22 نوفمبر، 2024 9:59 م
Search
Close this search box.

“شباننا تريد الهوى والبين ما خلاهم”

“شباننا تريد الهوى والبين ما خلاهم”

موت مشرع التفجيرات حتى يؤذن للإرهاب أن يرتوي

“يدور دولاب التفجيرات الإرهابية في العراق، يستنزفه المال والأرواح، وقواتنا الأمنية تتأوه حسرة، كما لو أنهم متفرجون على حادث عرضي، وليس تدميراً ستراتيجياً يخطط له دهاة محيطون بنا” كتبت شابة على صفحتها في الفيسبوك، مواصلة: “لا نقول تفجير الفقمة آخر الأحزان، إنما نقول الى لقاء مع خيبات أمنية فادحة، وقودها دم الشباب.. حسبنا الله ونعم الوكيل” ثم تأخذها الحرقة؛ غيرة غضة على وطن يكتوي بنار الحروب والإعتقالات الكيفية والإرهاب والفساد، من دون حام؛ فلجأت للّهجة الشعبية؛ علّها تستوعب دفق الهضيمة، التي يشعر بها العراقيون كافة: “المو كدها لا يطرح نفسه حامي الحمى، مزايداً من أجل المناصب والأموال والجاه، على حساب الشعب المكشوف للإرهابيين، مثلما كنا أطفالا نلعب: “أنة الذيب وآكلهم… لا أم لنا فتحمينا”.

الدقة الإنسانية التي تحدثت بها هذه الفتاة.. الواضح من صورتها على الفيسبوك، أنها بعمر إبنتي الزهراء، اشعرتني بطبقات من تكلس شعور بناتنا وعموم الجيل القادم، بأننا آباء غير مؤهلين لحمايتهم.. فيا لخيبة رجولتنا، إذا لم ننتخِ لتلك الشابة وسواها من جيل “يريد الهوى والبين ما خلاهم” إنها مسؤوليتنا.. نحن الآباء، سلسلة حلقات السلطات المتوالية.. التشريعية والتنفيذية والقضائية والدينية والدستورية والإجتماعية والعشائرية والحضارية والعقلية، كلها يجب أن تنبذ الإصطفافات السلبية؛ من أجل الموقف الإيجابي.. الفاعل النبيل.

زرفت قلبي كلمات هذه الصبية، شعرت معها بأن بنتي الزهراء غير مكفولة من دولة ودستور وقوى أمنية؛ فيا لضياعي كأبٍ، أنجبت أبناءً وتركتهم كالطير الشائه في فضاءات مكتظة بالنشاب الأهوج، تطلقه أقواس بأيدي “رجال موش إجاويد”.

فهل نعاتب “داعش” ونحن ندرك أن عتبها باطل؟ أم نعاتب أنفسنا لأننا ليس بحجم واجبات الأبوة؟ أم نعاتب شراهة المال وشهوة المنصب، التي جعلت المسؤولين يتصدون لكل وظيفة تدر عليهم 10 ملايين فما فوق، حتى لو مات الآلاف؛ جراء قصورهم عن المؤهلات الواجبة للمنصب.

طيب إذا أصابك نزغ من الشيطان، يحثك نحو المال والمنصب.. فساداً؛ تذكر قدرة يوم يسلط عليك فايروساً او مرضاً، لا تقيك النهاية به أموال ولا مناصب ولا… ليليه لقاء مباشر.. حي على الهواء، مع الحي الذي لا يموت، في طبقات السماء “فيأي آلاء ربكما تكذبان”.

الحسرة تكمن في شجب رجال الأمن للتفجير، وكأنه وقع في دولة أخرى.. يعزونها مواساةً من باب المجاملة البروتكولية “بس عوزهم يعرضون إستعدادهم للمساعدة” كما لو أنه ليس خللاً في أدائهم الواجب.. لا يملكون سوى شتم “داعش” وتلاوة المواعظ عن عقاب الله لمن يقتل نفساً بريئة.

هل ألام إذا أطلقت صوتاً نابيا!؟ أترحم به على رجولة خذلت الشعور الوطني، فتقاسم الدهاة بلداً لم يعد يعني أحداً سوى قسمة غرماء، بين شراكة خاسرة.. أترحم على رجولة القرار الرسمي في العراق؛ لأن شباب “الفقمة” مثواهم الجنة، من دون دعائي، بل هم الذين يتشفعون لنا بين يدي ربٍ رحيم، شاكين ظلم الإنسان للإنسان، لكنني أتشفع للمسؤولين المعنيين بالفساد هاملين الدولة، نهباً للإرهاب! أفيعد الحق إلا الضلال!؟ تبت يدا أبي لهب وتب رجال الأمن في العراق.

أحدث المقالات