أجتمع حكام قبائل العرب, تحت سقيفة بني سعود, يطبلون ويرقصون ويهللون, لتنصيب خليفة للمسلمين, يرفع من شأنهم ويجعلهم أسيادا على بني جلدتهم, الرافضين لخلافتهم البائسة, التي لم تجلب إلا الموت والدمار والتسلط, على رقاب المسلمين .
ويبدو أنهم أرادوا أن يتأسوا بسقيفة بني ساعدة, حين ترك الطامعون في الحكم رسول الله ص, مسجى بين يدي أمير المؤمنين ع متوليا تغسيله وتكفينه ودفنه, ليجتمعوا في خربة يتنازعون على حكم المسلمين, فهذا ينازع هذا على الحكم حتى آلت الى شيخهم, الذي فوض جيشه لقطع رقاب المسلمين الرافضين لبيعته, فكانت رأس مالك بن نويرة أول رأس يقطع في الإسلام, بعد أن اعتدوا على ذرية رسول الله واله ص, واحرقوا بيته .
لكنهم شعروا هذه المرة, أن حلفهم لوحدهم وتجمهرهم عند شيخهم الهرم المصاب بالزهايمر, لن يحقق أحلامهم بالسطوة, وأن تجمعهم تحت سقيفة آل سعود سيكون فاشلا كالمرات السابقة, فكان لابد من الاستعانة ببني قريضة وبني قينقاع, وليس أفضل من كبيرهم ترامب ليتحالفوا معه, لكن الثمن باهض وكلمات ترامب لها أجر كبير فكيف بأفعاله, فحملوا نوقهم وساقوها لتقديم القرابين عند الملك العتيد, ليقلوده السيوف المرصعة بالذهب وقلائد الألماس ويملؤا ركابه فضة وذهبا, فتجمهر القوم يقبلون الأيادي ويقدمون فروض الطاعة, ويمسحون الأكتاف للملك المبجل, الذي خرج عليهم بكلماته مخاطبا إياهم : “انتم ستبقون حكام العرب, انتم اشرف الناس أما وأب ” ثم اخذ كنوزه وذهب !.
وكل ظنهم أن ترامب سيحارب بدلا عنهم, أو يجعلهم سلاطين على المسلمين, وهم لايستطعون الجلوس على كراسيهم من شدة اهتزازها, ولايقدرون على النوم خوفا من ذهاب ملكهم, الذي يتنازعون عليه في اليوم والليلة, فبارت تجارتهم وخاب سعيهم, فلن يقف المسلمون مكتوفي الأيدي دون الدفاع عن أنفسهم, وإسقاط عروش الظلمة, حتى وان أسموها حروب الردة, فلن يقطع رأس مالك من جديد, ولن يعتدى على آل البيت مرة أخرى .
ومثلما كانت بيعة الشيخ الأول فلتة, فها قد خرج القوم اليوم, ليعلنوا إن بيعة شيخهم الجديد فلتة هي الأخرى, ويتخاصموا بينهم يسب بعضهم بعضا يتنازعون على سلطان لن يحصلوا عليه أبدا, وسيرتد كيدهم الى نحورهم, وتذهب أموالهم هباءا منثورا .