27 ديسمبر، 2024 4:53 م

من يستحق لقب التافه من بين السياسيين العراقيين

من يستحق لقب التافه من بين السياسيين العراقيين

أجرت الصحيفة البريطانية الالكترونية صنداي تايمز  استفتاءا لقرائها عن أتفه شخصية سياسية عراقية وبعد إحصاء الأصوات حاز مقتدى الصدر على أعلى نسبة من عدد المشاركين الكبير جدا وعد كونه الشخصية الأكثر تفاهة من بين السياسيين العراقيين. ولتبرير هذا الفوز الساحق لمقتدى الصدر وضعت أسباب كثيرة كان منها، ضحالته الفكرية وعدم قدرته على بناء جملة مفيدة واحدة وشخصيته البليدة المثيرة للسخرية وفوق كل هذا وذاك تقلب مواقفه وعدم القدرة على الثبات في ما يريده أو يطرحه وهذا الأمر ينعكس على تصرفات قادة تياره بشكل جماعي.
ولكن من السهل اكتشاف طبيعة ذلك التذبذب وعدم الثبات في المواقف لو عرفنا طبيعة علاقة التيار الصدري بالسلطة الإيرانية وكيف تدار سياسة التيار وتوجهاته من قبل مؤسسات إيرانية تغلغلت بين مفاصل الدولة العراقية وبات معروفا في الشارع العراقي قوة تأثيرها وما تمليه من أجندات على مختلف قادة التيار الصدري ومن ضمنهم مقتدى ويضاف لهذه الأملاءات ضحالة فكرية مما جعله وتياره يبدو ان وكأن لا علاقة تربطهم بمسمى سياسة أو ثقافة.
وإذا كان جل من يتبع مقتدى ومجلسه السياسي هم من فقراء الناس بسبب مرحلة التغييب الفكري والتجهيل التي مورست عليهم في عهد القاتل صدام حسين ولحد الآن وهذا الشيء ليس بمستغرب بل هو طبيعي في زمن الحشد والصراع الطائفي ولغة القوة التي تمثل أحدى أهم مرتكزات العقل العراقي في الوقت الراهن.
ولكن هل حقا أن صفة التفاهة والغباء يستحقها مقتدى الصدر لوحده. فإذا كان تخلفه الثقافي والعقلي وتفاهته هي ملامح لشخصيته فما بالنا مع أطباء ومهندسين وطلاب كليات وأساتذة جامعات ورجال دين يتبعون مثل هذا الرجل ويصبحون من أشد مناصريه ومشايعيه رغم معرفتهم بحقيقة صفاته الشخصية.
ليس من الحقيقة بشيء أن يتهم مثل هؤلاء بالغباء وإنما يمكن القول بأنهم من ركب الموجة أو له مأرب أخرى من مثل توفير الحماية لمشروع أو الحصول على منصب أو احتمال أبعاد الشر عنهم وعن عوائلهم خوفا من بطش مليشيات الصدر والتهديدات اليومية والقتل والإتاوات تجعل البعض يحبذ الركون على الجنب الذي يؤمن له استمرار العيش والتكسب. ولذا لا يمكن اتهام هؤلاء بالغباء أو التفاهة وأنما الارتزاق والانتهازية هي خير صفة لهؤلاء.
ولكن في عالم السياسة وفي عز الأزمة العراقية الحالية فوجئنا بموقف غريب لا بل أكثر تفاهة وغباءا مما يتمتع به مقتدى الصدر، وهذا الموقف جاء من قبل مسعود البرزاني وأياد علاوي، وإذا عرفنا بأن البرزاني له الكثير من المشتركات مع شخصية مقتدى الصدر فأننا نستغرب من مستشاريه ومساعديه ما حصل ليضعوه بهذه الورطة التي أثبتت فشله كسياسي وتفاهة وضحالة تفكيره رغم تقدمه على مقتدى بعالم السياسة. وفي هذا الموقف نجد الغباء متمثلا أكثر في شخصية أياد علاوي بالرغم من أن أغلب العراقيين يعرفون انتهازية وابتذال علاوي ولكن لا يمكنهم أن يبخسوا تجربته السياسية الطويلة، فهو ومنذ عهد ثورة عبد الكريم قاسم يمارس السياسة وعلاقاته المخابراتية بالعديد من مخابرات الدول العالمية والإقليمية كانت تمنحه حكمة ودراية ومعرفة بالمواقف وتقلبات السياسة وكيفية مواجهة العقبات والمطبات.
هذان الشخصان مسعود البرزاني وأياد علاوي بدعوتهما لمقتدى الصدر للحضور إلى أربيل ومن ثم صدور إعلان سياسي عن أجتماعهم يحمل مقررات وخصومة لرئيس الوزراء نوري أثبتا أنهما أكثر من مقتدى تفاهة وهما يستحقان جائزة جريدة صنداي تايمز البريطانية. فخبرتهما السياسية وموقعهما في العملية السياسية العراقية لم تستطع أن تدلهما على تشخيص حالة مقتدى الصدر ومقدار تابعيته وتياره لإيران وإن أي أتفاق معه يخضع في جميع جوانبه للقبول أو الرفض من قبل المؤسسات الإيرانية المشرفة على العملية السياسية في العراق والتي بدورها تدير مفاصل الأحزاب الدينية العراقية. فيا ترى ما هو المسوغ العقلاني أو ما نوع التفكير الذي طرأ في ذهن هذين الشخصين ليقفا بجانب هذا المعتوه ويصاحباه في مشروع يعرف الجميع بأن الطرف ألإيراني هو من يقرر فيه.أذا قال أحدهم بأنه كان يعرف ذلك الموقف والنتائج التي تمخضت عنه مسبقا. أو أنه خدع بموقف مقتدى فأنه كمن يقال (  القول أتعس من الفعل. أو أجه يكحلها عماها) وكان مقتدى الصدر أفضل منهما فقد لحس الحلاوة ورمى بوجهيهما كاغدها. وكان قد شاركهم وفق برنامج إيراني ضحك فيه على لحاهم. وهم يسمون  أنفسهم  قادة مع الأسف الشديد لهذه التسمية وهما  يستحقان على موقفهما ذلك اللقب بجداره مع مقتدى .