17 نوفمبر، 2024 9:36 م
Search
Close this search box.

حجر متقد تحت الرماد بدأ يلسعنا بقوة!

حجر متقد تحت الرماد بدأ يلسعنا بقوة!

مشاهد الدمار تفوق الوصف، وملامح الحياة، وحبائل الصبر، وملاحم التضحية، أفعال حاضرة بقوة، وقد ملأت أركان الكتب ودفاتها، فواقعنا اليوم يجب أن تغيب عنه، كل مشاعر الحب عند الإنسان، إلا مشاعر حب الوطن، فأجنحة الشوق، والتسامح، والمودة، والتعايش، هي التي تربط شمالنا بجنوبنا، وشرقنا بغربنا، ذلك أننا من بيوت شيدتها الطهارة قبل الحجارة، ونهلنا من الجوامع، والمساجد، والحسينيات، كل ما يمت لقضية الحرية، والكرامة، والإصلاح، لذا لاخوف عليهم ولاهم يحزنون.قرأت ذات مرة قولاً لشهيد المحراب، السيد محمد باقر الحكيم 0قدس سره الشريف):(من معالم منهج أهل البيت عليهم السلام في موضوعة الوحدة، هو تبني قضايا الأمة الكبرى، بدلاً من تبني القضايا الجزئية والفئوية)، والحقيقة أن ما يحدث في الساحة العراقية، وفي الشأن السياسي يحتاج لمضاعفة الجهد الوطني، لبناء عراق آمن مستقر، فالأمن عامل مهم جداً يراد تحقيقه في المرحلة الراهنة، بغض النظر عمَنْ ينجز المشروع الوحدوي، أو يتنباه، أو يقره.
القوى السياسية والوطنية المعتدلة، نشأت في بيوت طاهرة تسعى جاهدة لبناء عراق جديد، لا تغير أحداً بالتدافع والتنابز، ولا تغير نفسها لتلائم الآخرين، فالعراق خُلِق ليكون واحداً، والإختلاف الذي يوجد فيه نوع من الجمال الآخاذ، وليس للتعصب الأعمى، ومثاله التحالف الوطني بعنوانه التحالفي الكبير، الذي طرح مشروع التسوية الوطنية من أجل العراق، فرسالته يجب أن تبدأ من بيوته، وفي بيوته ومع مَنْ يسكنها، لتتوحد المساحة الداخلية، وصولاً للمساحة الوطنية الموحدة.
سيستريح العراقيون إذا ما علموا، أن قيادتهم تفكر في أمنهم، وإندماجهم، وبناء دولتهم، دون النظر الى إسمه، ومذهبه، وقوميته، فحب الوطن حجر متقد الى الأبد يلسعنا بقوة، ويمنحنا الشجاعة لنرسم عراقنا، ومامواكب الشهداء التي تصعد الى عليين، إلا شاهداً على هذه الروح المعطاءة، وصعب جداً أن ننسى ونتناسى، أبرز مقومات أماننا بعدعام 2003 ،ألا وهي المرجعية الرشيدة، والدستور العراقي، وحرية الشعب، فهذه تجعلني أفكر ألف مرة، من أجلك يا عراق.
الإرهاب، والفساد، والخراب، والتحزب، والتخندق الطائفي، قد تكون مفاهيم واردة، بأذهان بعض الساسة في عالمنا اليوم، لكنها سرعان ماستختفي، لأن عملية خلط الأوراق والتنظير، أمران يبدع فيهما العدو، لا الصديق الذي وُلِد من رحم معاناة شعبه، حين عانى عهود القمع والتسلط، فإذا كنت تريد النجاح، فأنت تحتاج لأمرين: الثقة والتجاهل، فالأولى لتمضي قدماً نحو الأمن والسلام، والثانية تجاهلك للأصوات النشاز، يجعلك تتقدم للأمام، والحكمة تقول:قليل ماء ينقذك، وكثير منه يغرقك!  

أحدث المقالات