لم يحدثنا التاريخ والناقلين من الرواة أن أولاد الإمام كانوا في أصحاب سلطة ومنحت لهم امتيازات وتنعموا بالمغانم والغنائم ,أو تعاملوا مع الناس بعين الفوقية والطبقية لأن أبوهم خليفة المسلمين وأمير المؤمنين ,أو كانت لديهم تصرفات خاطئة وكان أبوهم يغض النظر عنهم ,أو كانوا يقيمون العلاقات المشبوهة مع الأطراف الأخرى مستغلين قرب موقعهم من صنع القرار ليمنحوا مناقصات لأشخاص معينين أو يتوسطوا في دفع غير المؤهلين لمناصب معينة ,لم ولن يفعلوا مثل هذه الأفعال,إنما هم مثالاً يعجز الوصف عنهم في التواضع والزهد والأخلاق والنزاهة والبساطة في التعامل مع المجتمع ,عندما تبحث عنهم تجدهم يقاتلون في ساحة الوغى بجميع حروب الإمام مقدمين أنفسهم فداءٌ للدين ونصرةً للحق وللمظلومين ,حتى إن الإمام الحسن (ع) تنازل عن السلطة حفاظاً على دماء المسلمين ودرءاً للفتنة التي أرادت حرق الأخضر واليابس ,وكان أبا الأحرار الحسين (ع) يقول لمن يريدون قتاله وقتله :{ أني لم أخرج أشراً، ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق} من وجهة نظر الإمام علي (ع) مشواره للسلطة الزائلة وتحمله لهمومها والآمها من الذين سعوا جاهدين لإفشال مشروع حكومته فيقول بلوعة :{ اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنِ اَلَّذِي كَانَ مِنَّا مُنَافَسَةً فِي سُلْطَانٍ وَ لاَ اِلْتِمَاسَ شَيْءٍ مِنْ فُضُولِ اَلْحُطَامِ وَ لَكِنْ لِنَرِدَ اَلْمَعَالِمَ مِنْ دِينِكَ وَ نُظْهِرَ اَلْإِصْلاَحَ فِي بِلاَدِكَ فَيَأْمَنَ اَلْمَظْلُومُونَ مِنْ عِبَادِكَ وَ تُقَامَ اَلْمُعَطَّلَةُ مِنْ حُدُودِكَ } ليست لي أي علاقة بمن لا يعرف فكر ونهج الإمام حديثي مع من يتخذ منه ومن تراث تاريخه معلماً بمسيرة حياته وعمله لنجده يناقض تماماً خطه وسيره,حيث يقرب الفاشلين والانتهازيين الوصوليين ويسلم لهم مقاليد أمور العباد والنتيجة فشل يلقي بضلاله على حياة وأمن المواطن ,هل سمعتم في يوم من الأيام أن علي كان يداهن أو يساوم على الحق ؟وهو القائل {الذليل عندي عزيز حتى اخذ له الحق والقوي عندي ضعيف حتى اخذ منه الحق }هل قرأتم في جميع كتب من كتبوا التاريخ صالحهم وطالحهم أن علي كان يعيش بشخصيتين في ذاته ؟أو كان خطابه يلفه الغموض
وعدم الوضوح ,أو كان يتعامل مع الأمة من منظار قوة المكانة الاجتماعية وسطوة زعماء القبائل ونفوذهم ,أو يعطي لفلان مالٍ على حساب آخر,حتى أخيه عقيل شملته فلسفة عدالته في توزيع الخراج وهو يتوسل به بأن يزيده قليلاً من العطاء لأن أطفاله تغيرت ألوان وجوههم وتعبوا من ألم الجوع ,أو ترك عقارات وأمن مواقع ومناصب لأسرته بعد رحيله ,ظلت المعاول تسعى لأن تهدم بناءه العملاق من جانب وألقه ُيعمر للحياة لسطوع نجمه الذي لم تستطع كل الغيوم السوداء بحجبه ,أهل البيت مشاريع عطاء وإيثار ورحمة في مختلف مجالات الحياة أرسلهم الله لتقويم المجتمعات وفق بناء إنسان يستحق أن يطلق عليه لقب صانع الإنسانية ,والمضي على ما أرادوه لنا يحتاج لتشذيب وتهذيب للنفس وتقويمها بين الحين والآخر ,لا الممارسات التي لا تمت بصلة لهم وتعطي انطباع مؤلم لسلوكيات غير صحيحة نقدم عليها ,وأن أردنا خلسةٍ ممارستها وجدنا لها التبريرات والحيل الشرعية ,وللحديث بقية .