17 نوفمبر، 2024 10:26 م
Search
Close this search box.

أعياد الميلاد ونظرية الفرح غير الحقيقي ، أعياد دينية ….. بلا دين ؟

أعياد الميلاد ونظرية الفرح غير الحقيقي ، أعياد دينية ….. بلا دين ؟

أصبحت أعياد الميلاد التي تعم العالم اليوم ظاهرة تقليدية كغيرها من مظاهر التقليد التي لها أسباب كثيرة .
وأعياد الميلاد تنتمي لآصل ديني , فالميلاد يعني ميلاد السيد المسيح عيسى بن مريم وهو نبي الله ورسوله , وقصته وأمه في القرأن في السور الكريمة ألاتية :-
1- سورة أل عمران من ألاية 35- 44 –
2-  سورة مريم – ألاية -16- 20- 27- 33-
3-  سورة ألانبياء – ألاية – 91-
4-  سورة التحريم – ألاية -12-
وملخص تلك القصة : أن مريم بنت عمران حملت بها أمها فنذرت أن تجعل مافي بطنها محررا  يخدم المسجد معتقدة أن مافي بطنها ذكرا , فلما وضعتها أنثى وسمتها مريم ” أي الخادمة ” وقد كان أبوها عمران قد توفي قبل ولادتها , فأتت بها الى المسجد تسلمها للكهنة وفيهم زكريا فتشاجروا في كفالتها ثم أتفقوا على القرعة بشأن كفالتها فكانت نصيب زكريا فكفلها حتى أذا أدركت ضرب لها من دونهم حجابا فكانت تعبد الله سبحانه لايدخل عليها ألا زكريا وكلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا , قال يامريم أنى لك هذا , قالت : هو من عند الله , والله يرزق من يشاء بغير حساب , وقد أخبرنا القرأن بأنها كانت : –
1-  صديقة
2-  معصومة
3-  طاهرة
4-  مصطفاة
5-  محدثة
6-  قانتة
ثم أن الله أرسل لها الروح وهي محتجبة فتمثل لها بشرا سويا وذكر لها أنه رسول من ربها ليهب لها ولدا بأذن الله من غير أب وهنا علينا أن نتذكر أن الملائكة من جوهر وهم ليسوا من المادة بشيئ لذلك لايقومون بما تقوم به المادة من أفعال , فالملائكة الذين نزلوا على أبراهيم وقدم لهم طعاما لم تكن أيديهم تصل الى الطعام فأوجس خيفة منهم أبراهيم فقالوا له لاتخف وأخبروه بأنهم ملائكة وقد أرسلوا لآمر هام وتفصيله في قصة أبراهيم عليه السلام .
ثم أن الروح بشرها بما سيظهر من ولدها من المعجزات الباهرة وأخبرها بأن الله سيؤيده بروح القدس ويعلمه مايلي :-
1-  الكتاب
2-  الحكمة
3-  التوراة
4-  ألانجيل
5-  ويكون نبيا الى بني أسرائيل
ثم نفخ الروح فيها فحملت وألايات من -35- 44- من سورة أل عمران تحدثت عن ذلك .
ثم أنتبذ ت مريم مكانا قصيا فأجاءها المخاض الى جذع النخلة قالت ياليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا ” تعبيرا عن ألاحساس البشري بالحياء ” فناداها من تحتها أن لاتحزني قد جعل ربك تحتك سريا وهزي بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا فكلي وأشربي وقري عينا فأما ترين من البشر أحدا فقولي أني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم أنسيا فأتت به قومها تحمله ” سورة مريم – 20-27- وكان حمله ووضعه وكلامه وسائر شؤون وجوده من سنخ ماعند سائر البشر ؟
فلما رأها قومها ثاروا عليها لآنهم رأوا أمرأة حملت ووضعت من غير زوج وقالوا : يامريم لقد جئت شيئا فريا يا أخت هارون ماكان أبوك أمرء سوء وما كانت أمك بغيا ” وهنا علينا أن نتذكر حال المعصوم بين عامة الناس ” فلو عرف الناس ثقافة العصمة لما أنكروا على المعصوم مايأتي به من معجزات ومأثر هي خير للناس ورحمة ؟
ثم قالوا : كيف نكلم من كان في المهد صبيا ” قال أني عبد الله , أتاني الكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركا أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة مادمت حيا وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا ” سورة مريم -27-33-
هذه هي أطروحة عيسى المسيح عليه السلام : فأين الذين يحتفلون بأعياد الميلاد من هذه ألاطروحة ؟
فهذه أطروحة بشر صاحب رسالة تعبر عنها الخطابات التالية :-
1-  أني قد جئتكم بأية من ربكم ؟
2-  أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بأذن الله ؟
3-  وأبرئ ألاكمه وألابرص ؟
4-  وأحيي الموتى بأذن الله ؟
5-  وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم ؟
6-  أن في ذلك لآية لكم أن الله هو ربي وربكم فأعبدوه ؟
وكانت شريعته الجديدة هي تصديق لشريعة موسى مع نسخ ماحرم في التوراة تشديدا على اليهود , وكان أعلانه العالمي :-
1-  أني قد جئتكم بالحكمة
2-  ولآبين لكم بعض الذي تختلفون فيه
3-  أني رسول الله اليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة
4-  ومبشرا برسول يأتي من بعدي أسمه أحمد ؟
والرسول الذي بشر به السيد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام هو نبي ألاسلام وخاتم ألانبياء والمرسلين محمد بن عبد الله “ص” فمن حق المؤمنين بألاسلام أيمانا حقيقيا لاتشوبه شائبة والمؤمنين بالسيد المسيح أيمانا لاتشوبه شائبة أن يساهموا في تصحيح مفهوم أعياد الميلاد التي أخذت مظاهرا لاتنتمي لروح السيد المسيح ولا لدعوته المباركة التي لايمكن تجزأتها , وقد رأينا أن أطروحته قائمة على :-
