5 نوفمبر، 2024 12:31 م
Search
Close this search box.

“بوكو حرام” العراقية

“بوكو حرام” العراقية

بعد استهداف 3 كنائس في مناطق متفرقة من نيجيريا كان يقام فيها قداس أعياد الميلاد قال الرئيس النيجري جودلاك جوناثان في بيان لشعبه الأسبوع الماضي: “تعد قضية التفجيرات واحدة من الأعباء التي يتعين علينا إن نتعايش معها”، وبعد إن نسبت الحكومات والصحف في جميع أنحاء العالم هذه التفجيرات المروعة لجماعة ” بوكو حرام ” بدأ الجميع  بمطاردة هذه الجماعة ” بالرغم من أنها  لا تتمتع بشكل  خاص بها ولا أمكنة معلومة لتواجدها ولا أشخاص معروفين بوجوه واضحة أعلنوا مرجعيتها لهم ،فهم جماعة غامضة يتم النظر إليها على أنها منظمة إسلامية متطرفة في شمال شرقي نيجيريا.
وإذا ما تابعنا نشاط  هذه الجماعة فسنجد أنها تقلد التجربة العراقية بطريقة منظمة ومنهجية بدأ من  غموض إفرادها وعدم الكشف الصريح عنهم والإعلان عن مسؤوليتهم عن الهجمات التي يقومون بها ضد من يختلف عنهم دينيا ومعتقدا وفكرا وصولا إلى إرسال  رسائل تهديد للجماعات والإفراد وتبني حوادث الخطف والقتل وطلب الفدية وبث الرعب في التجمعات المدنية ودور العبادة واستهداف التجمعات الدينية .
ورغم إن  جماعة “بوكو حرام” تأسست عام 2002 بوصفها جماعة إسلامية سلمية، إلا أنها لم تستمر كذلك إذ سرعان ما بدا الساسة في استغلالها لأغراض انتخابية. وتحولت الجماعة لاستخدام العنف عام 2009 إثر مقتل زعيمها، وهو شاب مسلم يدعى محمد يوسف، بينما كان يخضع للتحقيق من قبل الشرطة.
وبدأت حسب الطريقة العراقية عفوا ” القاعدية” حسب الواقع المحلي لدينا، ببث الرعب في السكان وازداد تهديدها منذ شهر أب الماضي، عندما حذر قائد القوات الأمريكية في أفريقيا الجنرال كارتر هام من أن الجماعة على علاقة بتنظيم القاعدة. وبعد فترة قصيرة من ذلك التحذير، تم قصف مقر الأمم المتحدة في أبوجا.
الغريب إن متحدثهم الرسمي أطلق على نفسه اسم “أبو القعقاع” وهو اسم  يذكرنا ” عراقيا” بالعديد من الحوادث المرتبطة بالتاريخ الحاضر لبلدنا الذي شهد الكثير من المزايدات باسم الدين والإسلام والشخصيات الدينية التاريخية ، ومنها ما ارتبط بجرأة غريبة بلفظة الجلالة وهم يذبحون الناس بكل بربرية ووحشية يتبرأ منها أي دين سماوي ، ليلصقوا بالإسلام كل المظاهر الشاذة التي هو منها براء .
سؤال يستفزنا اليوم هل سيتم تعميم الطريقة العراقية بعد إن استشرت لسنوات لدينا دون حلول جذرية تخلصنا منها، على مدن وبلدان العالم ليثبت المتطرفون أنهم الأعلى شأنا من الذين يفكرون بتصدير خطابات السلام والجمال والأمن الاجتماعي والديمقراطية والحرية ؟
ومن يقف وراء هذا التصدير المدروس الذي تغذيه الأحقاد ببراعة المخطط  الذي لا يهمه عدد الضحايا الأبرياء مادام يصل إلى هدفه المرسوم الذي يعلن عنه باسم الدين ايضا والجهاد والإيمان بالقضايا التي يدعي أنها مبدئية فيما يجمع كل العالم على  انفصالها عن الإنسانية والتصاقها بالمصالح السياسية والأيدلوجية والمذهبية والطائفية فقط .
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات