منذ عشر سنوات وهشام الذهبي يعمل لوحده في رعاية 30 طفلا يتيما، الحكومة والبرلمان العراقي لم ينتبها لـ”أبي الايتام” هشام الذهبي، لكن حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم انتبه له ليمنحه مليون درهم مكافأة لعمله الإنساني، فما حكاية هشام الذهبي؟
منذ العام 2006 كان يعمل ضمن منظمة خيرية في رعاية الايتام، وفي 2007 وخلال الصراع الطائفي قررت تلك المنظمة التخلي عن عملها وايداع الايتام في دور الدولة لرعايتهم، الا ان هشام الذهبي رفض ذلك وقرر رعايتهم على نفقته الخاصة، وذلك في بيته ليقدم لهم الرعاية الصحية والاجتماعية، حيث انتبهت لعمله الإنساني هذا العديد من المنظمات العالمية التي حضرت الى العراق للحوار معه عن مشروعه هذا في رعاية الايتام.
وحينما سمع هذا العام 2017 عن مبادرة صناع الامل التي اطلقتها دولة الامارات العربية التي اعتبرت هذا العام عام الخير، شارك هشام الذهبي بهذه المبادرة ومن بين 65 ألف مشارك جاؤوا من 22 دولة كان هشام الذهبي من بين الخمسة الأوائل الفائزين بمبادرة صناع الامل، اذ كانت المغربية نوال الصوفي هي من فازت بلقب صانع الأمل الأول، ليكون لها الحق في المكافأة المالية، مع تكريم كل من السوري رائد الصالح، والعراقي هشام الذهبي، والمصرية ماجدة جبران، وأخيرا الكويتية معالي العسعوسي.
ولكن المفاجأة التي أذهلت الجميع كانت حينما قام الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بإعلان فوز جميع الخمسة بالجائزة المالية، ليحصل كل فرد منهم على مكافأة مالية قدرها مليون درهم، وذلك تقديرا لمواقفهم وأعمالهم والتزامهم الأخلاقي والإنساني كعلامة فارقة، ليس في حياتهم فقط، بل في حياة الناس في محيطهم ومجتمعاتهم.
وتعتبر مبادرة صناع الأمل، التي انطلقت دورتها الأولى في فبراير من العام الجاري 2017 رسالة من الإمارات للمنطقة في عام الخير، هدفها ترسيخ عمل الخير والعطاء على كافة المستويات.
هشام الذهبي.. حينما قرر رعاية الايتام الثلاثين لم يكن هدفه “المتاجرة” بهم، بل كان هدفه انسانيا بحتا، اذ رعاهم افضل رعاية من خلال “البيت العراقي الآمن” الذي أقامه لهم رغم محدودية دخله، حيث وفر كل وسائل الراحة النفسية لايتامه خاصة وانه خريج علم النفس حيث يتفهم خطورة الصدمات النفسية وأهمية الدعم النفسي والعاطفي للأطفال الذين يقيمون في “البيت العراقي الآمن”، الذي يتيح لنزلائه متنفساً للتعبير عن أنفسهم من خلال عدد من الانشطة الإبداعية.
هشام الذهبي بدأ مشروعه في بيت صغير في مدينة الصدر، ليضم ايتاما باعمار تتراوح بين 6-17 عاما، وعلى مدى العشر سنوات الماضية كان هشام الذهبي يرتب للأطفال الذين يبلغون سن الـ18 برنامجا خاصا يتمثل في مساعدتهم على الحصول على وظائف بإحدى دوائر الدولة ومتابعتهم حتى تزويجهم والاطمئنان على أنهم انطلقوا في حياتهم دون الحاجة لأي شخص.
نعم.. هشام الذهبي كان لوحده يمثل “مؤسسة” متكاملة، فكان هو مديرها وموظفها ومسؤولها وعاملها الخدمي، لم يعتمد على احد، بل لم تنتبه لعمله هذا اية مؤسسة حكومية ولا حتى اللجان المختصة في البرلمان حيث ان “عطلها” اضعاف اضعاف “دوامها”!!
هشام الذهبي.. لقد كنت “ذهبيا” بعملك الإنساني هذا… بوركت!
نقلا عن المشرق