كتبت – لميس السيد :
لمدة ست سنوات مضطربة، استطاعت الأردن النجاة من الحرب في سوريا على الحدود المجاورة من خلال تبني خط رفيع وهو دعم المتمردين المدعومين من الولايات المتحدة الذين يسعون للإطاحة بالرئيس “بشار الأسد”، وأيضاً التعاون مع أقرب حليف للأسد، وهو روسيا، ذلك التناقض أو التباين الموقفي الذي ألتقطته صحيفة “لوس أنغلوس تايمز” الأميركية في أحدث تقاريرها التحليلية المنشور مؤخراً.
صحراء حمد..
في الأشهر القليلة الماضية، بعد أن فقدت “داعش” سيطرتها على الأراضي بالقرب من عواصمها المزعومة في “الموصل” بالعراق و”الرقة” بسوريا، شنت قوات المتمردين هجوماً جديداً، بمساعدة تدريب وتجهيز مشترك من الأردن والولايات المتحدة. وبدأت عملية التطهير من صحراء حمد، التي تشمل الركن الجنوبي الشرقي لسوريا.
وبينما يواجه الجهاديون ضغطا لمغادرة “الموصل” و”الرقة”، يخشى الكثيرون أنهم قد يجدون طريقاً للسيطرة على “صحراء حمد”، حيث قال “طلاس سلامة”، قائد جيش أسود الشرقية، أو أسود من جيش الشرق، إنه طريق تهريب طويل وأصبح خط إمدادات حيوية لداعش.
تضارب في العلاقات وتناطح بالتصريحات..
تقول الصحيفة الأميركية أن وسائل الإعلام تحدثت عن تضارب في العلاقات بين كل من روسيا وسوريا والأردن، حيث انتقد “بشار الاسد”، في مقابلة مع وكالة آنباء “سيغودنيا” الروسية، الاردن: “كجزء من الخطة الاميركية منذ بدء الحرب في سوريا، وانها تتصرف بناء على طلب من إدارة ترامب”.
ورفض الاردن تصريحات الاسد قائلاً انها “مزاعم ملفقة”، وفقاً لما ذكره المتحدث باسم الحكومة الاردنية “محمد مومني”، مضيفاً أن الأردن أكد منذ زمن طويل على أهمية الحفاظ على وحدة سوريا الإقليمية.
وفي تشرين ثان/نوفمبر الماضي، قال اللواء “محمود فريحات”، القائد العسكري الأعلى للأردن، في مقابلة مع شبكة “بي. بي. سي” باللغة العربية: “منذ بداية الأزمة، لم نعمل أبداً ضد النظام السوري على الإطلاق”.
فتش عن أميركا..
قال “عريب الرنتاوي” رئيس مركز القدس، ان التغيير الذي شهدته الاردن في الاسابيع الاخيرة، في اعقاب زيارة العاهل الاردني الملك “عبد الله الثاني” إلى البيت الابيض، هو انعكاس للتحول في السياسة الاميركية تجاه عمان.
وقد لاحظ تنظيم داعش أيضاً زيادة مشاركة الأردن في سوريا، حيث انه في مطلع نيسان/ابريل المنصرم، أصدر فيديو مدته 21 دقيقة يتعهد بشن هجمات في البلاد، ظهر فيه خمسة أعضاء داعشيين من الأردن.

وقال “قتيبة المجالي”، وهو جهادي أردني منضم للتنظيم منذ أكثر من ثلاث سنوات في الرقة: “يجب أن نضر هذا النظام المتغطرس ونجعله يذوق بعض النيران الحربية”، في أحد الفيديوهات الدعائية للتنظيم.
إلا أن “الرنتاوي” قال إن مخاوفه الرئيسة ليست داعش، ولكن ما يخلفه من وجود التنظيم الإرهابي. هل ستسمح القوات السورية الموالية للنظام، للمتمردين الذين يدعمهم الأردن بالبقاء على الأرض التي إستردوها من التنظيم؟.. كيف سيكون رد فعل الأردن عندما تتصارع القوات السورية والمتمردين عندما تغادر داعش سوريا ؟
وترى الصحيفة الأميركية أن ما يزيد من تعقيد الوضع وجود “الحرس الثوري” الإيراني المتمركز في سوريا على بعد أقل من 50 ميلاً من الحدود الأردنية.
ويضيف الرنتاوي، “الولايات المتحدة تضع سياستها في الأردن، لمواجهة كبرى مع إيران قد تمتد لأربعة أو خمس سنوات، لن يشارك بها الأميركيون وإنما سندفع ثمنها نحن”.
“إنهم يقاتلون الآن باستخدام السوريين واليمنيين وغيرهم وآمل ألا يستخدمونا أيضاً”.