1-  التوحيد المطلق للله
2-  الصلاة والزكاة كأركان للعبادة
3-  بر الوالدين
4-  النهي عن الدكتاتورية والجبروت
5-  تبيان مصداق الصورة البشرية التي تبدأ بالولادة ثم الموت ثم البعث
وبهذه الصورة للايمان لايعود هناك مجالا للاختلافات التي تعصف بالبشرية اليوم والتي من جرائها نتج مايلي :-
1-  طغيان ظاهرة الفرح غير الحقيقي ؟
2-  طغيان ظاهرة الفن غير الحقيقي ؟
3-  طغيان ظاهرة الحكم بما لم ينزل الله ؟
4-  طغيان ظاهرة المال الحرام ؟
5-  طغيان ظاهرة ألاخلاق غير الحميدة وتدمير منظومة القيم ؟
وسأركز في هذه الدراسة على ظاهرة الفرح غير الحقيقي لآنها من أكثر المظاهر التي يخدع فيها الناس خلال مايسمى بأعياد الميلاد ؟ والتي عرفنا نسبتها الظاهرية الى السيد المسيح وكلنا يفرح بمولد هذا النبي المرسل لهداية البشرية في مقطعها التاريخي المواكب لعصره ؟
والفرح ظاهرة سلوكية محببة للنفس البشرية بشروط ألايجاد وألاستخلاف ؟
فالله سبحانه وتعالى خلق ألانسان بفرح ” فأذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ”
والله خلق كل شيئ بفرح ” ومن أياته أن يرسل الرياح مبشرات وليذيقكم من رحمته ولتجري الفلك بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون ” – الروم – 46- خلق السماوات بغير عمد ترونها والقى في ألارض رواسي أن تميد بكم وبث فيها من كل دابة وأنزلنا من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم ” – لقمان – 10- ” ثم أستوى الى السماء وهي دخان فقال لها وللآرض أئتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين ” – فصلت – 11-
والفرح منه ماهو حقيقي ومنه ماهو غير حقيقي كالذي أغلبه يقع فيما يسمى بأعياد الميلاد وسنبين ذلك ؟
وأما الفرح الحقيقي فهو ما ينبع من أعماق النفس البشرية بعيدا عن التصنع والتمثيل وألادعاء , وله أمثلة كثيرة في حياة الناس منها :-
1-  منها أفراح المواليد بعد الولادة حيث تفرح العائلة والمقربين وألاصدقاء والجيران وأصبح لحفلات الولادة طقوس وعادات؟
2-  أفراح النجاح والتخرج وأصبحت هذه ألافراح مألوفة في كل المجتمعات ؟
3-  أفراح الزواج والخطوبة وهي أكثر ألافراح التي تستجلب الحضور ألاجتماعي ؟
4-  ألافراح الخاصة بألاخبار السارة وهي خصوصية أنسانية ؟
5-  أفراح المناسبات وألاعياد وهي تختلف من شعب لشعب ومن أمة لآمة ؟
وقد سميناها بالفرح الحقيقي لآنها تتحرك معها كل مكونات الجسم البشري الفسيولوجية من هرمونات وغدد وخلايا وأعصاب وعضلات , وتنعكس ليس على الفرد وأنما على المجموعة وبذلك تعم المجتمع وتنتشي النفوس وتطيب معها الحياة ويحس ألانسان بالسعادة الحقيقية ؟
أما الفرح غير الحقيقي : فهو الفرح الظاهري من ضحك وتبسم وربما رقص وغناء ولكنه لايتغلغل الى باطن الجوارح حقيقة وسببه عائد الى :-
1-  أفتعالي خارجي ؟
2-  تهيج عاطفي غير حقيقي ؟
3-  مؤثرات سمعية وبصرية ضاغطة ؟
4-  عدم أشتراك كافة الجوارح وألاعضاء ؟
لذلك نرى هذا النوع من الفرح غير الحقيقي حالما يختفي بزوال المؤثرات الخارجية وهي :-
1-  حفلات الغناء الصاخبة ؟
2-  مهرجانات السيرك وألعاب البهلوان ؟
3-  حفلات الموسيقى الصاخبة ؟
4-  حفلات الرقص الماجن ؟
5-  التدليك العاطفي وأغراءاته الجنسية ؟
وفي كل هذه الحالات يكون الفرح سطحيا لايلامس البعد الوجداني الحقيقي للانسان المتمثل في حركة الهرمونات وأفراز الخلايا , فعندما تزول ألاثار الخارجية المفتعلة يجد ألانسان نفسه في حالة من ألانقباض والوحشة التي تتحول الى كأبة مع كل مضاعفاتها ؟
ومشهد المجتمع البشري اليوم عشية أعياد الميلاد يعيش فرحا مصطنعا وغير حقيقي للآسباب التالية :-
1-  لآنه لايعرف حقيقة المولود الذي ينتمي له الميلاد ؟
2-  لآن الممارسات تحولت الى مظاهر غير دينية ومن أمثلتها:-
أ‌-     شيوع ظاهرة شرب الخمور بأفراط وما تناقلته وكالات ألانباء عن سقوط ثملة بريطانية من مترو ألانفاق في هذه ألايام التي تنتمي الى أيام الميلاد ؟
ب‌-                      أختصار أعياد الميلاد بحفلات الرقص والغناء الذي يطغى عليه طابع المجون ؟
ت‌-                      تحول مطاعم وفنادق الدرجة ألاولى الى حجوزات الحفلات الراقصة والغناء الذي يغلب عليه طابع ألاباحية والدعارة
ث‌-                      أنتشار مظاهر أعياد الميلاد في مساحة جغرافية وتنوع بشري لايجمعها هدف أنساني حضاري , وأنما يجمعها الميوعية والتحلل ألاخلاقي وهذه مظاهر تفكيك القيم التي تدعو الى التنكر للدين وقيمه مما يجعل هذه المظاهر تتحرك بعيدا عن سمو الروح المسيحية الرسالية ألايمانية وطهارتها التي من أجلها ولد السيد المسيح ؟
