5 مارس، 2024 12:11 ص
Search
Close this search box.

مع (كتابات) .. الشاعر المصري ناجي عبد المنعم : نأمل في نشر الإبداع بلا محسوبيات

Facebook
Twitter
LinkedIn

حاورته – سماح عادل :

تتميز قصائد شاعر العامية وكاتب المسرح “ناجي عبد المنعم”.. بالموسيقى التي تنبع من كلماته.. كما يتميز بغزاره إنتاجه الأدبي.. هو من مواليد 1964 – محافظة الدقهلية، وحاز على العديد من الجوائز في الشعر والمسرح منها، المركز الأول في مسابقة التأليف المسرحي عن مسرحية (محاكمة ميت)، الصادرة عن الهيئة العامة للكتاب، 1996، وجائزة المواهب الأدبية من الهيئة العامة لقصور الثقافة في الشعر 1991.. وفي الحوار التالي سنعرف أكثر..

(كتابات): متى بدأت طريق الكتابة ؟

  • البداية الحقيقية عندما ألتحقت بكُـتَّاب “الشيخ أحمد”.. وحفظت الجزأين الأخيرين من القرآن الكريم وعند التسميع.. الاختبار الأسبوعي.. لم أنجح فعلقني في (الفلكة) وضربني على قدمي، وعندها شعرت بحجم ضعفي وقررت أن أكون قوياً، وهربت من (الكُـتَّاب) وبدأت رحلة التأمل حتى دخلت المدرسة وفى المرحلة الإعدادية اكتشفني مدرس اللغة العربية – الأستاذ “حسن درويش” – وأعطاني كتاب “عبقرية عمر” لعباس محمود العقاد لأقرأه.. وفى اليوم الثاني أعطيته الكتاب ولما سألني عن رأيي فقلت له (الكتاب وِحِشْ عشان مافيهوش صِوَر) فعنفني وقال لي: أنت فاشل ولن تنجح أبداً، وربما كانت هذه هي البداية الحقيقة لدخولي عالم الإبداع، فقرأت كل كتب عباس محمود العقاد، والمنتخب من أدب العرب وحفظت أشعاراً كثيرة وكتبت أول نص شعري بعنوان (الطوفان) وكنت قد بلغت السابعة عشر من عمري، وبعدها تعلمت علم العَرُوض وقواعد النحو والصرف وقرأت كثيراً لما اقتنعت أن الموهبة لا تنجح بدون العلم والمعرفة.

(كتابات): ما هي الموضوعات التي تتناولها في قصائدك ؟

  • ربما لما أصدرت أول دواويني الشعرية (الخروج من التمثال الخشبي عام 1988) كانت كل العوالم منفتحة أمامي، فكتبت في أكثر من موضوع وتناولتها من أكثر من زاوية ولم أهتم بوحدة الموضوع إلا في ديواني الثاني (نوبة جنون) الصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة عام 2000 فكان – البطل الإشكالي – هو شغلي الشاغل، والبحث عن بطل يعيد تشكيل خارطة الوطن العربي هو حلمي الذي قضيت فيه أكثر من خمسة عشر عاماً قراءة وكتابة، ما بين الشعر والمسرح والدراسات والرؤى النقدية، حتى صدر لي أول كتاب يحتوى على مئة وخمسين دراسة ومقالات نُشرت في العديد من الصحف والمجلات المصرية والعربية.

(كتابات): هل واجهتك صعوبات في الوصول للقراء.. وتثبيت اسمك كشاعر ؟

  • نعم عانيت – وعانينا كجيل وسط – كثيراً جداً في النشر حتى أن أعمالنا كانت تقف بالشهور في طوابير النشر في الصحف والمجلات، وكاد هذا الوضع يصيبنا بإحباطات كثيرة، لولا أننا كنا مثابرين لإيماننا بمشروعاتنا الإبداعية، وأذكر أنني أرسلت نصاً شعرياً لجريدة الجمهورية قسم (نادي أدباء الأقاليم)، وكان يقدمه محسن الخياط وبعد ستة أشهر كاملة رد في بريد القراء (قصيدة جيدة وفى طريقها للنشر) وكانت هذه الكلمات الخمس بمثابة وسام حصلت عليه، بعد معاناة شديدة، وحينما نشرت القصيدة وكان اسمها (الأغنيات الأخيرة لطائر الحيسوم) اشتريت مئة عدد من الجريدة ووزعتهم على أحبابي، كانت فرحة كبيرة فعلاً.

(كتابات): ما رأيك في حال الثقافة في مصر ؟

  • حال الثقافة في مصر له جانبين أساسيين (الإدارة والمبدعين).. وطالما أننا نكتشف شاعراً كل يوم، ومازال نهر الإبداع يجرى فلا يهمنا تَـخَـبُّـط الإدارة والمحسوبيات والنشر لمن يملك الثمن، كل هذه التفاهات لن يذكرها التاريخ، فالتاريخ لا يذكر إلا الإبداع الجيد والهادف، فالمبدعون ثابتون والإدارات تتغير، ولن نفقد الأمل في ظهور إدارة تعمل بإخلاص من أجل نشر الجيد من الإبداع بلا واسطة أو محسوبيات.                            .

