18 ديسمبر، 2024 6:50 م

تحية للمعلم في عيده السنوي

تحية للمعلم في عيده السنوي

يمثل التعليم الرسالة الانسانية الاهم والاسمى, فبالعلم والتعلم تُفتـَح آفاق المعرفة, وترقى الامم, وتسلك سبل التطور والتمييز.

التعليم هو رسالة إلهية, ووصية السماء, وبه بُعِثَ الأنبياء قال تعالى “هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ” سورة الجمعة(2) وحث النبي صلى الله عليه وآله على طلب العلم, وجعله فريضة “طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة”.

يعاني التعليم في العراق بصورة عامة, والمعلم بصورة خاصة, من تحديات كبيرة, ومشاكل جمة, أسس لهذا نظام البعث السابق, وخصوصا في فترة التسعينيات, حيث خرب ذاك النظام كل شيء جميل في العراق, وكان للتعليم الحصة الأكبر من هذا الخراب, فانهارت البنى التحتية للمؤسسات التعليمة, وازدحمت الصفوف بالطلاب, واحتضنت البناية الواحدة عدة مدارس, بدوامات مختلفة الأوقات, وحُورب المعلم, فكان راتبه ليست له قيمة تذكر, واضطر اغلب المعلمين في تلك الفترة الى العمل بأعمال لا تتناسب ومكانتهم العالية ليعيلوا عوائلهم.

تغير النظام, وبُنيت المدارس, لكن العدد الذي تم بناءه لم يكن متماشيا مع الزيادة في أعداد الطلبة, فتحولت البناية الواحدة لتحتضن ثلاث مدارس بدوام ثلاثي, وازدادت محنة المعلم بكثرة اعداد الطلبة, وانعدام المناهج وشحة التأثيث.

هذه المشاكل التي واجهها المعلم, أضيفت إليها مشاكل أخرى وأخطر, وهو الاعتداء المسلح على الكوادر التدريسية, من قبل بعض الجهلة, فقُتِلَ أساتذة, وشُوِهَ بعضهم, وهرب البعض الآخر إلى مدن أخرى, وصار المعلم بين نارين, بين تطبيق اللوائح التعليمية, وبين الخوف من التجاوزات المتكررة.

لكن مع هذا الوضع, إلا إننا نرى لوحات مشرقة, يقدمها المعلمون, متحدين بها الصعاب, متسلحين بسلاح الأمل في إصلاح الواقع التعليمي, وانتشاله من حضيض التصنيف الدولي الذي وصل إليه التعليم في العراق.

في عيد المعلم لا يسعنا إلا أن نقدم التهاني والتبريكات لمن علمنا الحرف, وأنار طريقنا لنبلغ الذُرى, ونرتقي سلم المعرفة.