ومن هنا نرى من المناسب جعل القارئ يكون على صورة التشتت الذي عليه الكنسية بأعتبارها الممثل الظاهري للقيمومة على هذه ألاعياد وهي ليست كذلك ؟
وقبل الدخول لمتابعة موقف الكنيسة من المناسب رسم صورة السيد المسيح عيسى بن مريم عند الله وكيف يرى هو عليه السلام نفسه :-
1-  سورة أل عمران – ألاية -49- ورسولا الى بني أسرائيل أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بأذن الله وأبرئ ألاكمه وألابرص وأحي الموتى بأذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم أن في ذلك لآية لكم أن كنتم مؤمنين  – ومثل ما أن هذه ألاية أسيئ فهمها من قبل الذين جاء اليهم عيسى عليه السلام فأعطوه صفات الرب وهو ليس كذلك , فأن بعض المسلمين كذلك لم يفهموا السر الذي أعطي من أجله عيسى معرفة ما يأكل الناس وما يدخرون في بيوتهم وهو غيب لايعلمه ألا الله وقد أعطى نبيه عيسى رخصة وفتح له بابا من الغيب محدودا بحدود الضرورة , وأن هذه الضرورة سارية عند بقية أنبياء الله وأوصيائهم والنخبة الصالحة من العباد مثل الخضر وذي القرنين وصاحب سليمان أصف بن برخيا , ومريم بنت عمران أم عيسى وهي ليست نبية , فالبعض من المسلمين لايزالون يعتقدون خطأ أن النبي لايعلم بعض الغيب بأذن الله فينكرون ذلك عليه وعلى ألائمة المعصومين المطهرين بنص القرأن , وهم غير ملتفتين الى معنى ألاية -49- من سورة أل عمران المباركة , فمثلما تغيب معاني رسالة السيد المسيح في ذكرى أعياد الميلاد كذلك تغيب خصائص نبوة النبي محمد وأهل بيته ألاطهار في موضوع : العصمة , ومعرفة الغيب بأذن الله , وألامامة بالنص , وقضية تأويل النص القرأني وفهمه المشخص بالله والراسخين في العلم , وأحالة السؤال من أهل الذكر ولا أحد يدعي أنه من أهل الذكر غير ألائمة ألاطهار من أهل البيت عليهم السلام .
2-  وسماه الله بالمسيح عيسى – أل عمران -45- أذ قالت الملائكة يامريم أن الله يبشرك بكلمة منه أسمه المسيح عيسى أبن مريم وجيها في الدنيا وألاخرة ومن المقربين –
3-  وكان ممن علمه الله الكتاب والحكمة – أل عمران -48- ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة وألانجيل –
4-  وكان واحدا من الخمسة أولي العزم – سورة ألاحزاب – وأذ أخذ نا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وأبراهيم وموسى وعيسى أبن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا – 7-
5-  شرع لكم من الدين ماوصى به نوحا والذي أوحينا اليك وما وصينا به أبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم اليه الله يجتبي اليه من يشاء ويهدي اليه من ينيب – 13- الشورى –
6-  وقفينا على أثارهم بعيسى أبن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة وألانجيل فيه هدى ونور ومصدقا لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين – المائدة – 46-
7-  يا أهل الكتاب لاتغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله ألا الحق أنما المسيح عيسى أبن مريم رسول الله وكلمته ألقاها الى مريم وروح منه فأمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة أنتهوا خيرا لكم أنما الله أله واحد سبحانه أن يكون له ولد له مافي السماوات وما في ألارض وكفى بالله وكيلا – النساء – 171-
8-  وكان من شهداء ألاعمال ” وأن من أهل الكتاب ألا ليؤمن نبه قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا – النساء -159- ماقلت لهم ألا ما أمرتني به أن أعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا مادمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيئ – المائدة – 117-
9-  وكان من المصطفين ” أن الله أصطفى أدم ونوحا وأل أبراهيم وأل عمران على العالمين – أل عمران -33-
10-                  وكان من المجتبين ” وزكريا ويحيى وعيسى والياس كل من الصالحين – 85- وأسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين -86-  ومن أبائهم وذرياتهم وأخوانهم وأجتبيناهم وهديناهم الى صراط مستقيم -87- ألانعام –
11-                  وفي سورة مريم ألاية -19-33- قال أنما أنا رسول ربك لآهب لك غلاما زكيا – 19- مريم , وكذلك قوله تعالى ” ذلك عيسى أبن مريم قول الحق الذي فيه يمترون – 34- مريم –
12-                  وفي سورة المائدة من ألاية -116- 119- هي الهوية الحقيقية للسيد المسيح عيسى أبن مريم الذي عبر عن نفسه وهو الصادق ألامين رسول السلام والمحبة بمالايستطيع أحد أن يعبر بمثل ماعبر عنه المسيح المكذوب عليه مرتين مرة في حياته ومرة بعد أن أرتفع الى السماء في رحلة تحتضن المستقبل البشري حيث العودة مع المهدي المنتظر من سلالة خاتم ألانبياء والمرسلين : قال تعالى ” وأذ قال الله ياعيسى أبن مريم أأنت قلت للناس أتخذوني وأمي ألهين من دون الله قال سبحانك مايكون لي أن أقول ماليس لي بحق أن كنت قلته فقد علمته تعلم مافي نفسي ولا أعلم مافي نفسك أنك أنت علام الغيوب – 116- المائدة – ما قلت لهم ألا ما أمرتني به أن أعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا مادمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيئ شهيد – 117- أن تعذبهم فأنهم عبادك وأن تغفر لهم فأنك أنت العزيز الحكيم – 118- قال هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها ألانهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم – 119- المائدة –
وهنا لابد من أستخلاص العبر من حياة عيسى عليه السلام وموقعه كنبي ورسول وشاهد وشفيع والذين خلطوا بين الربوبية والعبودية في شخصية عيسى عليهم السلام فوقعوا في الخطأ العقائدي يقابلهم من خلط بين عصمة الرب وعصمة ألانبياء وألائمة ألاطهار من أل البيت في ألاسلام وكذلك من خلطوا بين علم الغيب المطلق للله وبين ما ينكشف بقدرته لعباده من ألانبياء وألائمة والصالحين من عباده , ومنهم من خلط بين الشفاعة المطلقة للله , وما أعطي من حق الشفاعة بحكمة الله وعدله لعباده من ألانبياء والصالحين , فلذلك تراهم يكفرون بدون علم من قال : بعصمة ألائمة ألاطهار من أل البيت , مثلما يكفرون من غير علم من يقول بالشفاعة للآنبياء والصالحين من عباده وكذلك من قال بأنكشاف الغيب بقدرة الله للآنبياء وألائمة ألاطهار من أل البيت ونصوص القرأن واضحة وجلية قال تعالى :” ولايملك الذين يدعون من دون الله الشفاعة ألا من شهد بالحق وهم يعلمون – الزخرف – 86- وقال تعالى :” ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا – النساء – 159- على أن الشفاعة هنا هي غير التفدية التي يقول بها النصارى : وهي أبطال الجزاء بالفدية والعوض فأنها تبطل السلطة المطلقة ألالهية والخلاصة لوكانت ألايات نافية للشفاعة لما قالت وذكرت الشهادة على الناس ؟
وأما أختلاف الناس في عيسى عليه السلام الذي تجري أحتفالات عيد الميلاد كل سنة بأسمه وهو من كل ذلك بريئ , وقد تجاوزت ألاراء وألاختلافات في السيد المسيح عيسى أبن مريم عليه السلام السبعين رأيا في الكليات والجزئيات , ولقد لخص القرأن تلك ألاراء قال تعالى :-
1-  وقالت النصارى المسيح أبن الله – سورة التوبة – 30-
2-  وقالوا أتخذ الرحمن ولدا سبحانه ..” – ألانبياء 26-
3-  لقد كفر الذين قالوا أن الله هو المسيح أبن مريم ” – المائدة – 72-
4-  يا أهل الكتاب لاتغلوا في دينكم ولاتقولوا على الله ألا الحق أنما المسيح عيسى أبن مريم رسول الله وكلمته ألقاها الى مريم وروح منه فأمنوا بالله ورسله ولاتقولوا ثلاثة أنتهوا خيرا لكم أنما الله أله واحد سبحانه أن يكون له ولد له مافي السماوات ومافي ألارض وكفى بالله وكيلا – النساء – 171-
5-  لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا للله ولا الملائكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم الله جميعا – 172- النساء –
ومع وضوح مضامين هذه ألايات ألا أن ألاختلاف في الرأي قد وقع كما عند الشهرستاني في الملل والنحل , وكذلك عند المذاهب كمذهب : –
1- الملكانية : القائلين بالنبوة الحقيقية
2-  والنسطورية : القائلين بأن النزول والنبوة من قبيل أشراق النور على جسم شفاف كالبلور ؟
3-  واليعقوبية : القائلين بأنه من ألانقلاب وقد أنقلب ألاله سبحانه لحما ودما ؟ – الميزان في تفسير القرأن – ج3 ص 312 –
أن ألانجيل والتوراة تصرح بتوحيد ألاله سبحانه وتعالى , وألانجيل يصرح بالنبوة وبأن ألابن هو الرب . وسأستعرض جانبا من من التصريح بذلك :-
1-  وأنا أقول لكم أحبوا أعداءكم
2-  وأحسنوا الى من أبغضكم
3-  وصلوا على من طردكم ويصفكم كيما تكونوا بني أبيكم الذي في السماوات لآنه المشرق شمسه على ألاخيار وألاشرار والممطر على الصديقين والظالمين
4-  وأذا أحببتم من يحبكم فأي أجر لكم أليس العشارون يفعلون ذلك
5-  وأن سلمتم على أخوانكم فقط فأي فضل لكم أليس كذلك يفعل الوثنيون
6-  كونوا كاملين مثل أبيكم السمائي فهو كامل – أخر ألاصحاح الخامس من أنجيل متي – النسخة العربية المطبوعة سنة 1811
7-  فليضئ نوركم قدام الناس ليروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السماوات – أنجيل متي – ألاصحاح الخامس
8-  فأن غفرتم للناس خطاياهم غفر لكم أبوكم السمائي خطاياكم – الاصحاح السادس – أنجيل متي –
ثم لنستمع الى لون أخر من ألاتحاد بين البنوة وألابوة مثل :-
1-  تكلم اليسوع بهذا ورفع عينه الى السماء فقال : ياأبة قد حضرت الساعة فمجد أبنك ليمجدك أبنك .
2-  ثم ذكر دعاء لرسله من تلامذته ثم قال : ولست أسأل في هؤلاء فقط بل وفي الذين يؤمنون بي بقولهم ليكونوا بأجمعهم واحدا كما أنك يا أبت ثابت في وأنا أيضا فيك ليكونوا أيضا فينا واحدا ليؤمن العالم أنك أرسلتني وأنا أعطيتهم المجد الذي أعطيتني ليكونوا واحدا كما نحن واحد أنا فيهم وأنت في ويكونوا كاملين لواحد لكي يعلم العالم أنك أرسلتني وأنني أحببتهم كما أحببتني – أنجيل يوحنا – ألاصحاح السابع عشر
أما في أنجيل يوحنا – ألاصحاح – 14- فسنقرأ شيئا مغايرا ظاهره لايمكن تأويله على نحو التشريف وألاتحاد كما مر معنا سابقا حيث يقول :-
قال له توما : ياسيد مانعلم أين تذهب , وكيف تقدر أن تعرف الطريق ؟ قال له يسوع : أنا هو الطريق والحق والحياة لايأتي أحد الى أبي ألا بي لوكنتم تعرفونني لعرفتم أبي أيضا ومن ألان تعرفونه وقد رأيتموه أيضا , قال له فيلبس : ياسيد أرنا ألاب وحسبنا قال له يسوع : أنا معكم كل هذا الزمان ولم تعرفني يافيلبس ؟ من رأني فقد رأى ألاب فكيف تقول أنت : أرنا ألاب؟ أما تؤمن أني في أبي وأبي في وهذا الكلام الذي أقوله لكم ليس هو من ذاتي وحدي بل أبي الحال في هو يفعل هذه ألافعال أمنوا بي : أنا في أبي وأبي في . – أنجيل يوحنا – ألاصحاح -14-
لكني خرجت من الله وجئت ولم أت من عندي بل هو أرسلني – أنجيل يوحنا – ألاصحاح – 8-
أنا وأبي واحد نحن – أنجيل يوحنا – ألاصحاح -10-
أذهبوا وتلمذوا كل ألامم وعمدوهم ” التعميد نوع من التغسيل عند النصارى يتطهر به المغتسل من الذنوب وهو من فرائض الكنيسة ” بأسم الاب وألابن وروح القدس – أنجيل متي – ألاصحاح -28-
في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله والله كان الكلمة مذ البدء كان هذا عند الله كل به كان وبغيره لم يكن شيئ مما كان به كانت الحياة والحياة كانت نور الناس – أنجيل يوحنا – ألاصحاح -1-
ومن هنا وقع القول بالتثليث عند النصارى , والمراد حفظ أن المسيح أبن الله مع التحفظ على التوحيد الذي نص عليه المسيح في تعليمه كما في قوله : أن أول كل الوصايا : أسمع ياأسرائيل الرب اليك أله واحد هو – أنجيل مرقس – ألاصحاح -12-
وعلى هذا صارت مقولة : أن الذات جوهر واحد له أقانيم ثلاث : والمراد بألاقنوم هو الصفة التي هي نحو ظهور الشيئ وبروزه وتجليه لغيره وليست الصفة غير الموصوف وألاقانيم الثلاث هي :-
1- أقنوم الوجود
2-  أقنوم العلم وهو الكلمة
3-  وأقنوم الحياة وهو الروح
وهذه ألاقانيم الثلاث هي : –
1- ألاب
2-  وألابن
3-  وروح القدس
ولكنهم أختلفوا في تفسير هذه ألاقانيم أختلافا كبيرا أوجب تشتتهم وأنقسامهم شعبا ومذاهب كثيرة تجاوزت السبعين , وأن تثليث الوحدة هو القاسم المشترك بين جميع المذاهب المستحدثة في النصرانية ؟
والقرأن الكريم كان يرد على وتيرة واحدة وهو نفي التثليث الذي لم يقل به السيد المسيح وقد بينا ذلك في أستعراضنا للآيات التي تحدثت عن السيد المسيح عليه السلام وعن أمه مريم كما في سورة أل عمران والمائدة والنساء وسورة مريم والشورى وألاحزاب وألانبياء والتحريم والصف وألانعام والزخرف والتوبة .
والقرأن رفض مبدأ التثليث على نحو منطقي كالتالي :-
1-  رفضه أستلزام الجسمية المادية لآن الله تعالى منزه من المادة ولوازمها كالحركة والزمان والمكان
2-  أثبات ألالوهية المطلقة حيث له القيمومة على كل ألاشياء
3-  رفض ألايلاد وألاستيلاد عليه تعالى لآنه يستلزم جواز الفعل التدريجي عليه مما يستلزم دخول ناموس المادة عليه , بينما ألامر من الله يقع من غير مهلة وتدريج .
4-  أعتبر القرأن المسيح من الشفعاء عند الله وليس بفاد : لآن النصارى زعموا أن المسيح فداهم بدمه ولذلك لقبوه بالفادي ؟ وقد دحض القرأن ذلك وبين أنه شبه لهم وما قتلوه ورفعه الله اليه ؟ وأعتبر القرأن أن وقوع أدم في الخطيئة بأكله من الشجرة المنهية والتي أوقعت النصارى بأشكالات الخطيئة ودفعها كان على النحو ألاتي :-
أ‌-     أن النهي كان أرشاديا يقصد به صلاح المنهي
ب‌-                      أنه كان نبيا والقرأن ينزه ساحة ألانبياء عليهم السلام ويبرء نفوسهم الشريفة عن أقتراف المعاصي
ت‌-                      وقولهم أن الخطيئة لزمت أدم يدفعها القرأن فيقول ” فتلقى أدم من ربه كلمات فتاب عليه أنه هو التواب الرحيم – البقرة – 37- وقوله تعالى ” ثم أجتباه ربه فتاب عليه وهدى – طه – 122-
4-  قولهم أن الخطيئة لزمت أدم وكذلك ذريته الى يوم القيامة وهذا يستلزم تبعة الذنب الصادر من واحد للبقية من الذرية ممن لم يذنب والقرأن يرد على ذلك قائلا ” أن لاتزر وازرة وزر أخرى ” و ” أن ليس للآنسان ألا ماسعى ” – النجم -39-
5-  وكلامهم يستلزم الهلاك ألابدي من غير فرق بينها وهذا يستلزم عدم أختلاف الصغائر عن الكبائر من الذنوب والقرأن يرفض ذلك ويقسمها الى ضغائر وكبائر قال تعالى ” أن تجتنبوا كبائر ماتنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم ” – النساء – 31-
6-  وقد خلطوا بين صفة الرحمة وصفة العدل من خلال ماصوروه بنزول السيد المسيح وصعوده كما ذكروه مما يخلط الفهم بين ألانسان المخلوق المادة وبين الخالق المجرد عن المادة , وبالرجوع الى كتب العهدين نجد جميع مانسبوه من الجسمية للله تعالى والقرأن ينزهه تعالى من ذلك
7-  وما قضية أحلال المسيح بالرحم , ومعاشرته الناس بحيث يكون أنسانا وألها بعرض واحد مما تجوز عليه كل المتناقضات وقد جل سبحانه وتعالى عن ذلك ؟
8-  وأما قضية الصلب واللعن الذي يصفون السيد المسيح به وماذا يريدون من اللعن هل هذا المتعارف في اللغة عند الناس وهو ألابعاد عن الحمة والكرامة ؟ فما معنى أبعاده نفسه عن الرحمة أو أبعاد غيره عنها والرحمة هي الفيض الوجودي , وهذا ألابعاد واللعن الى الفقر في المال والجاه وما معنى لحق اللعن بالله تعالى وهو الغني بالذات وهو الدافع باب الفقر والعوز عن كل شيئ والقرأن يدحض ذلك ويقول :” يا أيها الناس أنتم الفقراء الى الله والله هو الغني ” – فاطر – 15- وأذا قالوا بأن موجبات هذا اللعن لآتحاد المولود فيه أي ألانسان قيل لهم أن كان تحمل هذه ألامور الشاقة حقيقة أو مجاز , فأن كان ألاول لزم المحذور الذي ذكرناه سابقا وأن كان الثاني عاد ألاشكال أي أن تولد المسيح لم يوجب أشكال تزاحم الرحمة والعدل , فأن تحمل غيره للمصائب وأقسام العذاب واللعن لايتم أمر الفدية أي جعل الله فدية عن أفراد ألانسان فالخلط في ذلك واضح وغير مقبول ؟
9-  وأما قولهم ذلك كفارة لخطايا المؤمنين بعيسى بل لخطايا كل العالم , وهذا يعني أنهم لم يعرفوا حقيقة الخطايا والذنوب وكيفية ترتب العقاب عليها ولم يعرفوا أرتباط هذه الخطايا والذنوب بالتشريع , والقرأن تعهد بيان ذلك فلنستمع اليه : أن الله لايستحي أن يضرب مثلا ما ” – البقرة -26- وقوله تعالى ” كان الناس أمة واحدة ” – البقرة – 213- فالقوانين هي أمور وضعية أعتبارية أريد منها حفظ مصالح الناس , والقرأن الكريم أعطى هذا المعنى ما هو أرقى , والبحث العقلي يؤيده , فأنقياد ألانسان للشرع والقانون ألالهي أو عدم أنقياده لذلك وهذه هي مساحة الحرية , من هنا تتهيأ في نفسه حقائق من الصفات الباطنية الفاضلة أو الرذيلة الخبيثة كما نشاهده اليوم سواء في أحياء ذكرى أعياد الميلاد أو في ألاعمال ألارهابية التي تحاصر الناس بالحقد والكراهية وهذه هي التي تهيأ ألانسان الى النعم ألاخروية أو الى النقم والتي مثلت لها الجنة والنار وهما التعبير عن القرب والبعد عن الله فالحسنات أو السيئات تنتهي الى أمور حقيقية لها نظام حقيقي غير أعتباري , والذين يسرفون اليوم في أحتفالات أعياد الميلاد بألاكثار من الخمور وحفلات الصخب الماجن أنما يعبرون عن سلوك أساء فهم الحرية الوجودية الممنوحة بالتكوين وهو أفاضة ربانية عالية المعاني قوبلت بأرتداد أدائي غافل متنكر للحقائق الوجودية يصطنع الفرح غير الحقيقي ويهجر الفرح الحقيقي الذي تنتظره هرموناته وخلاياه وكل فسيولوجيته العارفة لحقيقة الخلق ” يسبح للله ما في السماوات وما في ألارض ”
