23 ديسمبر، 2024 6:00 م

هل مشكلة الاكراد مع العرب والتركمان ام مع انفسهم ؟

هل مشكلة الاكراد مع العرب والتركمان ام مع انفسهم ؟

سئم العراقيون من تصريحات بعض ساسة الاكراد ممن ما زالوا يبحثون عن تبريرات غير مقنعة لاخطاءهم و سلبياتهم ليعلقوها على شماعة الآخرين ويلقون اللوم عليهم ليتنصلوا من مسؤولياتهم غير جاهدين ولو لمرة واحدة تفتيش تلك الاخطاء في انفسهم
وكالعادة  يقع احد ساسة الاكراد في تناقض   مع نفسه وليستمر بالعيش باقنعة مختلفة وبما يلائم ويخدم   الظرف ومصالحهم وتوجهاتهم السياسية.
فقبل ايام أكد محمد احسان ممثل حكومة إقليم كوردستان في اللجنة العليا الخاصة بتنفيذ المادة 140 من الدستور بان الاكراد لديهم مشكلة السلطة مع المكون الشيعي وفي نفس الوقت لديهم مشكلة الأرض مع المكون السني وخاصة فيما يتعلق بتنفيذ المادة 140.
وادعى السيد احسان بان الشيعة لا يرغبون بالمشاركة الحقيقة للكورد في السلطة لحد الآن ، أي ان يكون لك اسم ولكن دون ان يكون لك سلطة، لذا نرى ان الكورد لا يقبلون بمثل هذه المعادلة.
فاي تناقض هذه واي تبرير هابط  لمسؤول كبير ام ينسى بان (رئيس الجمهورية كردي ووزير الخارجية كردي و7 وزراء في الحكومة كرديا ورئيس الاركان الجيش كردي  ووالخ ) ؟؟
فيا سيد محمد احسان ان مشكلتكم ليست مع السنة او الشيعة او مع غيركم من الاطياف العراقية بل مع انفسكم وذاتكم , مشكلتكم انكم لا تريدون النظر الى العراق نظرة شاملة ودقيقة بل ما زلتم تلتزمون بنظرتكم الضيقة للقضايا برمتها وخاصة عندما تغلبون مصالحكم الحزبية والقومية على المصلحة العليا للعراق والتي تتدعون بانكم جزءا منها.
كما ان السياسة الكردية بعد 2003 ارتكبت الأخطاء تلو الاخطاء منقطعة النظير مستفيدة من الاوضاع التي مرت بها العراق حتى وصلت الى مرحلة اصبحت عاجزة تماماً عن مقارعة جميع الاطراف لتثبث بشكل لا تقبل الشك بان برامجكم السياسية دائما في حالة تصادم مع الاخرين وخاصة فيما يتعلق   بالكثير من تصريحاتكم والتي لم تخلو من لغة التهديد والاستفزاز والغطرسة مما انعكس خطورتها ليخلق العداء بينكم وبين الاطراف الاخرى وعلى مدى المنظور القريب والبعيد.
وبصدد الموضوع فبالاضافة الى مشاكلكم مع السنة  من ناحية و الشيعة من ناحية اخرى فانكم لا تستطيعون التغاضي او اهمال بانكم خلقتم مشاكل جمة مع اخوانكم التركمان حتى اوصلتم الاحتقان الى ذروتها والذي صار يتفجر عفويا بين الحين والاخر نتيجة اتباع ألاساليب الرخيصة بغية استكمال برنامجكم الغير المدروسة لتفرضوا أمرا واقعا معتقدين أن لا عودة عنه بتصريحات كبار مسؤوليكم من الحزبيين الكرديين بان ”كركوك ملك لنا وكركوك قلب كردستان وأنها لنا للأبد ولن تكون أبدا بعد اليوم ملكا للغير, والحاحكم باستماتة فرض قضية كركوك رغم انها أحد أخطر ملفات الخلاف في عملية السلام والأمن في العراق ووحدتها.
وكما لا تنسوا بانكم خلقتم عداء ومشاكل ايضا مع الشبك واليزيديين والمسيحيين في المناطق التي تسيطرون عليها حتى تم توجيه اصابع الاتهام الى وقوف المليشيات الكردية من قوات البشمركة والاسايش وراء عمليات التهجير ألقسري التي تعرض المسيحيون في تلك المناطق و قيامهم بعمليات استفزازية ضد أبناء الطائفة المسيحية في مدينة الموصل .
