شدّ الرحال صوب العاصمة الانكليزية لندن ، وفد العراق الأولمبي المشارك بدورة ألعاب مدينة الضباب التي يتوقّع لها أن تكون الأفضل عبر كل الدورات التي سبقتها. لقد استعد أكثر شعوب الأرض التزاماً واحتراماً للوقت (الإنكليز) ، جيّداً وهو يستقبل الآلاف من الرياضيين الطامحين لإعلاء شأن بلدانهم في هذا المحفل الذي لا يتكرر سوى مرّة واحدة كل أربع سنوات.
دورة انتخابية كاملة ، تكون خاتمتها بالتقييم الفعلي لما ستؤول إليه الأمور في الأولمبياد ، فإما ستكون مسكاً ، كونها غلّفت بالانجاز أو ستكون علقماً ، لأنّها تواصلت بالإخفاق. نحن نعلم مسبقاً أن الرياضة العراقية التي تسير ومنذ عدّة سنوات على (عكازين) ليست بالقادرة على تحقيق أي نتيجة أولمبية تقترب من تلك التي سبق وأن حققها ابن البصرة الراحل عبد الواحد عزيز. ميدالية برونزية وحيدة هو كل إرثنا الرياضي لواحدةٍ من أعرق اللجان الأولمبية في المنطقة. نحن نعلم أن الوفد العراقي الذي تم ترتيبه ليتواجد في لندن لغرض السياحة وتوفير عذر للمفطرين من الإداريين العراقيين الذين وجدوها فرصة للتخلّص من الأجواء الحارة التي تضرب المنطقة ومنها العراق. سبعة من آلاف اللاعبين العراقيين فقط ، هم من وقع عليهم اختيار الحظ ليشاركوا في هذا العرس الرياضي العالمي وبالمجان !. هؤلاء السبعة زحف خلفهم (24) شخصاً بين إداري ومدرّب ورئيس بعثة وإعلامي. عندما طالعنا أسماء الوفد العراقي الذي وصل الآن إلى لندن ، لم نصب بالعجب من البعض منها ، لأننا تعوّدنا أن نرى هؤلاء عشاق السفر في كل الوفود حتى وغن كانت السفرة (داخلية) ، كون الإيفاد يغري وهو يساعد على توفير العيش الكريم طالما كانت الدولة هي من تدفع وهناك من يصرف من دون وجه حق. شخصيات رياضية كبيرة في لجنتنا الأولمبية ، رتّبت لنفسها لتكون ممن تنعّموا بهواء لندن العليل. ومن بين هؤلاء يأتي اسم النائب الأول للأولمبية الذي حمل لقب (إداري) لأحد الاتحادات وتنازل عن لقبه الذي (خبصنا) به طيلة الفترة التي جثم بها على صدور الرياضيين الذين عانوا من الاختناق بسبب وزنه المتزايد ، كون الرجل ومنذ توليه القيادة الأولمبية تعوّد على التشريب ولحم الضأن وهو لا يتوانى أن يتحوّل إلى لحوم الرياضيين ممن يخشون على أنفسهم أن يبتلعهم النائب الأول الذي لم يختلف حاله بشيء عن النائب الثالث الذي سافر هو الآخر بصفة إداري!. بشار مصطفى وصالح محمد كاظم وجميل الطيار وسمير الموسوي ورعد حمودي كلّهم قيادات تركوا الشأن المحلي وتعب النشاطات لنراهم في لندن سواء في القرية الأولمبية أو خارجها ، لأن من سيدفع هو العراق ومن ألمال العراقي الذي لم تبق له أي حرمة أو نجد من يسأل عنه ليصل إلى حالات التجاوز التي ما عاد بالإمكان السكوت عنها. نحن نعلم أن البطاقات المجانية التي توزّع في الدورات الأولمبية ، فإنّها تمنح للسائل والمحروم ممن لم يستطع أن يتأهل أو يمتلك القدرة المالية للتواجد. ترى هل كان العراق محتاجاً حقاً لعطف الآخرين ليوضع اسمه بين (المعوزين)؟. أين ذهبت أنفة وكرامة العراقي الذي لا يرضى أن تخدش مشاعره ، فكيف والحال أنّه بات يتلقى الصدقات رغم امتلاء خزنته بالمال الذي نراه يهدر في غير مكانه الذي خصص من أجله. اللجنة الأولمبية وعبر الدورة الحالية التي قادها فيها السيد رعد حمودي والتي ستنقضي بعد أيام ، لم تكن ضعيفة كما أصبحت عليه خلال الأربع الماضيات من سنوات التقاطع وتصفية الحسابات وظهور القوى التي حوّلت رئيس اللجنة الأولمبية إلى أشبه بالرجل (الدمية) الذي لا يقوى على شيء لتمرر القرارات عليه ، ليوقّعها راضخاً مستسلماً وكأنّه تابعاً وليس متبوعاً. ذهب الوفد وسيعود الوفد وستسجل مشاركتنا الجديدة في سجلات الإخفاق الخالدة وهذا ليس بالأمر الهام ، لأنّ الأهم عند قادة اللجنة الأولمبية كان ، عدم ضياع أتيحت لهم ليستمتعوا ، خاصة وهم يعيشون فترات شك أن ما يشبه (الانقلاب) سيطال حكمهم (الضعيف) وسينتزعهم من أحلامهم أو خيالهم الخصب. نحن لن نتحسّف على أحد من قادة اللجنة الأولمبية. كوننا نؤمن بالمثل الذي يقول (اللي يعمل بيده الله يزيده).
وآخر دعوانا إلى الحكومة العراقية ونقول لها تدخّلي الآن وأعيدي هيبة الرياضة العراقية ، لأن الشعب الرياضي وثق بك فلا تخذليه وتتركيه يواصل الاستجداء رغم غناه الفاحش. وكل دورة أولمبية والرياضة العراقية من سيءٍ إلى أسوأ بوجود الأسوأ والأضعف على قمّة هرمها الذي سيتهاوى عاجلاً أم آجلاً..
[email protected]