناً.. حَمْداً وشكراً؛ بزكاة منصبك على من هو جدير باحتضانه ورعايته فرض عين.. وتعطى المثل والقدوة رقياً وارتقاءاً بالكلمة.. والعودة بالفن إلى روعة الإبداع.. وسموّ نشوة الخَلْقِ الفنى.. من سَمت الربّ الأعلى..!
وتعيد ترتيب أولويات الصحافة الفنية.. وعلى موافقة النشر تتنافس الترنيمات النقدية.. تغازل الإبداع غيرة مشروعة على سلب عين وروح القارىء..
ويفترش (الإخراج الصحفى) أوراق كوكبك الدرىّ؛ براء حلو الجاذبية.. بتول فى ليل زفّها أسبوعيّاً.. حُمْرة حياءها تجذب عُشّاقها.. وتزيدهم بإطراد؛ قبيل أن يلهث عليها ـ فقط ـ من يدمن عُرى لحم بضّها..!
وتفتح المجال للمبدعين والموهوبين؛ وتنتشلهم من بين أنياب سُرّاق الإبداع.. فتداوى جزءاً من أوجاعهم، وتمسح برفق على نزف جروح أرواحهم؛ وتربط على معاناة الجحود والنكران؛ ربما تغدو وكتيبتك الصحفيّة النقيّة من حمايتهم؛ والوقوع بين أنياب دُخلاء الفَنّ.. ومُغريات أنصاف الموهوبين ليبيعوا ..
وإن تهادى إلى بابك مبدعاً..
أرجوك أخى الحبيب..لاتتخلّى عنه.. وإن كان على الدّرب؛ قف بجانبه.. ولاتدعه يترنّح؛ فيقع إبداعه البضّ فريسة شهوات غيره.. فتعيد لمصر روعات جمالها.. وتكتشف لفن مصر من يعيد لها عظمتها وقدوتها وريادتها فى قوتها الناعمة.. والتى مانضبت أبداً إلا..
إلا بسوء فعلنا.. وليس بنضب المىّ من نهرنا جَفّ..!
إنّما لوّثناه.. وتوارى حياءاً من يعشقه ليلا ونهاراً.. أو فرّ خارج حدود النيل الأسمر..
ولاتنسى أخى الحبيب أن المُبدع الفنان لايملك مقوّمات الفارس..!
مهما تسلّح فنه بصرامة وقوّة الإبداع..!
وبإذنه تعالى تنجح أبداً..
وتضافر وتكامل الفريق المبدع؛ والمؤمن بسياسة الباب المفتوح لكل ماهو جدير بالدخول؛ دون دفع الواسطة؛ وتسلّل ذوات أقنعة المحسوبيّة؛ والإحباط من حارس البوابة العملاق؛ الذى يلقب بــ (إنعدام تكافؤ الفرص)..!
إنطلق صديقى الحَبْيب.. فقد آن الوقت.. وحَكَمَ الربّ.. فكُنْت بعينه..
(وإصبِر لحُكْم رَبّكَ فإنّك بِأعيُنِنَا..)
صدق الله العظيم