ما اختلف سياسيان إلا وكان ( الكرسي ) هو محل النزاع بينهما حتى لو كان الظاهر إنهما يختلفان حول أقمار زحل أو درجة حرارة المريخ ، أو كيفية موت الديناصورات , بعض السياسيين تتناقض أعمالهم مع أقوالهم ، وهذا أمر شائع، ولأنه شائع فهو لا يعتبر من الذنوب الكبيرة عندهم, ولكن هنالك من ين تتناقض أقواله مع أقواله ، مقتدى الصدر أنموذجاً !!! .
موقف الصدر اليوم الذي يكتنفه الغموض بين الإصلاح والاستجواب لم يأتي من فراغ بل أصبح ديدن الصدر هو البحث عن مصلحة كتلته كتلة الأحرار, بغض النظر عن مصلحة البلاد والشعب وان كان ظاهراً على لسانه ولسان أعضاء كتلته غير ذلك في بعض الأحيان، ولكن المتابع لمواقف الصدر وتحولاته بين الحين والأخر يكتشف ذلك جلياً .
في شباط 2011 أوعز مقتدى الصدر الى أنصاره بعدم المشاركة في الاحتجاجات التي خرجت ضد المالكي في ساحة التحرير لحظة غضب الشعب ولو كانت سلمية, وبعد انتهاء مهلة (100 ) يوم التي أعطاه المالكي من اجل الإصلاح ولم يتحقق منها أي شيء على ارض الواقع قام الصدر بإعطاء مهلة ستة أشهر من اجل التمويه وتهدئة الوضع العام من اجل مصالح تياره والإفراج عن معتقلين التيار والحصول على مكاسب وليذهب الشعب العراقي ومطالبيه الى الجحيم.
تراجع الصدر عن موقفه السابق بعد تحقيق ما كان يرنو إليه وبسبب الحصول على مكاسب اكبر ذهب الصدر يصطف مع معسكر اربيل الذي يضم قائمة علاوي و قائمة البرزاني واتهم المالكي ( بالدكتاتور الشيعي ) وطالب بسحب الثقة عن المالكي , هذا التحول في موقف الصدر كان له أسبابه, فمعسكر اربيل أعطى للصدر وعود تصب لصالحه بعد سحب الثقة عن المالكي، فاخذ الصدر يستهزاء بشعبية المالكي بقوله ” يتحدثون عن شعبية المالكي مثلما كان نظام صدام يتحدث عن شعبية زعيمه” .
لم ينجح معسكر اربيل بجمع التواقيع والأصوات الكافية لسحب الثقة عن المالكي فلجاؤا الى الاستجواب وفي المقابل قدم المالكي مقترح لحل الأزمة وهو إجراء انتخابات مبكرة كان موقف الصدر موقفاً رافضاً للاستجواب وللانتخابات المبكرة و ذهب الى رأي العقلاء مثل المجلس الأعلى وموقف الطالباني ورضخ الى مبدأ الحوار والإصلاحات .
عاود الصدر من جديد وقال إذا حدث الاستجواب فنحن معه, رغم إن الصدر قال “إن الاستجواب لن يحل الأزمة السياسية ولا يخدم الشعب العراقي” ماذا قدم معسكر اربيل للصدر هذه المرة في سبيل تبديل رأيه ؟!.