23 ديسمبر، 2024 5:31 م

المصالحة والتهيئة لتأسيس الدولة الحديثة…

المصالحة والتهيئة لتأسيس الدولة الحديثة…

 من واحدة من الجوانب التي تعيق المصالحة محاولة الخلط بين القاعدة والبعث وهي محاولة مسفهة من الأصل يعرفها المفكرون والكتاب والباحثون في تاريخ الحركات السياسية والحركات المتطرفة لأسباب عدة تنفي وجود إرتباط فكري مابين الطرفين فالقاعدة على سبيل المثال كانت لها تنظيمات في العراق منذ أواخر السبعينات  وهناك بعض قادتها الذين تم ألقاء القبض عليهم وأودعوا السجون العراقية بل وسُلِمَ بعضهم لدول أخرى وثانيا أن مفهوم البعث تنظيريا وتنظيميا لايتصل بأي صلة بالتنظيم القاعدي فأدبيات البعثيين تروج للوحدة والحرية والأشتراكية وتدعو للدولة العلمانية  وهناك حقائق على الأرض تشير لقيام تجمعات عربية وحدوية ساهم بها البعث وتجمعات أقتصادية عربية كالوحدة التي حدثت بين العراق ومصر وسوريا وكذلك ميثاق التعاون العربي الأقتصادي المشترك  ، كما أن مفاهيمهم فصلت بين الدين والدولة  وثالثا أن تجارب القاعدة كانت تتجه نحو خصمها اللدود الولايات المتحدة الأمريكية ومصالحها في مجمل العمليات التي قامت بها القاعدة سواء في أسيا أو أفريقيا أو في أمريكا ذاتها في حين كانت هناك علاقات متنوعة وكبيرة بين العراق ودول الغرب وأمريكا وكذلك نظام الحكم البعثي في سوريا وعلاقاته مع الغرب وأمريكا ،
فالقاعدة حركة تستوحي مفاهيمها من نتائج قدراتها في مواجهتها لأعداءها المفترضين بمعونة أصحاب المصالح الدوليين من دعم هذا التنظيم  ضمن مجالات حراكها في المساحة الكونية التي تستطع أن تقيم عليها تجمعاتها التنظيمية ، ورغم مرور الثلاثين عاما فأن القاعدة لم ولن تشكل تجمعا مؤسساتيا كونها لم تمارس مسؤولية أستلام السلطة إستلاما مباشراً في أي من بلدان العالم وبقيت حركة مسلحة لتحقيق أهداف غير واضحة وأهداف متأرجحة يطغي على عملياتها الشكل الناصع للأرهاب الدولي تحت معايير دينية أحيانا ومعايير سياسية أحيانا أخرى ويكفي مثالا لذلك الضحايا الأبرياء من العراقيين الذين راحوا ضحية هذا التنظيم المتطرف ،،
هذا الرأي نعتقد فيه الإفادة من أن الفصل بين القاعدة والبعثيين يسهل عملية المصالحة الوطنية أو على أقل تقدير يؤمن الجانب العقلاني في النظر الى الخصوم والتعامل مع الحقائق ،
المعنى هنا أن لابد أن ندرك أن هناك فكر سياسي وليسمى مايشاء والسبيل الى معالجة هذا الفكر هو الحوار الصريح المنبعث من الرغبة  للإنفتاح والتحرر من عقد الماضي ، الرأي هنا لايعني أن تجربة البعث في العراق لم يرافقها الخلل هنا أو هناك أو لم تشكل مظلومية لدى البعض من الشعب العراقي ولكن هناك جوانب إيجابية في هذه التجربة صنعها العراقيون أنفسهم في تلك الفكرة وبمشاركة البعثيين وفي كافة مجالات الحياة وحققت أزدهارا في جوانب مختلفة ومنها على سبيل المثال  الجوانب  الصحية والتعليمية وشيوع الإنضباط في مؤسسات الدولة مقابل ذلك عدم نكران فاجعة الحرب العراقية الإيرانية والموت المجاني لكلا الطرفين العراقي والإيراني  وكذلك التدخل العسكري في الكويت الذي جلب الولايات على المنطقة والقوانين والتشريعات التي ضيقت على الحريات الشخصية وطرائق معالجة المشاكل الداخلية والخارجية والتسرع في أتخاذ القرارات المصيرية ،
في التوجه الديمقراطي الحالي من المعيب أن يحضر فكرا سياسيا ومن المعيب أن يتم تداوله كورقة ضغط على خصوم لاوجود لهم في الساحة السياسية الأفضل أن ندعوا القيادات البعثية تتكلم الأفضل أن نستمع فهم عراقيون قدم البعض منهم ماقدم لخدمة وطنه وأساء البعض أيضا لأبناء وطنه ولتربة العراق ولاضير من محاسبة من ركبه الغي أما البقاء على نغمة البعث فهذا لامبرر له بعد مضي مايقارب التسعة أعوام ولازلنا نشحذ السكاكين ضد  البعثيين الذين لم يرتكبوا أي من الجرائيم سوى جريمة أيمانهم بمبادئ أمن بها العديد من العرب كونها رافقت فترات الإستعمار والإضطهاد والتخلف وكانت أوانها البديل الوحيد للحركات السياسية بسبب قدم تأسيس هذا الحزب  فأما أن تكون شيوعيا أو قوميا،
في مقالنا هذا والذي ربما سيزعج أخرين الذين هم لم يقراءوا تاريخ الصراعات ومنها وليست بالبعيدة فأمريكا الأن وهي الخصم الأعتى والأشد للقاعدة تفتح الأن إذ لم يكن منذ سنوات تفتح قنوات أتصال مباشرة للتفاهم مع القاعدة فلماذا لاتفتح مثل هذه القنوات العلنية والمباشرة مع من يخالف النظام الحالي الرأي ولماذا حُضر البعث بل بالعكس لماذا لايكون أحد المساهمين بالعملية السياسية مساهمة مقرونه بضمانة من الدولة تحترم فيه مايريدون وما يطرحون شريطة أن لايتنافى مع التوجه العام لتأسيس الدولة العراقية الجديدة ،
 وهذا الأمر هو الوحيد الذي يجعل الدولة الأن تشخص بدقة أعداءها بدلا من مطاردة وتحجيم القوى السياسية المناوئة تحت طائلة الإنتماء لحزب البعث وبمطرقة قوانين الأرهاب الإشتباهية
لاشك من وجود البعض القليل الذي يدرك الأن أن القرارات الخاطئة ستولد بالمقابل تصرفات خاطئية وتولد ردود أفعال لاتصب بخدمة التهيئة لتأسيس الكيان الوطني المطلوب وخصوصا هناك من العقليات التي لاتريد أن ترى قلوبا بيضاء تفتح أبوابها للأخرين خوفا على مصالحها ومتعها الوقتية الزائلة وأيضا وبالمقابل هناك في الدولة العراقية من لديه الأن ذلك الشعور الإيجابي بتحمل الظلم الذي تعرض له دون تكرار الظلم على الأخرين وهي سمة وطنية قد تكون نادرة في الوقت الحاضر ،
وعموما فالشعب العراقي شعب التسامح والإيثار والغيرة والعطف الشعب الذي ولد منه من لاينام ليله وجاره جائعا وتلك سمات أصيلة في موروثنا ولم يكن العراقيون سفهاء أو قتلة أو باعة ضمير وقد حان الوقت الأن لتدارك ماتعرض له الأبرياء من موت وجوع وتشريد إن لم نذكره الأن خوفا من السلطة وأتباعها سيذكر في المستقبل كحقيقة تصف ماتعرضوا له ثم هل يعقل أن نعيد هذه المآسي إن حدثَ أي تغيير سياسي جديد أن نعيد هذه المآسي ضد أخرين ربما هم في السلطة الأن تحت بند  الإجتثات والثارات ويعجبني ولا يعجبني وتحت بند كان كذا وجاء من كذا ،
 ونبقى نفقد أجيالا منا بدون مسوغ وخصوصا أن الزمن كفيل بردم أي هوة ،،
المهم هنا لماذا ننتظر الزمن لردم الهوات ليست تلك التي تتعلق فقط بالمصالحة الوطنية وأنما في الجوانب الأقتصادية والأجتماعية والثقافية والجرأة في صياغة القوانين التي تنتقل بالمواطن من الظلام الى النور ومنها الإحساس الحقيقي بالشهداء وكافة ضحايا العنف بغض النظر عن الإنتماء والطائفة والقومية والحديث يطول إذا ماتناولنا مشاكل أخرى كالبطالة والكفاءات والأمية والعوز ،
لماذا ننتظر الزمن …
 لماذا لانردم الهوة بايدينا ونتقدم للحياة بروح صادقة ونظيفه ولاشك أن من يفعل ذلك متحديا من لايريدون سيكتب له  في تاريخه أولا  ويحوز على رضا شعبه وقبلها رضا الخالق،

[email protected]