أن مفهوم فداء المسيح يلغي معنى التشريع قبل المسيح وبعده ومن هنا سمح لسوء الفهم أن يختطف أعياد الميلاد الى حاضنة غير حاضنتها , ولذلك كثرت التقاليد وتنوعت ألاساليب بدون جدية حقيقية ولا فعالية مقنعة منتجة لمعرفة توازي ماينفق عليها فما معنى مايجري هذه ألايام من أجراءات تتناقلها وسائل ألاعلام عن بلدان وشعوب ليس بينها قاسم مشترك سوى الهروب من الحاضنة الحقيقية لآعياد الميلاد ولنذكر مثلا :-
1-  مامعنى أن تقوم اليابان هذه السنة بأقامة أضخم شجرة من الذهب تمثل شجرة عيد الميلاد واليابان ليست مسيحية ؟
2-  وما معنى أن تقوم دولة ألامارات كذلك هذه السنة بصنع أضخم شجرة ميلاد وهي ليست مسيحية ؟
3-  وما معنى أن تصرف هذه المليارات من الدولارات على أشياء ليس لها علاقة بالمعتقد الذي تنتمي اليه أعياد الميلاد وهناك الملايين من فقراء العالم ممن لايجدون طعاما ولا كساءا ولا دواءا ولا سكنا مناسبا ؟
ثم لنتذكر أن القرأن الكريم رفض الفدية في خصوص هذه ألاشياء قال تعالى ” فاليوم لايؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار ” – الحديد – 15- وقد بينا ذلك في ألاية -118- من سورة المائدة , ثم ألاية – 48- من سورة البقرة بينت العدل وألاية -254- من سورة البقرة بينت البيع وألاية – 33- من سورة المؤمن بينت العصمة من الله وكلها نفت الفداء , والقرأن ينفي كل مانسب الى السيد المسيح من ألالوهية والبنوة والتثليث والى هنا يصبح من الضروري أن نكشف للقارئ وجه تلك ألاراء ومن أين جاءت : فالذي عند اليهود من الكتب المقدسة ” 35″ كتابا منها توراة موسى مشتملة على خمسة أسفار ومنها كتب المؤرخين ” 12″ كتابا , ومنها كتاب ” أيوب ” ومنها ” زبور داود ” ومنها ثلاثة كتب لسليمان , ومنها كتب النبوات ” 17″ كتابا وهي كتاب نبوة أشعيا وكتاب نبوة أرميا وكتاب حزقيال ودانيال ونبوة هوشع , ونبوة بوبيل , ونبوة عاموص ونبوة عويذيا ونبوة يونان ونبوة ميغا ونبوة ناحوم ونبوة حيقوق ونبوة صفونيا ونبوة حجي ونبوة زكريا ونبوة ملاخيا – تفسير الميزان – ج3 ص 338
قصة التوراة :
بنوا أسرائيل هم ألاسباط من أل يعقوب وهم من عاشوا عيشة القبائل البدوية , أستقدمهم الفراعنة وعاملوهم معاملة ألاسراء حتى نجاهم الله بموسى من فرعون , وكانوا في زمن موسى يأتمون به ومن بعده بيوشع , ثم برهة من الزمن يدير أمرهم القضاة مثل : أيهود وجدعون , وبعد ذلك جاء دور الملوك وأول ملك هو شاؤل الذي يسميه القرأن بطالوت ثم داود ثم سليمان , ثم أنقسمت المملكة وحكم فيهم ملوك كثيرون مثل : كرحيعام , وأييام , وبريعام , وبهو شافاط , ويهورام , وضعف الملك عندهم حتى تغلبت عليهم ملوك بابل في العراق وتصرفوا في أورشليم وهو بيت المقدس وذلك في حدود ” 600″ قبل الميلاد وملك بابل يومئذ ” نبو كد نصر ” ثم تمردت اليهود على طاعته فأرسل اليهم عساكره فحاصرهم ثم فتح البلدة , ونهبت الجنود خزائن الملك وخزائن الهيكل ” المسجد ألاقصى ” وجمعوا من أغنيائهم وأقويائهم وصناعهم مايقرب من ” 10000″ فردا وساروا بهم الى بابل وما أبقوا ألا الضعفاء والصعاليك , ونصب بخت نصر ” صدقيا ” وهو أخر ملوك بني أسرائيل ملكا عليهم وعليه الطاعة لبخت نصر , وبقي ألامر هكذا مايقرب من ” 10 ” سنين حتى وجد ” صدقيا ” بعض القوة والشدة وأتصل بواحد من فراعنة مصر فأستكبر وتمرد عن طاعة بخت نصر , فأغضب ذلك بخت نصر فساق اليهم الجيوش وحاصر بلادهم , فتحصنوا بالحصون مايقرب من سنة ونصف حتى ظهر فيهم القحط والوباء , وأمر بخت نصر فتح الحصون وذلك في سنة ” 586″ قبل الميلاد وقتل نفوسهم وخرب ديارهم وخربوا بيت الله وأفنوا كل أية وعلامة دينية وبدلوا هيكلهم تلا من تراب , وفقدت عند ذلك التوراة والتابوت الذي كانت تجعل فيه , وبقي ألامر على هذه الحال ” 50 ” سنة وهم قاطنون ببابل وليس من كتابهم عين ولا أثر ولا من مسجدهم وديارهم ألا تلال ورياع ؟