في المحصلة النهائية فان مشاكلكم ستتزايد وتتفاقم بينكم وبين جميع الاطراف العراقية في حالة عدم محاولتكم بايجاد خطة عاجلة وبناءعلاقات قوية وعميقة وطويلة الامد مع تلك الاطراف والسعي للتصالح مع العراقيين والكف عن التصادم معهم واستبدال لغة التهديد والاستفزاز بلغة التعاون والتصالح مع الاطياف العراقية الاخرى.
ان السياسة الكردية بعد رحيل القوات الامريكية المحتلة تمرعلى مفترق طريق يتسم بالخطر وبحاجة ملحة الى التغيير نحو الافضل وفق افق جديدة واستراتيجية بناءة  يستطيع من خلالها التعامل مع  الاطراف الاخرى مبنية على اسس وطنية بحثة وبعيدة عن المصالح القومية  .
وللدلالة فقد صرح البرلماني كوردي علي حسين فيلي بان على الكورد حسم قضاياهم في العراق بحساب منافع البقاء وخسائر الانفصال اي يتحتم عليهم ان يحسموا كافة قضاياهم في ما ينفعهم في البقاء ضمن هذا العراق، وماهية الخسائر اذا قرروا عدم البقاء ضمن العراق”
اي انكم تنظرون الى الوطن على حساب الربح والخسارة غير ابهين بالهوية  الوطنية والانتماء اليها
ولكن ما زالت الفرصة متاحة امام الجميع بدون استثناء ومن ضمنهم ساسة الاكراد لارساء قاعدة جديدة مبنية على الاخوة والتعاون بينكم وبين اخوانكم العراقييون لتحقيق السلام واتاحة المجال والفرصة للتقدم وتحقيق الازدهار في مدننا
(عَسى اللَّهُ أَن يجْعَلَ بَيْنَكمْ وَ بَينَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنهُم مَّوَدَّةً وَ اللَّهُ قَدِيرٌ وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيم)
ان الوقت قد حان لترجمة نوايا ساسة الاكراد على ارض الواقع واعادة حقوق الاخرين والاعتراف بان القوة وحدها لاتكفي لمعالجة الازمات وتفعيل الحوار البناء والاعتدال والابتعاد عن التعصب والتطرف والاعتراف بالاخر كفيل بعدم تصادمكم وانهاء الخلافات ومدخلا صحيحا للحوار والتعايش المشترك وعلينا ان لا ننسى باننا عشنا عبر القرون بانسجام وتفاهم مشترك.
ولتشكيل القاعدة الصلبة من الثقة المتبادلة بينكم وبين الاطراف الاخرى عليكم الابتعاد عن الشعارات المملؤءة بالمفاهيم والاسا ليب الاستفزازية, وتغليب المصلحة الوطنية لتتجاوزوا العقبات التي تقف امام بناء جسر  المحبة والثقة بينكم وبين العراقيين مرة اخرى وتوجيه كافة طاقتكم الى الوحدة الوطنية( وحدةخالية من الشوائب وطي صفحة الماضي لانه يربطكم بالعراق تاريخ مشترك وصلة القربى).
وكل ما تحتاجونه هو المصداقية والحوار وازالة كافة المفاهيم الخاطئة والعثورعلى ارضية مشتركة والعمل جميعا للانتقال من حالة التعصب والعنف والعداء الى حالة التفاهم والحوار الصادق لمنع سيل الدماء وهدر الطاقات  
وان جميع الاخوة المفكرين والمثقفين والادباء ومن كافة القوميات المتاخية  ملزمون بفتح النقاش والتفكير والحوار على اساس المواطنة والاخاء والمحبة وادانة كل من يقف ضد الحوار ومنطق العقل من اجل انهاء المشاكل وعودة عراقنا الحبيب معافيا وقويا بارضه وشعبه عربا واكرادا وتركمانا وبجميع اطيافه واديانه المتاخية
[email protected]