18 ديسمبر، 2024 6:03 م

 قائد لا مدير … 

 قائد لا مدير … 

لم اكن قد اختبرت هذة المقولة على أرض الواقع، نعم قرأت عنها الكثير، نعم كتبت عنها الكثير، الا اني منذ ان اكملت دراستي الجامعية، وأنا اعتبرها مجرد، حبر على ورق، قد يكون الفرق غير واضح للكثير، من هو القائد، ومن هو المدير، في ايام مرت، أشبه بسنين يوسف، حيث بات القائد عملة نادرة، في زمن كثر فيه المدراء، الكل ينظر، ينظر، ثم ينظر، الا إنه في الحقيقة مجرد مدير، في حالة النجاح يقول أنا، واذا ما طرق الإخفاق بابه، صرخ أنتم، بعد أن وصلت لمرحلة النضوج الفكري، وانتقلت من مرحلة الطالب، الى مرحلة رب الأسرة، عرفت معنى ان تكون قائد، حيث كان أول قائد بصرته عيناي، أبي، ذاك المجاهد، ذاك الفذ، الذي لم أكن أعرف مقدار ما كان يعاني، من أجلي وأجل إخوتي، الا بعد ان أصبحت أنا رب لأسرة عرفت معنى ان تتولى القيادة، لا ان تتولى الإدارة، وبعدها عرفت ان القائد من كان أول من يتصدى للمتاعب، وآخر من يستثمر النتائج، شمعة تضيء ظلمات الليلي الحالكه، ولا تقول أنا من انار الدرب، تقول فعلنا جميعا…
وليس ببعيد عني ما يجري في العراق منذ عقود، أراقب، وأبحث عن قائد، لكن في بلدي، ما أكثر المدراء، وما أقل القادة، حتى وصلت لمرحلة التميز، وأصبحت قادر على الاختيار، فكان دربي درب آل الحكيم ، مصنع القادة الأبطال، عراقيون الهوية، وطنيون الإنتماء، أول المضحين وآخر المستفيدين، وسرعان ما تبدلت قناعاتي، وأصبحت كمن، رد إليه بصره، بعد ان عاش عقودا كفيف،
ما أكثر القادة، في ما أقدمت عليه، لكن بحق هذا الرجل، هذا ابن المرجعية البار، عرف إنى تكمن القيادة، وعرف على من يعول، فلم يختر إلا خيرة الرجال، والقادة الذين يشار لهم بالبنان، إنى مروا، وحيث حضروا…
قائد الأمل في بابل، رياض عداي، مثال يحتذى به، من عضو مجلس محافظة، ذو وظيفية تشريعية، الى خادم متواضع، يسهر في سبيل خدمة الجميع، دون إستثناء، آثر على نفسة العمل المكتبي، فهو لا يقضي بين الأربعة جدران، أكثر من ساعات تكاد تحصى، باليد الواحدة، متنقل هنا وهناك، لتذليل، الصعاب، العقبات، التي تواجه المواطنين، لا بل تعدى دوره كل ما ذكر، ليتجه الى ساحات الوغى، ساحات الشرف ليقف على واقع، مقاتلينا الأبطال، متسلح بما يمتلك من مكنون شخصية، القائد في داخلة.
أقسم إني عندما شاهدتك هناك، أيقنت بما لا يدع مجالا للشك، لماذا اختارك حكيمنا لتكون قائد، كونك قائد لا مدير