18 ديسمبر، 2024 7:01 م

عندما يصل الامر الى ارواح الناس نقول: كلا يا وزير الهجرة والمهجرين

عندما يصل الامر الى ارواح الناس نقول: كلا يا وزير الهجرة والمهجرين

عندما نسمع عن وزير او مسؤول عراقي فاسد يسرق ويختلس وياخذ العمولات من الصفقات ويأتي بمقاولين سفلة ولصوص بأسماء شركات وهمية، لن نشعر بذات الغضب الذي نشعر به عندما نسمع عن وزير تسبب فساده بمقتل اناس ابرياء بينهم اطفال، فهذه جريمة بشعة يندى لها جبين الانسانية ولايوجد اي ثمن او مكسب مادي يعادل تقديم الاطفال الأبرياء قربانا على مذبح الفساد، والمقصود بكلامي هذا وزير الهجرة والمهجرين جاسم محمد الجاف او درباز محمد .
والقصة بدأت عندما نشبت سلسلة حرائق في عدد من مخيمات النازحين من بينها مخيم الخازر ومخيم حسن شام، اسفرت عن مقتل طفلتين (وهناك من يقول ان احدى الطفلتين فقط توفيت والاخرى ماتزال على قيد الحياة) واصابة العشرات من النساء والاطفال بحروق متفاوتة، وكل الحرائق ناجمة عن امرين، الاول هو نوعية النفط المستخدم في المدافئ والمواقد (الجولة) ، والملاحظ ان هذا النفط يميل لونه الى الاحمر او الوردي الغامق، هل يوجد نفط احمر يستخدم للمدفئة النفطية؟ ما نوع هذه المادة العجيبة سريعة الاشتعال واذا كانت نفطا حقيقيا مخلوطا بمواد اخرى فما هي هذه المواد الجهنمية؟ هل هي ثنر ام بنزين ام ماذا؟!
والسبب الثاني هو الخيم المصنوعة من مواد رديئة للغاية وسريعة الاشتعال والتي عادة يشتريها المقاولون الذين يتعامل معهم الوزير حصريا منذ ان تسلم منصبه في هذه الوزارة التي تحولت في عهده الى افسد وزارة في العراق، وهؤلاء المقاولون خمسة فقط، وزعوا ارخص واسوأ الخيم للنازحين المساكين وسجلوها بمبالغ تعادل ضعف سعرها الحقيقي ليتقاسموا السحت الحرام مع الوزير.
لم تنته القصة الى هنا، والحديث له بقية، فمعالي السيد وزير الهجرة والمهجرين اصدر اوامر عليا لمدراء الفروع وجميع مكاتب الوزارة بالتعتيم على اخبار الحرائق وعدم تسريب اي شيء عنها الى وسائل الاعلام او مواقع التواصل الاجتماعي، وبالفعل تم التعتيم على مأساة النازحين الذين هربوا من جحيم داعش الى جحيم وزير فاسد يعبث بمصائرهم ويضعهم في هذه الخيم الرخيصة البائسة ويوزع عليهم هذا النفط الاحمر الذي يحرق اجسادهم .
هل ستتم محاسبة وزير الهجرة والمهجرين جاسم محمد الجاف الذي يتباهى في الوزارة بانه الصديق المقرب لرئيس الوزراء حيدر العبادي؟ هل هناك برلماني سيحاسبه بعد ان ملأ بطون طلال الزوبعي ورعد الدهلكي بالرشاوى واشترى ذمم وضمائر نواب اخرين سنذكرهم في الايام القادمة ؟!! هل سيحاسبه المفتش العام الحالي بعد ان تجرأ المفتش العام السابق عباس الاسدي على محاسبته فتم نقل عباس بأوامر صادرة من (جهات عليا) ؟!
لا احد سيحاسب هذا الوزير الفاسد في هذا البلد المليء بالفاسدين واللصوص، فالامور في عراقنا تمشي وفق قاعدة (طمطملي واطمطملك) ومن لا يطمطم على فساد اللصوص يكون مصيره الزوال كما حدث لمفتش عام الوزارة السابق عباس الاسدي، لكن الباطل لايدوم مهما طال الزمن.