يقال لكل مقام مقال ! ومقامنا هنا اليوم عن أحدى السيدات الفاضلات التي ترأست منصب رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين في أمريكا , والتي تعمل كراقصة في الملاهي الليلية والمطاعم وأحياء حفلات الاعراس , تمارس مهنتها وعملها بإحترافية عالية , حسب اعترافها بصفحتها الشخصية” فيسبوك” ولها دون شك معجبين برقصها من كلا الجنسيين , وهي مهنة أو عمل سواء اختلفنا او اتفقنا راجع للشخص ومدى قبوله له ,وخصوصا اذا تحول الى مهنة يدر عليها دخل مادي ,وهذا لا جدال فيه ,وتندرج ضمن الحرية الشخصية للفرد ,ومدى تقبل محيطه الاجتماعي لهذا العمل ,وخصوصا ان السيدة الفاضلة الراقصة تعيش في بلد الحريات الشخصية ومفتوحة على مصراعيها بدون أي حدود للفرد !
قد يذهب البعض لغرض إيجاد تبريرات إلى هذا الحدث في هذا المقام ! وقد تصل هذه التبريرات لحد السذاجة والحماقة ويقال ان ما حدث كان مجرد سهو فقط لا غير !؟ او سقطة غير مقصودة من قبل اتحاد الصحفيين العراقيين ببغداد و لتبريرات وأعذار مختلفة لغرض محاولة أخيرة من الاتحاد الصحفيين للملمة الفضيحة ,او انقاذ ما يمكن إنقاذه من سمعتها, وكذلك بالسمعة السيئة بالأصل لما تسمى بوزارة الثقافة وكذلك وزارة الخارجية التي أصبحت مجرد اقطاعية عائلية وحزبية بشخص وزيرها الحالي !!؟ ولكن هذا التعيين لم يكن مجرد سهوآ أو سقطة ,لأننا نعرف أن الذي يروم على التقديم على أي منصب مهما كان بسيط يجب أن يتم أرفاق سيرة ذاتية مفصلة عن العمل الذي قام به على الأقل لخمس سنوات ماضية ,ولكن هذا التعين كان عن سابق إصرار ومعرفة وعلم مسبق ولشدة الفساد ليس المالي والإداري فحسب على الرغم من انه اصبح من السمات المتميزة لعصر العراق ما بعد الغزو والاحتلال , ولكن كذلك وهذا هو الأهم لشدة الفساد الأخلاقي الذي وصلت اليه معظم دوائر ومؤسسات الحكومة ونظرتهم غير الأخلاقية الى المرأة العراقية دائمآ , فلا منصب للمرأة العراقية حتى وان كانت متميزة في مجال عملها إلا بعد أن يتم مساومتها على شرفها , والشواهد على مثل تلك الحالات كثيرة تكاد لا تعد ولا تحصى وبالأخص في وزارة الخارجية سواء بوزيرها السابق او الحالي !
حتى ان السيدة الفاضلة عشتار آنو سومر سارعت ونشرت بعد صدور بطاقتها الصحفية الرسمية على صفحتها التفاعلية بمواقع التواصل الاجتماعي ” فيسبوك “ببطاقة شكر وعرفان وجميل الى كل من ساهم بإيصالها لهذا المنصب المهم , لتقول للجميع ولتكتب لنا بما نصه :” أتقدم بالشكر وفائق الاحترام إلى الأستاذ عبد المجيد علي رئيس اتحاد الإعلاميين العراقيين في العراق على اختياري لمنصب رئيس اتحاد الصحافيين العراقيين في الولايات المتحدة وأتقدم بالشكر الجزيل لوزارة الثقافة والإعلام ووزارة الخارجية العراقية على اعتماد المنصب مع حبي واحترامي لكل أهلي أبناء بلدي الحبيب وأشكركم لوجودكم بجانبي رغم البعد نبقى أسرة واحدة متعاضدة بكم نعلوا ونبدع ونتفوق “.
هنا أن لست بصدد الهجوم على السيدة الفاضلة لأنها ليس لها أي ذنب بكل الموضوع , وهي تقدم رسالتها في نشر فلكلور الرقص بالمهجر باحترافية عالية ,ولكن انا ضد المبدأ بالأساس , وأن ان يصل بالصحفيين ان تكون سيدة تمتهن الرقص الشرقي وليس لها أي صلة بالإعلام والصحافة لا من بعيد ولا من قريب ومع وجود عشرات من الإعلاميين والصحفيين في المهجر وبالأخص في أمريكا لغرض ان تكون راقصة رئيس عليهم !
فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة … وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم … ولولا الضجة على هذا التعيين من قبل العراقيون في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي لكان الأمر قد جرى بكل سلاسة ويسر ولم يدري به أي أحد والمصيبة فأن صدور بطاقتها الصحفية الشخصية كانت موقعة شخصيآ من قبل رئيس اتحاد الصحفيين (عبد المجيد علي المحمداوي) أي أنه قرأ سيرتها الذاتية المرفقة من قبل اللجنة التي شكلت لاختيارها بمنصب رئيس مكتب الصحفيين وبعد مرور أكثر من أسبوع مع الضجة الإعلامية قرر ثانية تشكيل لجنة تحقيق لملمة فضيحة هذا الحدث وموضوعنا لتكون المصيبة أعظم !!؟.
صحيح أن المرحوم عدي صدام حسين كانت له جولات وصولات عديدة مع النساء ,وهذا ما هو معروف عنه ,ولا احد يستطيع ان ينكره ,ولكن مع كل هذا وهو ابن الرئيس ونجله الأكبر , كانت لديه خطوط حمراء لا يستطيع ان يتجاوزها لاعتبارات قد تكون قبيلة وعشائرية او عائلية او حتى أخلاقية وفق المنظور والمحيط الاجتماعي المحيط به , فلم نسمع انه قد عين وجلب راقصة من احدى الملاهي لغرض ان يعطيها منصب صحفية او إعلامية او إذاعية او حتى متحدثة في مركز بسيط ومغمور سواء اكان المركز ثقافي او اعلامي, ولكن مثل تلك المواضيع تحدث وبالعلن وبدون أي خجل او حياء في عصر حكم ما تسمى بـ (ديمقراطية) أحزاب الإسلام السياسي الطائفية !
[email protected]