ثم لما جلس كورش من ملوك فارس على سرير الملك , وكان في خصومة مع بابل , وفتح بابل وأطلق أسراء بابل من بني أسرائيل وكان عزرا المعروف من المقربين عنده فأمره عليهم وأجاز له أن يكتب لهم كتابهم التوراة ويبني لهم الهيكل ويعيدهم الى سيرتهم ألاولى وكان رجوع عزرا بهم الى بيت المقدس سنة ” 457″ قبل الميلاد وبعد ذلك جمع عزرا كتب العهد القديم وصححها وهي التوراة الموجودة اليوم – قاموس الكتاب المقدس – تأليف مستر هاكس ألامريكائي الهمداني – وهكذا نرى أن سند التوراة الموجود اليوم عند اليهود مقطوع الصلة بموسى ألا بواحد هو ” عزرا ” ولايعرف عن عزرا شيئا من حيث ألاطلاع والمعرفة وألامانة ومن أين أخذ ماجمعه من أسفار التوراة , ولذلك كثرت أراء المؤرخين الغربيين الذين ينكرون وجود موسى وقولهم أنه شخص خيالي كما قيل نظيره في المسيح , والقرأن الكريم هو من يثبت ذلك ؟
قصة المسيح وألانجيل :- أن اليهود مهتمون بتاريخهم فقط ولم يذكروا شيئا عن المسيح ولذلك ترى عدم مشاركتهم بأعياد الميلاد , وقصة المسيح عند النصارى تنتهي الى الكتب المقدسة عندهم وهي ألاناجيل ألاربعة : أنجيل متي , وأنجيل مرقس , وأنجيل لوقا ويوحنا , وكتاب أعمال الرسل للوقا , وعدة رسائل لبولس وبطرس ويعقوب ويوحنا ويهودا , وقد أجتمعت أساقفة أسيا وغيرهم سنة ” 96″ ميلادية عند يوحنا وألتمسوا منه أن يكتب لهم لاهوت المسيح فكتب لهم – جرجس الفتوحي اللبناني – قصص ألانبياء وقد أختلفوا في سنة كتابته مابين ” 65- 96- 98- ” وقد شكك قسم منهم بذلك , وهناك سبعة رجال ينتهي لهم أمر هذه ألاناجيل ألاربعة وهم : متي , مرقس , لوقا , يوحنا , بطرس , بولس , يهودا , ونتيجة الوهن في القصة ظهر في أوربا من المؤرخين من يعتبر المسيح رجل خيالي وقد زاد من ذلك ماتدعيه قصص الهند من أن ” كرشنا ” هو أبن الله نزل عن لاهوته وفدى الناس , وهناك من الباحثين ممن ذهبوا الى أن هناك شخصين للمسيح هو المسيح المصلوب وغي المصلوب وبينهما من الزمان مايزيد على خمسة قرون , وأن التاريخ الميلادي لاينطبق على واحد منهم ؟ فالمسيح غير المصلوب يتقدم بزمن مقداره “250 ” سنة وعمره ” 60″ سنة والمسيح المصلوب يتأخر عنه ” 290 ” سنة وعمره ” 33″ سنة وعدم أنطباق التاريخ الميلادي على المسيح مما لم ينكره النصارى وهو مفارقة تاريخية – مادة – مسيح – قاموس الكتاب المقدس وقد ذكروا أنه في القرنين ألاولين ألف أكثر من ” 100″ أنجيل ثم حرمت الكنيسة جميع تلك ألاناجيل ألا أربعة منها لموافقة متونها تعاليم الكنيسة – الخطاب الحقيقي – الفيلسوف – شيلسوس – القرن الثاني , ومن جملة ألاناجيل المتروكة أنجيل ” برنابا ” الذي ظهرت نسخة منه فترجمت الى العربية والفارسية وهو يوافق في قصصه ماجاء في القرأن , وقد ذكر المؤرخ ألامريكي ” هندريك ويلم وان لون ” في كتابه تاريخ البشر كتابا كتبه الطبيب ” أسكو لايبوس كولتلوس ” الرومي سنة ” 62″ ميلادية الى أبن أخيه ” جلاديوس “أنسا ” وكان جنديا بعسكر الروم بفلسطين يذكر فيه أنه عاد مريضا برومية يسمى ” بولس ” فأعجبه كلامه وقد كان بولس كلمه بالدعوة المسيحية وذكر له طرقا من أخبار المسيح , والعالم المسيحي اليوم منقسم الى ثلاث فرق هي : الكاثوليك وهي التابعة لكنيسة روما , وألارثوذكس وهي التابعة لتعليم الكنيسة دون نفسها وخاصة بعد أنتقال كنيسة قسطنطينة الى موسكو في روسيا , والبروتستانت وهم الخارجون عن تبعة الكنيسة في القرن الخامس عشر الميلادي على أيام مارتن لوثر ؟
وهكذا نرى أننا أمام تقاليد لاتمت للسيد المسيح بصلة في أعياد الميلاد التي أخذت طابعا تقليديا تنعدم فيه روح الحيوية والهدفية الحقيقية مثلما تنعدم فيه روح الفرح الحقيقي , ولكن هناك حقيقية تتحرك في بطون هذه ألاحداث والمناسبا ت هي أن الدين هو المحرك والحاضنة الحقيقية للنشاط ألانساني وهذه الهوية لابد أن تعود مادام الكون متدينا والمجتمع لايمكنه أنكار علاقته بالكون وأن غفل عنها أحيانا وهذا ما يحدث للناس اليوم في أعياد الميلاد المختطفة من حاضنتها ؟
 المصادر : القرأن الكريم
الميزان في تفسير القرأن
قصص ألانبياء
تاريخ البشر
ألاناجيل ألاربعة
 أنجيل برنابا
قاموس الكتاب المقدس
[email protected]

أحدث المقالات