تقاس المجتمعات وتطورها والدول ورقيها بالتقدم العلمي في معظم ميادين الحياة وان كثرت الجامعات لا يعني ان هذا البلد او ذاك بلدا متطورا فالتوسع الغير مدروس بطريقة علمية وموضوعية يشكل وبالا على تلك الدولة ، فالكم لا يغني ولا يسمن وان المهم بل والاهم هو النوع . فما فائدة خريج قسم الجغرافية الذي لايعرف اين تقع (طرابلس الغرب)! وما قيمة طالب دكتوراه اذ يجيب استاذه القدير (ان هذه الاية نزلت بعد وفاة الرسول) (ص) !!! وما الفائدة المرجوة من طالبة ماجستير في اللغة الانكليزية في احدى الكليات الاهلية وهي لاتعرف الفرق بين الرواية والمسرحية؟! واضحكني بل وابكاني دما ان وزارة الخارجية العراقية في نهاية عقد التسعينيات اجرت امتحانا شاملا بسيطا للمتقدمين للعمل فيها فكانت اجابات كثير منهم مخزية ومنها على سبيل المثال (من هو حمورابي)؟ فكانت الاجابة انه احد الخلفاء الراشدين!!! وما الفائدة من الذي يُدرس اللغة الانكليزية ولا يعرف متى عاش شاعر الانسانية وليم شكسبير ؟!
اكاد اطير من الفرح عندما يجيب الطلبة في الامتحانات وعندما يناقشون موضوعا في الصف، فانا فلاح وهم غرسي وعند نجاح طالب الماجستير اكون قد حضرت له هدية بالمناسبة على عكس الاعراف السائدة في مجتمعنا . افرح عندما تعطى الفرصة لكبار السن او لمن منعته الظروف من اكمال دراسته العليا وفرحت بفتح باب القبول في الدراسات العليا على النفقة الخاصة.
في العام الدراسي (2010-2011) قُبلت ثلاث طالبات على النفقة الخاصة في كلية التربية/ابن رشد في قسم اللغة الانكليزية. وبعد ان رُفع الستار ليبدء الفصل الدراسي الاول اتضح للمنصف الذي يخاف الله ويعشق وطنه ويضحي من اجله ان هؤلاء الطالبات ضعيفات جدا في مستواهن العلمي، فواحدة منهن خريجة الدراسة المسائية وما ادراك ما الدراسة المسائية حاولت اكمال دراستها العليا في كلية اهلية ففشلت ولدي رسالة من مساعد رئيس الجامعة يطلب فيها محادثتي لغرض يخصها؟ لماذا لم تنجحوها في جامعتكم وتريدون نجاحها في جامعتنا؟! والاخرى خريجة كلية اهلية والكليات الاهلية اغلبها ضعيفة المستوى كالدراسات المسائية اما الثالثة فهي موظفة في كلية تربوية لم تبق وساطة الا واستخدمتها ومن طبيعتي ان اسجل المكالمات والرسائل الواردة الي بخصوص الطلبة! وللمدقق ان يعرف مستواهن من خلال خلفيتهن الثقافية والادبية. فشلن في احد الدروس ليكون امتحان الدور الثاني في ايلول 2010 ومعهن كانت تسير جيوش من الوساطات والضغوط المباشرة وغير المباشرة على استاذ المادة. ونتيجة لضعف مستواهن العلمي رسبن في الدور الثاني لتقوم القيامة ضد هذا الاستاذ ويبدء التشهير به ومحاولات النيل منه مدفوعات بمن لا يخاف الله ومن حصل على شهادته دون عرق جبين ومن لم يفكر بظلمة القبر يوما واهما بان الحياة خالدة له!
