5 نوفمبر، 2024 11:29 ص
Search
Close this search box.

الترهل السياسي :” القائمة العراقية مثالا ” ؟

الترهل السياسي :” القائمة العراقية مثالا ” ؟

المراقب للساحة السياسية العراقية بعين المعرفة والفهم السياسي المستجمع لآصول وقواعد وأخلاقيات العمل السياسي لايرى شيئا يستحق ألانتماء لتلك القواعد وألاصول وألاخلاقيات مما يجعلنا نتذكر شعر المتنبي عندما قال :-
أني لآفتح عيني حين أفتحها
                على الكثير ولكن لاأرى أحدا ؟
والترهل السياسي لم يكن مقتصرا على طرف دون طرف ولا فئة دون فئة ولا كتلة دون كتلة ولا حزب من أحزاب السلطة دون حزب , ولكن القائمة العراقية قدمت ألوانا من الترهل السياسي جعلها تتصدر قائمة الترهل بلا منافس , ومن معالم ذلك الترهل السياسي مايلي :-
1-  ضعف المناورة السياسية منذ أيام ألانتخابات ألاخيرة “2010” ؟
2-  ضعف ألاعلام السياسي لديها : أذ عندما كان يسأل قادتها عن التمويل المالي لحملتها ألانتخابية كانوا يجيبون بأنه من تبرع التجار ؟ وكل العارفين بطبيعة الحملات ألانتخابية وتكاليفها يعرفون أن الرأسمال التجاري جبان ولايجازف في مثل ذلك التمويل الضخم على نتائج غير محسومة ؟
3-  ضعف الفهم السياسي لدى قادتها أوقعهم في مطبات ضيعت عليهم فرص التألق السياسي ومنها قضية ” مركز الدراسات ألاستراتيجية ” أذ لايوجد سياسي لايعرف أن طبيعة التنظيم الدستوري للدولة والحكومة لاتسمح بثنائية الصلاحيات ولا بأزدواجية المواقع , وأن مركز الدراسات ألاستراتيجية لايمكن أن يكون ألا أستشاريا ؟
4-  عدم الخبرة في القيادة في معالجة مشكلات التكتل والتمحور التي تنجم عن تباين ألاراء جعل التشرذم ظاهرة بارزة في القائمة العراقية التي عبرت عنها ” القائمة البيضاء ”
5-  بروز رؤوس متعددة في القائمة لاتنتمي لمدرسة فكرية واحدة جعل مستقبل القائمة مهددا بألانشقاقات ؟
6-  تصريحات مسؤول القائمة حول ألانقسامات التي برزت بشكل لايقبل ألانكار وهو يصر على أنكارها جعل مصداقية قيادة القائمة لاتمتلك رصيدا من الثقة في شارعها فضلا عن الشارع السياسي العراقي وألاقليمي والدولي ؟
7-  وجود متحدثيين متعددين بأسم القائمة أضعف الحضور ألاعلامي والسياسي للقائمة ؟
8-  تواجد بعض مسؤولي القائمة في عمان بصورة دائمة وظهور تصريحاتهم من هناك وعلى ماتشكله عمان من محطة غير أمينة على العملية السياسية في العراق جعل الكثير من الجمهور العراقي ينظر بالريبة والشك لذلك التواجد وما يصاحبه من ظهور أعلامي متكرر ؟
9-  قيام بعض مسؤولي القائمة بأقامة علاقة مع المعارضة ألايرانية في معسكر أشرف أضعف الهوية الوطنية لمسؤولي القائمة العراقية لما يمثله منتسبي معسكر أشرف من علاقات مع الموساد ألاسرائيلي لايمكن نكرانها ؟
10- قيام مسؤولي القائمة العراقية بطلب التدخل ألاجنبي في الشأن العراقي هو خطأ سياسي قاتل لايغتفر ؟
11- أعترافات بعض أطراف القائمة البيضاء بأن تمويل ألانتخابات للقائمة العراقية هو خليجي يشكل علامة أستفهام على الهوية الوطنية للقائمة لايمكن تبريره ؟
12- كثرة ألانشقاقات الرئيسية والفرعية في القائمة العراقية تجعلها غير قادرة على مواجهة التحديات ؟
13-  قبول القائمة العراقية وغيرها من القوائم بأن تكون القيادة الكردية مرجعا لحسم خلافاتها مع ألاطراف ألاخرى جعل القائمة دون مستوى اللياقة السياسية في العمل الوطني ؟
14- صدور تصريحات من بعض قيادات القائمة العراقية لاتعبر عن حنكة سياسية في الشراكة الحكومية جعلها تخسر دبلوماسية الموقف ؟
15- اللجوء الى أسلوب المقاطعة ذات الطابع السلبي أفقدها الدور التمثيلي النيابي للجمهور الذي أنتخبها ؟
16- المناورات حول حقيبة الدفاع والداخلية أظهر عجزا سياسيا لكافة ألاطراف وحصة القائمة العراقية في ذلك العجزكان كبيرا مع عدم القدرة على غلق باب الفضائح المفتوح على كل ألاحتمالات ؟
17- زيارات رئيس القائمة العراقية لبعض الجهات المسؤولة في لبنان لاتعبر عن نضج سياسي يصب لصالح القائمة ؟
18- موقف قيادات القائمة العراقية من المسألة السورية لم يظهر قدرا من الفهم الذي يعود على السياسة العراقية بنتائج أيجابية ؟
19- علاقات بعض أطراف القائمة العراقية بتركيا لم تنعكس لصالح المصالح الوطنية العراقية في المياه والمناوشات العسكرية الجارية على الحدود الشمالية للعراق ؟
20- علاقات القائمة العراقية ولاسيما بشخص بعض قادتها لم توفر لهم ألاحترام الدبلوماسي في زيارة التعزية بوفاة سلطان أبن عبد العزيز والتي ضمت رئيس الجمهورية وبعض قادة العراقية والذين لم يحضوا بأستقبال لائق كما هو العرف الدبلوماسي الجاري بين الدول ؟
21- بعض منتسبي القائمة العراقية في المحافظات ليسوا أرقاما أجتماعية أو سياسية في تلك المحافظات , وتسجل على الكثير منهم ملاحظات لايمكن تجاوزها ؟
22- لم تستفد قيادة القائمة العراقية من ألانتكاسات التي منيت في الدورات النيابية السابقة نتيجة أنسحاب البعض منها , فقبلت بأنتساب من هم لايختلفون في المحتوى عمن سبقهم من الباحثين عن الظهور بأي ثمن بعيدا عن الهم الوطني ؟
هذه ألاسباب وغيرها الكثير هي التي تقف اليوم وراء الترهل السياسي الذي تعاني  منه القائمة العراقية والذي أدخلها في شيخوخة مبكرة قبل أن تتمتع بشبابها الذي حاصرته شهية سياسية غير ناضجة ومراهقة حزبية تتدافع فيها نعرات طائفية وأخرى عنصرية وثالثة فئوية مع جهل يغطي مساحة العمل التنظيمي ؟
ومع أشارتنا الى أن ظاهرة الترهل السياسي لاتنفرد بها القائمة العراقية وأنما هي ظاهرة عامة تشترك فيها أحزاب السلطة وعموم أحزاب وكتل ومنظمات حضور المشهد السياسي العراقي الذي يزدحم بالكثير من العناوين ولكنه يخلو من المضامين التي تحرص على هوية الوطن والمواطن ؟
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات