كل الانظار تتجه الان الى المؤتمر الوطني. السؤال الحائر هو .. لماذا؟ الجواب عن هذا السؤال يحتاج الى “تطويل شوية” وليس الذهاب الى نظرية الاحتمالات. فمثل هذه النظرية تصطدم عندنا دائما بنظرية اخرى هي نظرية “الزيت والنار”. وهذه تعني ان هناك من يصب الزيت على النار وبطريقة التوازي احيانا. بمعنى ان طرفا معينا يصب الزيت فتشتعل النار فيشكو الى دوائر الاطفاء والمقصود بها بعض الكتل او السياسيين ممن يهبون لاطفاء الحرائق ويعود الجميع الى قواعدهم سالمين طالما ان القضية احيانا بـ “الريش”. وفي المرة القادمة يعود طرف اخر كان متضررا في المرة السابقة بان يتولى هو هذه المرة صب الزيت فتهب نفس الكتل ونفس السياسيين ليطفئوا النار واحيانا الفتنة ويعودوا ادراجهم سالمين و .. عالهرنة طحين الكتل السياسية ناعم. وبما ان عملية الصب المتبادل للزيت على النار متواصلة على قدم وساق كل شهر او شهرين مرة في الاقل فان الجماعة يجدون دائما الحاجة قائمةالى مبادرة للقاء .. أي لقاء . وما ان يطرح احدهم مبادرة حتى يهب الجميع مرحبين بهذه المبادرة التي سوف تجعل شط الكتل السياسية مرق (فاصوليا او باميا او ربما طرشانة) وزورهم خواشيق. وما ان يبدا العد التنازلي للقاء الذي سيعقد هنا او هناك على شكل طاولة مستديرة او مربعة يبدا الجميع بالحديث عن الاجواء الايجابية التي قرر الجميع دخول الاجتماع او اللقاء او الطاولة بموجبها. ويعقد الاجتماع وتبدا الصور الاولى بالوصول الى الفضائيات واذا بالعناق والقبل وتبادل النكات يبلغ اوجه عند تناول الغداء او العشاء. ولكن مثل كل مرة فان الاتفاقات او التوافقات لاتكاد تبيت ليلتها حتى يخرج هادم اللذات ومفرق الجماعات ليخرب كل شئ بتصريح واحد “يلوص الاول والتالي” ونعود ادراجنا “ذاك الطاس وذاك الحمام” بانتظار مبادرة اخرى واجواء ايجابية اخرى وقبل وعناق وطاولة وغداء واتفاق وتوافق ومن ثم .. تسويف. اذن هل من جديد هذه المرة لكي نقرع كل هذه الطبول على اعتاب المؤتمر الوطني؟ اعتقد وبعض الاعتقاد ” ليس اثما” لا جديد ولا حتى قديم. مع ذلك الناس تقول “عمي هم ميخالف بس كون يذبحوها على قبلة”. المشكلة انهم اختلفوا على القبلة ايضا .. فحتى الان لا احد يعرف هل يعقد المؤتمر في بغداد ام في اربيل ام في النجف؟ واذا عقد في بغداد هل يحضره من يريده في اربيل واذا عقد في اربيل هل يحضره من يريده في بغداد واذا تم الاتفاق على عقده في النجف هل يحضره الاربيليون والبغداديون؟ امر مضحك ومبكي ومحير ومبرك و… طربكة. وبالعودة الى السؤال الحائر لماذا نقول ان الجميع يعرف ان اهل الحل والعقد في العراق اليوم هم الثلاثة الكبار.. التحالف الوطني والتحالف الكردستاني وتحالف العراقية. هم البرلمان وهم الحكومة , هم الموالاة وهم المعارضة , منهم الخصوم ومنهم الحكماء فيهم المشكلة ولديهم الحل والادهى من ذلك فيهم ومنهم من يتداول لعبة صب الزيت على النار واحيانا.. النار على الزيت.
[email protected]