عادة ما تعرف الثورة, انها تغير جذري لواقع فاسد, جثم على صدر الشعب, وهذه الثورة لها عدة أشكال, فقد تكون انقلاب عسكري يتم بان تخطط مجموعة من الضباط لقلب نظام الحكم, وعادة ما تكون مدروسة بدقة وسريعة التنفيذ, الا ان من مساوئها انها قد تكون ضد تطلعات الشعب كما حصل في العراق عندما جاء العفالقة بثورتهم البيضاء على ما يزعمون, والتي حرقت الاخضر واليابس في العراق او ثورة شعبية عارمة, والتي تتفجر عادة بعد ان يكون الظلم قد تجاوز حدوده وهي ثورة عادة تكون غير مدروسة فهناك الاف الجياع ينزلون الى الشارع ويسقطون مرتكزات الطغاة ولكن ماذا بعد ذلك, فلربما تغلغل وسط هذه الجموع الثائرة الكثير من الانتهازيين والوصوليين وركبوا الموجة وسيطروا على الحكم, بواسطة هؤلاء المساكين او قد تكون على شكل مقاومة شعبيه طويلة الامد تقاتل فصائل مسلحة حتى تحصل على النصر وهذا النوع من الثورات يحتاج الى تحصين داخلي فمن يدري ماذا سيكون الوضع بعد الانتصار وقد لامست ايادي المجاهدين العيش الرغيد , وهناك ثورات اخرى قد تكون عقائدية او سياسية او فكرية او شاملة تحوي على كل ما تقدم .
الامل كتجمع سياسي, نخبوي, مثقف, سلاحه القلم والفكر, يقود ثورة فكرية شاملة معتمدا على مرتكزات قوية وراسخة يقودها شباب مؤمنون ينتظرون اعلانهم الرسمي بفارغ الصبر لابد لهم من بعض التوصيات للتخلص من الامور التي تحصل اثناء العمل الثوري او ما بعد نجاحه .
الامل الان في سباق مع الزمن لاستلام السلطة وهذا من حقهم الذي حفظه لهم الدستور عندما ينزل الجميع ليصبغوا اصابعهم ويكونوا جزءا من الثورة البنفسجية ولنجاح ثورتهم لابد من احلال افكارهم السياسية الجديدة التي تؤمن بالتخادم وتؤمن بان شعبا لا نخدمه لا نستحق ان نمثله وتؤمن بالاعتدال والتهدئة وامتصاص الازمات وتحليلها والانفتاح على الاخرين وان بناء العراق لا يقف على قومية دون اخرى ولا طائفة على حساب طائفة ثانية .
عندما تحل هذه الافكار مكان الافكار اللامنطقية للسياسات السابقة نكون قد وضعنا الامل في الطريق الصحيح لاستلام الحكم, ولان الامل يسير بخطى ثابتة مرسومة من فكر قيادي جديد يؤمن بالانفتاح على الاخر مع الاحتفاظ بالثوابت الاساسية, فهو ثورة دائمة وتغيير دائم بمعنى نغير اي مفهم خاطئ تناله ايدينا .
النجاح وحده لا يكفي بل لابد من المحافظة على النجاح وزيادته عن طريق فتح مرتكزات جديدة والانتشار في جميع مفاصل المجتمع ، واقصد بالانتشار, هو الامتداد المستمر وعدم الوقوف عند استلام السلطة لان الهدف ابعد من ذلك, خيارنا هو الدولة العصرية العادلة ، دولة المؤسسات وهو خيار يحتاج الى تكاتف الجهود لكسب الشعب واقناعه بقدسية المشروع الذي نحمله لان قناعة الجماهير تعني انك نجحت في احداث التغيير .