وخضن امتحان الدور الثالث وشكلت لجنه يراسها رئيس القسم مؤلفة من استاذين من خارج الكلية واستاذا واحدا من الكلية التي يدرسن فيها وصححت الدفاتر امام رئيس القسم وكانت نتيجتهن الرسوب في الدور الثالث ليبدء ماراثون الوساطات ومحاولات اقصاء استاذ المادة ونحجن في ذلك فمن هن ياترى؟ اذ طلبن بانفسهن وبكتاب رسمي ان يبعد استاذ المادة عن وضع الاسئلة وعن تصحيحها وُنفذ ذلك، حسنا جزاكن الله خير الجزاء. فشكلت لجنة من جامعتين مؤلفة من اربعة اساتذة وكانت ورقة الاسئلة تحتوي على سبع اسئلة وطلب منهن الاجابه عن اربعة. وكانت اجابة كل سؤال بدفتر مستقل حتى لا يتاثر مصحح بتصحيح زميله. كانت فكرة رائعة اشرف عليها الدكتور معاون العميد العلمي والدكتورة الفاضلة مسؤولة الدراسات العليا والاستاذة الجليلة مقررة الدراسات العليا في قسم اللغة الانكليزية ووقف الجميع مراقبا في القاعة علما ان المراقبة ليست مهمتهم ، بعد ان وفروا سبل الراحة لهن والاستفسار منهن عن المادة ان درسنها ام لا فكانت اجابتهن نعم درسنا هذه المادة وبعد نهاية الامتحان جلس المصححون الاربعة ليصحح كل منهم سؤاله وبعد جمع الدفاتر الاثنا عشر وجمع الدرجات كانت نتيجتهن الرسوب في الدور الرابع !!! بعد ان ارهقن الوزارة والجامعة والكلية بالكتب الرسمية والضغط على الجامعة والكلية وبعد ان خالفن القانون والاعراف والتقاليد بتشهيرهن باستاذ المادة والشكوى ضده. فكيف قبلت الجهات العلمية بهذه الحلقة المفرغة في اضاعة الوقت والجهد والمال وتشويه سمعة استاذ له من الخدمه ثلاثة وثلاثون عاما؟ كيف نجح الستة الاخرون من دورتهن ؟ ولماذا رسبن في اربع محاولات او ادوار وما ذنب الاستاذ؟ فهو لم يضع سؤالا ولم يمسك يراعا ليصحح بل كان المصححون وواضعوا الاسئلة من جامعتين مختلفتين وان استاذ المادة لم يعلم حتى بيوم ومكان الامتحان ونتائجه الا بعد مرور شهر على ذلك!!
وهاهي الجامعة تطلب اختبارهن بدور خامس !!! اتسائل ويتسائل معي الالاف لماذا الدور الخامس؟ ولماذا تمنح الجامعة مثل هؤلاء الطالبات فرصة بعد اخرى ، اذن علينا ان ندعو كل من فشل ورقن قيده ليمتحن معهن ومن هن وما تاثيرهن على الجامعة والكلية؟! اما كان الافضل والاجدر ان يبلغ اساتذة الدراسات العليا في هذه الكلية بكتاب رسمي (ان لا رسوب في الكلية) ويجب ان ينجح كل الطلبة خارقين قيم السماء اذ يقول الباري عز وجل (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) ؟ ولكي نطبق القانون الوضعي الوارد في المثل البغدادي (تتساوى الكرعة وام الشعر) . كان طالب الماجستير اذا فشل يرقن قيده ولا يحق له التقديم للدراسات العليا الا بعد مرور خمس سنوات على ترقين قيده والجامعة والوزارة ادرى بهذا السياق . كان للشهادة العراقية قيمتها فهذا جار لي يدرس الطب في ستينيات القرن الماضي وفي المرحلة الرابعة من طب جامعة القاهرة ونتيجة لنشاطه السياسي طرد من القاهرة وعاد الى جامعة بغداد ليقبل في الصف الثاني او الصف الثالث من طب جامعة بغداد اي انه انزل مرحلة او مرحلتان، هكذا كانت الشهادة العراقية ثم انتكست فلم تعد اليونسكو ولا الدول الاخرى تعترف بها منذ عام 1991 فمتى نعيد للشهادة العراقية هيبتها وقيمتها ؟! ولماذا هذا التصغير للشهادة العراقية ؟ اتذكرون الاعلام من استاتذتنا وخريجوا جامعاتنا امثال مصطفى جواد وعناد غزوان وهاشم طه شلاش وفاخر عبد الرزاق و سعد الوتري وغياث زين العابدين وخليل حماش ونزيهة الدليمي ومحمد يونس وخليل بنيان وقيس الاوسي كيف نبغ هؤلاء النابغون الم تكن شهاداتهم عراقية فلم التصغير لشهاداتنا.
