19 ديسمبر، 2024 3:46 ص

ترسيخ السلم الأهلي في العراق  

ترسيخ السلم الأهلي في العراق  

في الأيام الأخيرة من عام 2011 والتي أحتوت على أحداث دموية كبيرة في سلسلة أنفجارات مدوية أقتربت من تصديع السلم الأهلي في العراق, أنبرت نخبة من المواطنين العراقيين من مختلف الأتجاهات والتوجهات جمعتهم المواطنة العراقية والحرص على ترسيخها , من اجل بذل الجهود لوقف تداعيات التشكيل السياسي وايقاف وتخفيف نتائجها على الواقع الاجتماعي والسلم الاهلي, تم الاتفاق على اطلاق مبادرة السلم الاهلي في العراق وجعل عام 2012 عام السلم الاهلي في العراق,لان ومع الاسف أصبح السلم الاهلي وحياة المواطنين اليومية رهينة لخطاب الكراهية والتسويق للتقسيم النفسي للعراقيين من خلال استهدافهم بشكل مباشر وتوجيهها كرسائل سياسية للخصوم, مع عظم الجهود التي تبذل من قبل الاجهزة الامنية ,ولكن كما يقول المثل الشعبي (حرامي البيت ) من الصعوبة كشفه (ولكنه مكشوف بالممارسة) ومن الصعوبة مواجهته ,وقد يتم المداراة في مواجهته ,ولكن عندما يصل الامر للدم البريئ المهدور يجب ان يختلف الخطاب والرد من قبل الدولة بشكل عام والحكومة والقضاء بشكل خاص لايقاف النزيف الدموي الذي يلف البلاد.
والكل يعرف خلفيات تشكيل النظام السياسي في العراق بعد سقوط النظام الدكتاتوري والتحول الى النظام الديمقراطي ,النظام الديمقراطي يعتمد اساسا على المشاركة المجتمعية وممارسة المواطنة ومسؤولية المواطنة ,ولكن تحول الامر الى المحاصصة السياسية المقيتة والذي همشت بدورها دور المواطن وبالتالي المشاركة المجتمعية واقتصارها على الاحزاب والحركات السياسية,وبالرغم من وجود منظمات مجتمع مدني وتشكيلات أجتماعية وناشطين مدنيين تمارس دورا ايجابيا في تعزيز السلم الاهلي ,الا انها بقت مهمشة وغير فاعلة نتيجة الدور السلبي للاحزاب التي اصبحت أسيرة للتداعيات والتي صنعتها بنفسها ,مما أثر على الحياة اليومية للمواطن العراقي وحقن دمه الغالي حتى على السماء وشريعتها, والكل يعلم ان للتداعيات السياسية الاساس في كل المصائب التي تحل بالمواطن العراقي.
وعلى كل ذلك يتوجب على العراقيين الرجوع للهوية الاساسية وهي المواطنة العراقية ,مع حفظ الحقوق والحرية في الفكر والمعتقد وممارسته بكل حرية,بالشكل الذي لا يؤثر ويسوٌق للكراهية,واتباع اساليب وممارسات سلمية مجدية من قبل الجميع للحفاظ على السلم الاهلي واخراجه من المحاصصات السياسية والتي اصبحت منبوذة حتى من قبل الكثير من السياسيين واعتباره الخط الاحمر الوحيد في تشكيل النظام السياسي ,ومن هذه الاساليب والممارسات رصد خطاب الكراهية وتشويه الهوية من التبعية على اساس الانتماء القومي والمذهبي واعلانه على الملأ وتقديمهم الى القضاء وتبني شعبي لفريق دفاع قانوني لكبح جماح أية ممارسة أو خطاب يروج لتقسيم الشعب العراقي ,مع تبني المؤسسات الاعلامية لخطاب يعتمد على نبذ الكراهية ومقاطعه جميع السياسيين الذين يروجون لذلك,والدور الاساس يكون لمساندة المرجعيات الدينية كافة للسلم الاهلي وحقن على الدماء وحفظ الحقوق ودور الخطباء الايجابي في ترسيخ السلم الاهلي في العراق ,ونبذ كل خطاب ديني يدعو الى الاحتراب والاختلاف ,ومناصرة مباردة السلم الاهلي فرصة للسياسيين لتبني اهدافها وادراجها في اجندتهم اليومية ومن المهم جدا أن يعمل مجلس النواب الموقر على تبني قرار لجعل عام 2012 عام للسلم الاهلي في العراق لتكون سياسة يومية للسلطة التنفيذية ,وتبني الأدعاء العام والقضاء في ردع خطاب الكراهية دون أنتظار شكوى وعلى الأدعاء العام بتحريك الدعاوى ضد أية جهة تعتمد الترويج لأية ممارسة تهدد السلم الاهلي,والدعوة مفتوحة لجميع الفنانين لممارسة دورهم الفعال في ترسيخ خطاب الحب والعيش المشترك وقبول الآخر من خلال الافلام الوثائقية والاناشيد والفنون من خلال تبني الجامعات والمعاهد والمؤسسات الفنية والثقافية لاهداف مبادرة السلم الاهلي,
وكما قال نبي السلام عيسى بن مريم عليه السلام “الدين لله والوطن للجميع ” ,و”الناس أما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق “كما قال الأمام علي بن ابي طالب عليه السلام .
لنعمل جميعا م أجل أن يكون العراق واحة للسلم والسلام والعيش المشترك.
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات