رغم الجراح الكبيرة والمعاناة الأكبر والألم الذي لا يطاق وإنشغال البلد برمّته بأكبر عملية تصدي لأعتى قوى الظلام في العالم من خلال محاربة داعش وأعوانه، ها هو العراقي يؤكد أنّه يحارب بيد ويصنع الفرح والأمل باليد الأخرى.. هذه هي الرسالة التي بعثها أبناء العراق لمن أرادوا وأضمروا السوء لبلدٍ راح يتعافى من جراحه التي أخذت تندمل ليعود المارد إلى مكانه الطبيعي.. لوحة جميلة ومعبّرة جمعت كل ألوان الطيف العراقي في مباراة رفع الحظر الأولى التي إحتضنها ملعب جذع النخلة ولنقول للعالم أجمع.. نجحنا في الإختبار الأول وثبّتنا الحجر الأساس ليكون خير منطلقٍ للقادم من المباريات والتجمعات.. أجواء جميلة عشناها وعاشها من تابع لقاء الأشقاء في جذع النخلة وبصرتنا الفيحاء التي جنّدت كل طاقاتها لكي ينجح العراق.. عملت البصرة من خلال حكومتها ومجلس محافظتها وكوادرها المحلية وهيأت أرضية عمل ناجحة بكل المقاييس حيث شاهدنا أجواء جميلة إزدانت بعدد كبيرٍ من جمهور ثغر العراق الباسم، عندما زحف ما يقرب من (60) ألف متفرج ليشكلوا بانوراما ناطقة تحكي عن روعة شعب وعشقه لكرة القدم.. كان الملعب يزهو بكل شيءٍ وهو ما عكسه التنظيم الرائع الذي تكفّلت به وزارة الشباب والرياضة التي تحمّلت كل صغيرة وكبيرة، لتسلّم الملعب إلى اتحاد كرة القدم العراقي قبل (24) ساعة فقط من إنطلاق المباراة وهذا يدفعنا للتساؤل والقول أن اتحاد الكرة العراقي غير قادر على تنظيم مثل هكذا مباريات يحضرها عشرات الألوف من الجماهير وعلى اللجنة الأولمبية ووزارة الشباب والرياضة وحتى الاتحادات التفكير الجدي بخلق كوادر تنظيمية، هذا إذا رغبنا أن نحافظ على النجاح الذي وجدناه في جذع النخلة… فرحنا بجمهورنا المثالي وتشجيعه الراقي والالتزام بالقوانين والتوجيهات كل هذا العمل إنصهر مع جهود المنظمين للقاء الأسود والنشامى ليكون العرس الذي تكلل بالحصاد الذي زرعه الأمير علي بن الحسين، رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم، حيث صدق الرجل وعده وحمل معه الفرح الذي أدخله في قلوب جمهور الكرة العراقية، عندما ترجم تطلعاته وآماله على أرض الواقع، من خلال المساهمة الفعلية في رفع الحظر عن ملاعب العراق وليكون أهل الأردن عند كلمتهم وأوفوا بوعدهم ولكونوا أول الحاضرين إلى عراقنا الغالي من أجل تحطيم أسوار الحظر.. على العكس من الكثير من دول المنطقة ومسؤوليها وأمرائها ممن قالوا ولم يفعلوا ورأينا منهم الكثير من الجعجعات التي لم تنتج (طحينا).. عليه أقولها وهي تنبع من القلب.. شكراً لمنتخب النشامى لقد أثبتم أنكم أشقاء فعلاً وسيسجل التاريخ لكم بأنكم أول منتخب عربي ساهم برفع الحظر عن الكرة العراقية ولن ينسى شعب العراق هكذا مواقف أبداً… ولا ننسى أن نشيد بمن ساهم بنجاح هذه المباراة من مسؤولين وإداريين ونقول لهم شكراً من القلب لكم وكل الشكر لجمهورنا الوفي الذي رسم صورة جميلة ورائعة ستبقى عالقة بالأذهان لسنواتٍ طويلة، وكم أفرحنا ذلك المدّ الرائع لعوائل البصرة عبر حضورها المميز رغم تعب رمضان.. نجح الرجال في الإختبار ولسان حالهم يقول للفيفا والاتحاد الآسيوي كفاكم ظلماً أنصفونا، لأننا نستحق منكم الأكثر.. شكراً وزارة الشباب والرياضة وكادركم الذي بقي لأيام وهو يكمل جذع النخلة ليطرح تمراً تذوقنا حلاوته جميعاً.. شكراً لكل من جعل الملعب يظهر بتلك الصورة الزاهية التي يفتخر بها كل عراقي يعشق الوطن.. شكراً لمنتخبنا الوطني وكادره التدريبي لأنّهم كانوا بمنتهى الإنضباط وأفرحونا بنتيجة الفوز.. نجحنا بالإختبار والنجاح يحتاج إلى تعزيز وهذا لا يأتي إلا عبر عمل جماعي متكامل بعيد عن التقاطعات.. كونوا كما رأيناكم في كرنفال البصرة.. ونكرر إطلاق التحية النابعة من قلب كل عراقي، نرسلها إلى الأشقاء الأردنيين، لأنّهم كانوا أصحاب أقوال وأفعال…. وإلى مباراة رفع الحظر الكامل…