(كتابات): من هم أعلام الشعر العامي في رأيك.. وبمن تأثرت ؟

  • قرأت كل شعراء العامية بداية بـ”ابن عروس، والنديم”، ومروراً بالتونسي، وحداد، وجاهين، وسرور، وانتهاء بشعراء العصر الحديث في مصر والعالم العربي، ولكنى كنت حريصاً ألا أتأثر بأحدهم، فأنا لي لغتي الخاصة ومدرستي التي أكتب منها، ولم أنفك عنها مطلقاً في كل أشعاري التي بلغت (24 ديواناً شعرياً، وست مسرحيات، وتسعة كتب متفرقة ما بين دراسات ورباعيات ومساجلات، وغيرها) ولى طقوس ثابتة يجب ان أمارسها قبل الكتابة دائماً بأن أقرأ مسرحاً، أو شعر فصيح قبل أن أكتب العامية.

(كتابات): هل الشعر العامي يجد احتفاء من الناس ؟

  • شعر العامية بكل فنونه (الزجل – الموال – الدوبيت – الكان وكان – الرباعيات – المساجلات والمعارضات – الأغانى….) هو لسان حال الشعب، وهو المعبر الأول عن متغيرات السياسة والثقافة والاقتصاد عند كل الشعوب العربية، ولا ينكر أحد دور عبد الله النديم في نجاح الثورة العرابية، ودور شعر العامية في مساندة ثورة يوليو 52، ولعل الأغنية أكثر انتشاراً من شعر العامية إلا أن هذا لا يقلل من دور وأهمية القصيدة لدى عامة المثقفين من الشعب.

(كتابات): ما رأيك في حركة النشر الحكومية والخاصة ؟

  • أنا رفعت شعار (اصنع تاريخ بيدك) وقد صدر لي 24 كتاباً من بينهم كتابين فقط على نفقة الدولة والباقي على حسابي الشخصي، فكان لابد أن أنجز مشروعي الإبداعي كاملاً وأقدمه للتاريخ دون الانتظار، والوقوف في طوابير النشر والحمد لله صدرت كتبي، ولم يتبق إلا القليل من مشروعي الإبداعي فالنشر الحكومي يحتاج لأشياء كثيرة وتنازلات كثيرة أنا شخصياً لا أملكها ولا أريد أن أملكها.

(كتابات): ما رأيك في الشعراء الشباب ؟

  • تابعت الكثير منهم ولا أنكر أن هناك الجيدين جداً منهم.. ولكن لي عليهم مأخذاً وهو أن معظمهم يتبعون الاستسهال في الشعر، ويستخدمون الصور الشعرية المجانية، والتي لا يرهقون أنفسهم في صنعها، وبالتالي تؤثر تأثيراً مباشراً على بناء النص، والكثير جداً منهم أيضاً لا يكتبون من منهج فكري أو تعكس كتاباتهم ما يعتقدون سياسياً أو دينياً فهم يكتبون بطريقة (لضم السبحة)، وهناك شعراء شباب أقف أمام إبداعاتهم كأنني في محراب من الجمال أخشى أن أنطق ببنت شفه فيفسد كلامي روعة إبداعاتهم.

(كتابات): هل أفادتك وسائل التواصل الاجتماعي في الوصول لقراء أكثر ؟

  • لكل تجربة إيجابياتها وسلبياتها.. ونحن لا ننكر أن وسائل التواصل الاجتماعي أفادتنا جداً، ولكن للأسف بدون ضوابط ولا تقنين، فمن يملك “ايميل” و”باسوورد” يكون رئيس تحرير صفحة تطل على العالم كله، ولا يحتاج أكثر من الضغط على “انتر” ليملأ الدنيا بكتاباته، وضاع الكثير من المبدعين الجادين وسط هذه (الهوجه) من اختلاط الغث بالسمين، وأصبح لقب شاعر متاحاً لكل (من هب ودب).. وقد أفادتني جداً على الصعيد الشخصي فقد مثلت مصر في أكثر من مؤتمر ثقافي وأدبي في بلاد عربية (السعودية – ليبيا – ……..) وأخيراً في المملكة المغربية إذ حضرت ملتقى شعراء العالم في مدينة “أزرو آيت ملول” جنوب المغرب، وحصلت على شخصية العام الثقافي من الملتقى، وكانت كل الترتيبات عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي بالتأكيد.

(كتابات): حدثنا عن المسرح وإبداعك فيه ؟

  • لقد قدمت للمسرح حتى الآن (ست مسرحيات) عرضت واحدة على مسرح البالون عام 1990 بعنوان (محاكمة ميت) وصدرت (يا ألف نهار أبيض) عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، وأنا أكتب (المسرح الذهني) الذي يهتم بعقل المشاهد والقارئ، ولا أميل للحوار المبتذل ورموز أحداث مسرحي ثابتين ألعب بهم في كل نص، وقد انتقيت وظائفهم وأعمارهم وانتماءاتهم بعناية شديدة تمثل كل شرائح المجتمع، وأعكف الآن على كتابة ثلاثية مسرحية بعنوان (ترنيمة لأنواع الحب)، وتحتوى على ثلاث أجزاء هي (السلطانة الأولى – جمهورية ثورة – الحب على أرجوحة النسيم) وتحكى قصة بناء المدينة الفاضلة من وجهة نظري، من خلال قصة حب رائعة جداً.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب