لايخفى على أحد مدى سعة الأمية التي يحملها المسؤول العراقي و ( الحيلة ) الكبيرة التي من خلالها يقوم بخداع المواطن حيث يضم وجها صبوحا يفرج عن ابتسامة جميلة قد نطلق عليها ابتسامة ( ميغاواط ) من اجل حل مشكلة الكهرباء في العراق . والذي يشاهد اللوحات الاعلانية لوزارة الكهرباء المنتشرة في شوارع وساحات بغداد , يرى ان صورة المرأة المبتسمة التي تظهر في اعلان الوزارة انما ليست صورة لأمرأة عراقية بل هي صورة لمذيعة امريكية تعمل في التلفزيون الامريكي , والادهى من ذلك ان الوزارة لم تحصل على موافقة تلك المذيعة في استخدام صورتها لاغراض اعلانية ودعائية , هذا الوجه لتلك المذيعة محاولة من مسؤولي الكهرباء لتهدئة غليان الشارع وامتصاص غضبه حسبما اعتقادهم من نقص الامدادات في الطاقة الكهربائية الذي تزامن مع صيام عند خط الاستواء في وقت ترتفع فيه درجات الحرارة الى اعلى سقوفها الجهنمية, ويبدو ان المسؤولين في وزارة الكهرباء لايحاولون فقط تحديث خطوط الكهرباء وتوفيرها بل انهم يتطلعون ايضا لوجه ( كاتي كوريك ) للمساعدة في تخفيف حرارة الجو وتبريد الناس ( الغلابة ) , ومعروف ان من اقسى الاشياء الذي تذكرنا بأن العراق مازال متخلفا ومتأخرا هو العجز عن توفير الكهرباء والغريب في الأمر بين ليلة واخرى يطل علينا المسؤولين في الكهرباء ويعلنون ان الكهرباء قد تحسنت في محاولة لتلميع صورتها القبيحة من خلال اطلاق ( البالونات ) والزيارات الميدانية والنشرات المعلقة في ساحات بغداد والتي تعد واحدة من ابواب هدر المال العام , وفي حسب اعتقادهم انهم يعيشون على مقياس مدن العالم في نشر تلك اللوحات ويضاهون فيها شارع ماديسن الذي يغص بالاعلانات !!
كل هذا بجانب وعلى الضفة الاخرى ان الناطق الاعلامي لوزارة الكهرباء يبرر تلك الالية بأن وزارة الكهرباء تتطلع الى وجه مشرق ومتفائل ويوحي للناس بظهور مستقبل لكهرباء أفضل , وان المصممين في القسم الفني هم ممن أخذوا صورة ( كاتي كوريك ) من الانترنيت والهدف من ذلك هو تغيير فهم العامة عن وزارة الكهرباء بوصفها مجرد ( رشى وفساد ) وان عدم استخدام عرض لأمرأة عراقية قد يشكل انتهاكا للمحظورات .. وربما يتساءل البعض : ماذا لو أكتشفت ( كاتي كوريك ) استغلال الوزارة صورتها لاغراض دعائية وان صورتها معلقة في شوارع بغداد للترويج لقضية مازالت تثير غضب الشارع العراقي ألا وهي ( الكهرباء ) ..
فماذا ستكون ردة فعلها خاصة وان ( كوريك ) عملت في العراق كمراسلة اعلامية .. تصوروا الى أي حد يمكن ان تكون ( سخافة ) وأمية المسؤول العراقي ؟!