لقد حق للناس ان يستهزأو بهذه الكلية فقبل ثلاث سنوات جاء استاذ وابنته من احدى المحافظات ومعه كتب استضافة الى كلية التربية، سألته لم هذه الخطوة من بابل الى بغداد وانت استاذ في الجامعة ؟ فكانت اجابته وامام احد الاساتذه ان جامعة بابل لا تعطي درجات عالية مثل كليتكم !! وقبل اربع سنوات تقريبا التقيت بمدرسي في الاعدادية وهو يسير في كليتي مع ولده فسلمت عليهما ولم يعرفنِ حينها فعرفته بنفسي وقلت له لنا احد طلابك في سبعينيات القرن الماضي واود ان اخدمكم اليوم فاجابني (اريد ان اقبل ولدي في كلية التربية/ابن رشد/ قسم اللغة الانكليزية في الدراسات العليا لاني عرفت ان لا رسوب فيها)!!! ان منح شهادة الماجستير بهذه الطريقة غش فاضح وسيد الكائنات يقول(من غشنا ليس منا) انها سرقة فرصة الاخرين والله يقول (السارق والسارقة فاقطعوا ايديهما) ومحمد(ص) يقول (لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها) والذي يدمي القلب ان استاذة في قسمي يريدون نجاحهن باي ثمن وان احدهم يقول لزميلة (نجحوهن حتى اني وياك كل واحد يصير عنده طالبتين يشرف عليهن)!!!! ونقل هذا التصريح رئيس القسم الى مجلس الكلية ولم تتخذ الكلية اجراءا بحق هذا الاستاذ وصدق الوردي في تحليله للشخصية العراقية حيث رشح رئيس القسم السابق هذا الاستاذ الذي يريد ان يشرف على اثنتين من الطالبات والذي صرح بهذه الجملة المادية رئيسا للقسم!!!!!!!
دار المعلمين العالية بكيتك فقد اصبحت اطلالا ! تذكرت طفولتي في جانب الكرخ في بغداد اذ كان رجل كبير يمر في زقاقنا مناديا (العنده حديد للبيع، العنده جرباية للبيع، العنده قنفة للبيع….) وبعد ان تؤدي هؤلاء الطالبات امتحان الدور الخامس وان شئن الدور السادس ساصرخ باعلى صوتي باكيا ماجستير للبيـ ـع ، واقسمت بالواحد الاحد الفرد الصمد ان بقيت دراسة الماجستير في قسم اللغة الانكليزية على هذا الشكل فلن ادرس فيه ولو اعطيت مال قارون وانها دعوة الى الجامعة لاعفائي من وضع الاسئلة وتدريس الدراسات العليا (ماجستير ادب انكليزي) في هذا القسم وهذا مايريده من يبيع الشهادة!!!
انها صرخة من تتلمذ على هدي القرآن وسنة رسوله الاعظم وكان اهل بيته الطهر الاطهار وصحبه الاخيار نبراسا ونجوما تنير طريقه. اناشد الشرفاء في الجامعة والتعليم العالي ان تعلقوا الدراسات العليا في هذا القسم فانها ليست بالعليا وانما الدنيا وانها هدم للوطن والوطن بحاجة الى من يضمد جراحه.