22 نوفمبر، 2024 6:53 م
Search
Close this search box.

صحابة الإسلام السياسي

صحابة الإسلام السياسي

لمن لا يعرف الماكنات الاعلامية الضالة وفايروسات التواصل الخطيرة فهم ذلك الامتداد المتوارث المتسلسل لملّة “المؤلفة قلوبهم” المؤيدون بالنص الصريح المحكم الذي لا يحتاج الى تفسير ولا تأويل؛ الذين دخلوا في دين السياسية افواجا يسبّحون بحمد اسيادهم ويبجلوهم تبجيلا؛ الذين جعلوا الدين تجارة رائجة في المجتمعات التي ينتشر فيها الجهل المقدس لكي يتسلطوا ويتحكموا بالعامة الغافلة الساذجة بتأطير الباطل بغلاف التسليم والتقليد وهم امتداد الفقه الهجين لمن سطروا الاحاديث والروايات منذ القرون الاولى ولا زالوا يسطرون ليظاهروا بها على الحق فاصابوا التراث بالزيف والعقم ليكون لهم ارثا مستديما؛ يرثوه تباعا تحت عباءات الال والنسب المتعال الذين ليس كمثلهم شيئا والذين لولاهم لهلك البشر وبنو ادم جميعا؛ وقد بعثوا اليوم من جديد لكي يعيدوا صناعة الاصنام وهي رميما بعد ما وضعوا على العروش لكي يعصموها فيسروا بها الى قاب قوسين او ادنى ثم يكتبون فينشرون ما استطاعوا اليه تحريفا وتضليلا؛ ويقرنوا اسماء الرموز بنعوت التقديس وما هي الا اسماء سميتموها فكانوا اسوء خلف لاسوء سلف لافرق بينهم وبين اجدادهم الا بالمسمى من زخرف القول ولا بدلوا تبديلا؛ حتى وان تغيرت العناوين ولبسوا ملبسا غير ملبسهم او خرجوا بحديث غير حديثهم فهم النسخة المطابقة من جين النفاق والشقاق وجين بيع الذات بدراهم لمن يشتريها قليلة كانت ام كثيرة؛ هذا مذهبكم الذي رهنتم به انفسكم فانتم اليوم “المأجورة عقولهم”.

كيف يمكن للذي يدرك المفاهيم الانسانية بغض النظر عما يعتقد ان يسمح لنفسة بالتخلى عن مكنونات الذات ويصبح قلما خانعا وملك يمين وخاتما بيد سيده يفعل به ما يشاء ليغدق عليه من الموائد الفتات التي يغنمها من الاخماس والاسداس ومالا نعلمه من المخزون في الخزائن عدا عديدا؛ وهو يرى بعقله وبصره وقلبه كل الخداع والزيف لانه اقرب للحقيقة من حبل الوريد؟ وكيف يستطيع ان يتجرد من الواقع الذي يحيط به ليرى فقط من خلال ما يراه الذي بيده ملك امره؟ فيحول الحديث حتى وان كان مكررا وساذجا ولا يحمل منهجا ولا فكرا الى ان يجعله حديثا معصوما يدور مع الحق كيفما يدور لا ياتية الباطل ولا الضلال من بين ايديه ولا من خلفه وكانه ينطق عن الهوى ان هو الوحي الا قليلا؛ بلا مراجعة ولا انتقاد ولا حتى زيادة ولا نقصان فان حدثنا السيد الفلان حديثا في امر ما قامت الدنيا ولم تقعد واصبح لزاما علينا الطاعة وتقبيل الايادي والا سنكون من الضالين الخارجين عن ائمة الاسلام السياسي وستحمل الاقلام قبل السيوف علينا بالرد المباشر والتهديد والوعيد وهم يتكالبون علينا كما تكالب الذين من قبلهم في امد بعيد حين بعثوا الرسائل ليبايعوا امام الاصلاح فلما قدم اليهم غرروا به وباعوه بثمن بخس بعد ان تغيرت المعادلة لصالح الطغاة والاستبداد؛ سيبدلون جلدوهم ثم يبدلوا اقلامهم ما ان يستشعروا بمجساتهم الحساسة ان الظروف ليست في صالحهم فيعيدوا القراءات ليرتلوا علينا (ما خاب من تمسك بكم وأمن من لجأ اليكم) ترتيلا وهم اول من تخلى؛ ومن ثم يجدوا لقطعانهم سيدا او زعيما جديدا؛ وقد تكاثرت صورهم واسمائهم في زمن عراق الفوضى وهم ينتشرون ويتمددون ولهم في كل المجالس والقصور والمنابر وجودا؛ ينسجون الخرافة والقصص الساذجة المتشابه فيولجوا الفضيلة والنزاهة والعصمة والزهد في سيدهم ومولاهم فيجعلوه متمما لمكارم الاخلاق مبدع الافكار مخلص البشر من المهالك والاهوال وهو يمشي في الارض مرحا يتبعه السابقون والتابعون والموالون لينسجوا شبكة من الخطوط الصادة المانعة تذود عن صاحب الخط الاحمر المترف المجيد التليد من الهجمات الاعلامية من الاقلام الحرة و مما يشاع علية من العامة من الجمهور ولكنهم في ذاتهم يعلمون علم اليقين بان بيت العنكبوت حتى وان سكن القصور وحصن نفسه برباط الخيل والسيوف والحشود مما يعدون فسيبقى ابدا أوهن البيوت (ومن يعيش بالحيلة يموت بالفكر) .

