حاورتها – سماح عادل :
في روايتها “تفاح الجن” تحكي الروائية الجزائرية الشابة “جميلة مراني” قصة تدور في العصر العباسي، أيام حكم هارون الرشيد وقت صراعه مع البرامكة، وغضبه عليهم.. سرد مشوق عن قتل غير مفهوم، وعلاقته بأطباء يقومون على معالجة المرضى في مستشفى “بيرمستان” بدائية.. تدور الأحداث في مدينة بغداد لبطلة مراهقة، تبدأ الأحداث بموت عائلتها بسبب اتهام والدها الطبيب بترجمة كتاب عن السموم عن السريانية تسبب في قتل أقارب الخليفة، بشكل غامض.
تظل الأحداث تتصاعد مع حكي البطلة “ناردين”، لنكتشف أن الطبيب اليهودي “اسحق” الذي تولى رعايتها بعد قتل عائلتها، هو المتسبب في كل ذلك، بالمشاركة مع طبيب آخر عربي “الآصفي”، وذلك في محاولة منهما للتقرب من الخليفة والاستحواذ على منصب رئيس “البيرمستان”، والتنعم بالخير الذي يأتي من وراء ذلك، حيث يستخدم اسحق نبات يسمى “تفاح الجن” يصيب من يشم رائحته بالصمم، قبل قتله للأشخاص بخنجر مسموم بنبات “تفاح الجن” أيضاً.
حاورتها (كتابات) للحديث عن روايتها..
(كتابات): لماذا اخترت أن تكتب رواية تدور في زمن بعيد ؟
- أنا أحب التاريخ لاسيما التاريخ الإسلامي.. التاريخ يشبه قصص الخيال، وأحياناً يكون أغرب من الخيال، وعندي اعتقاد أن العصر العباسي هو الأقرب لعصرنا، يعني الدولة الإسلامية في ذلك الوقت انفتحت على الشعوب الأخرى واستفادت من علومها وخبراتها.
(كتابات): ما هي المصادر التي استعنت بها للكتابة عن عهد هارون الرشيد وصراعه مع البرامكة، وطب الأعشاب الذي كان سائداً وقت ذاك ؟
- قرأت كتاب “هارون الرشيد” لأحمد أمين، وكتاب “تاريخ العلاج والعقاقير” ولا أتذكر اسم كاتبه.
(كتابات): هل اختيارك أن تكون شخصية الطبيب الشريرة يهودية لها دلالة على موقف من اليهود ؟
- لا أبداً.. ليس لدي توجه متعصب ضد اليهود، لكن اليهود كانوا أقرب للغة السريانية التي ترجمت عنها معظم الكتب الطبية القديمة، كما أنني قدمت شخصية شريرة مسلمة هي الآصفي.
(كتابات): هل كان سهلاً نشر رواية “تفاح الجن” وكيف استقبلها القراء ؟
- الحمد لله سواء دار منشورات المثقف، أو دار الوليد للدراسات والنشر، شجعوا الفكرة واعتبروه طرح جديد للرواية التاريخية، لذلك لم أواجه صعوبات تذكر في النشر.
(كتابات): هل تفكرين في كتابة رواية اخرى تعالج التاريخ البعيد ؟
- أفكر في جزء ثان لرواية “تفاح الجن”، وطموحي أن تتحول إلى سلسلة تضاهي سلسلة هاري بوتر “مع حفظ المقامات”.
(كتابات): بمن تأثرت من الكتاب ؟
- قرأت للكاتب الكبير “جرجي زيدان” كثير من كتبه، كما أحب كتب “أيمن العتوم”.
(كتابات): ما رأيك في كتابات الشباب من جيلك في الجزائر والعالم العربي ؟
- نلاحظ مؤخراً طفرة في كتابة الرواية في الجزائر، واعتبر كتابتي ضمن هذه الطفرة، فهناك كتابات تستحق التشجيع، حتى على مستوى الدول العربية الأخرى، وكتابات تستحق النقد البناء، وفي العموم أؤمن أنه مع الوقت سترسو المواهب الحقيقية فيما سيختفي الكثير من الزبد.
(كتابات): كيف تصنفين روايتك “تفاح الجن” وما نوع الكتابات التي تحبين قراءتها ؟
- أصنفها ضمن الرواية التاريخية، كما أنني أميل إلى كتابة هذا النوع من الروايات فقد كانت روايتي الأولى “تاج الخطيئة” تدور في زمن تاريخي أيضاً.
(كتابات): هل وجدت صعوبة كونك كاتبة امرأة في مجتمع عربي ؟
- نوعاً ما.. فمحيطنا غير مشجع للإبداع بشكل عام، فما بالك بجريمة كونك امرأة، لكنني كأي امرأة مبدعة سأفكر خارج الصندوق، واستمر في الكتابة والإبداع.
(كتابات): ما رأيك في حال الثقافة في الجزائر ؟
- الثقافة في الجزائر مرتبطة بأسماء معينة.. لا يمكن أن ننكر مكانتهم وإبداعهم، ومن الصعب أن تتاح لأمثالنا فرص متساوية أو قراءات نقدية حقيقة، أتمنى لو يقرأ النقاد في بلادي للشباب و ينتقدوهم بشكل فعال بعيداً عن الجمل المكررة مثل “ها قد صار كل من هب ودب يكتب”، هذه العبارة محبطة ولا تعطينا سبباً حقيقياً للتوقف أو الاستمرار.