نحن معشر الكتاب اصحاب الاقلام الحرة نعلم علما لا شك فيه ولا ريب باننا نملك ذاتنا ولا نعبد الطواغيت ونعلم ايضا بان كل ما نخرجه من الفكر قد لا ياخذ الحيز المناسب في التاثير على واقع العراق واهله ولكننا نكتب لاننا قبلنا ان نتحمل الامانة باختيارنا لقدرنا وليس باختياره لنا طوعا لا كرها ولم نكن من الغافلين ولا من الصاغرين ونحن نعلم ايضا بان ما نكتبه يداور فيما بيننا وهذا ما يديم تداول الافكار بين اصنافنا واغلب الذين يطلقون الصيحات منا لا يريدون جزاء على ما يسطروه ولا شكورا انما يكتبون لوجه المبادئ والقيم الانسانية التي نشأوا عليها والتي ادركوها من وعي عميق اناروا به عقولهم لا يدركه الا المتنورين وهم لعمري قلة قليلة كتبوا ويكتبون وسيكتبون ما زال بصدورهم نفسا وبايديهم قلما وبعقولهم فكرا مستنيرا, ومعشر الكتاب الاحرار يجتمعون على كلمة الحق سواء على اختلاف اصنافهم في الفكر والاخراج والتروي والرؤية والبواعث والخوالج التي تختبئ تحت عناوينهم ومسمايتهم “والباحث المتابع والقارئ المتنور قادر على ان يميز بينهم” وباستثناء الذين يكتبون وهم يظاهرون على الحق وهو مبين من اجل منافع بها اثم عظيم فان كل تلك الصنوف وما تقدمه من انجاز فكري ومعرفي وحضاري هم ايقونة العصر ودرر الحقبة القاتمة التي لا زال اعصارها قائم بيننا وكل القراءات مهما اختلفت الوانها تبعث في النفس معناً نقياً لا يعرفه الا الذين يبصرون ما لا يبصره الاخرون من الخاصة والعامة اجمعين, وسيخلد التاريخ عبر مدوناته التي تعددت وسائطها كل تلك الاقلام ليصبحوا اعلاما ترفرف بافكارها التي تنقل الواقع وتحلله وتحذر من القادم وعواقبه وتبعث فينا الامل ومساراته, وسيبقى الامل فينا مادام هذا الطيف يكتب بالارادة الحرة التي لا يعلو ولا يسمو عليها اي عنوان مما يعتقدون .

أما الذين بايعوا أئمة الاسلام السياسي من اجراء الورق الاخضر من الدولار فهم لا يملكون فكرا ولا منهجا ولا ينظرون الى شعبهم وهمهم الاول والاخير هي الاسماء الحسنى التي ابتدعوها واطلقوها على الاموات والاحياء من الاصنام منهم

,العزيز ,المختار ,الامين, الحكيم, القائد , المخلص ,الاعلى, وهم يدورون في حلقات الترقيع عن الفساد والنأي عن الفشل والخراب الذي احاط بكل شئ بافراط مدقع في المسارات الدينية والسياسة والعشائرية والامراض الصحية والمجتمعية وحقوق الناس في الامن والامان فقد اصابهم وقرا في انفسهم فهم صم بكم عمي عما يحصل وعن الشهداء الذين يسقطون بلا ذنب ولا خطيئة الا انهم قد ولدوا في ارض السواد الساخطة عليهم منذ عهد الاولين الى عهد الاخرين؛ وستبقى تلك الاقلام الموبوءة مدافعة عن اولياء نعمتهم وعن وليهم الاعلى واصحابه من الدرجة الادنى وهم ليسوا من العراق بل من بلاد اخرى وان عدنا الى الاصل والمغزى فان الاعلى هو من انتجبهم فأيدهم فرعاهم ليسلمهم رقاب الناس فيسكنوا القصور ويجلسوا في قاعات تجري من تحتها الاموال مترفين ومترفعين فيها عابثين في الارض والحرث خرابا ما له مثيلا ؛ يتقاسمون الادوار والخطاب وهم في ذلك محترفون مؤيدون بالذي ملك الفقه فتولى ولا ندري فعلا ان كان الامر مدبرا من لدن الاعلم منا جميعا تحت كساء الخفاء والتضليل ففي العلن خصام ونفير وفي السر بعضهم لبعض ظهيرا؛ وستبقى الاقلام التي تظاهر على الحق تسطر عنهم لئلا يحصل اي صدع في الاصنام لئلا تتحطم تباعا؛ وسيكون لزاما علينا ان لا نرد عليهم في الحديث او التعليق الا ان نقول سلاما فهذا مطلبهم ومرادهم لتغطية عوراتهم وتحريف الخطاب عن اوليائهم وسنلزم الاسماء التي سموها واياهم بحجة حديث “المجرب لا يجرب” وهذه المرة سيكون حجة حتى على من اطلقه وسيعلم الغافلون الولائيون والمناشدون المرجعيون ولو بعد حين بان من يتبعوهم مجربون حتى وان لم ينتموا ؛فأسقطوهم انهم مجربون؛ .

أحدث المقالات