ربما كنت اتحفظ على هذا الموضوع، وعدم اثارته للعام وتحاشيته لعدة مرات، لعدم بلوع المجتمع الى درجة متقدمة من الثقافة، التي تجعله يبتعد عن تصديق الاشاعات والهرولة خلف المزايدات السياسية التي يطلق البعض.
عمار الحكيم، اتحدى أي شخص ان يأتي بدليل انه تكلم يوما ما وقال: انه ابن المرجعية، وان يكن بلقاء خاص او متلفز او مهرجان، لكن نعم، انصار الحكيم ومؤيديه يقولونها بملئ الفهم، وهذا ما لمسوه من التحركات التي يطلقها الحكيم، والتي غالبا ما تأتي متطابقة مع رؤى وتطلعات المرجعية الدينية، لذلك نرى تأييد لخطوات الحكيم من منبر الجمعة لعدة مرات ولو بالتلميح.التسوية الوطنية التي هي الاخرى لم يجرها الحكيم الى قرصه، وقال بصوت عال، انها ليست مشروع عمار الحكيم ولا مشروع كتلة المواطن، بل هي مشروع التحالف الوطني، وجميعنا نعلم بصوت المرجعية الذي بح مطالبا بالتعايش السلمي، وترك الخلاف والبدء بصفحة جديدة، وما التسوية الا مشروع ولد من رحم خطب الجمعة التي تنقل عن المرجع المفدى.
التطابق الكبير بين رؤى الحكيم والمرجعية جعلته الاقرب لها، وهذا ما لا يستطيع منصف انكاره، عندما يتابع بإنصاف لغة منبر الجمعة.
اثيرت نقاشات حول تصريح الحاج حامد الخفاف، والذي هو ثقة المرجع ولا نتوقع ان يقول خلف قوله، لكن تصريحه كان ردا على تصريح لاحد اعضاء التحالف الوطني، الذي قال فيه ان المرجعية تدعم الاسوية وهذا غير صحيح، كون المرجعية لا تريد زج نفسها بها، ولسببين:
أولهما: تأييد المرجعية للتسوية اعني انها اصبحت ملزمة لها، وبهذا يصبح فشل التسوية مضمون، كون السنة والكرد لا يقبلون بمشروع دون مناقشته، وان فشلها يحرج المرجعية كثيرا.
ثانيهما: الامم المتحدة لا تتبنى ورقة من طرف واحد، ولو تبنت المرجعية التسوية حتما لايمكن اضافة بنود عليها، بعد خروجها من بيت المرجعية.نقط لو فشلت التسوية وفق النقطتين اعلاه، عدنا الى المربع الاول وهو ان يبقى الوضع كما هو او نذهب الى التقسيم، وهذا خلاف ما تدعو اليه المرجعية، لذلك هي لا ترى مصلحة في زج اسمها في مشروع التسوية الذي لم ينضج يعد، وحتما سيكون لها رأي حال نضوجه.
تصريح الخفاف لم يفهمه الكثير وفسره المتصيدين قي الماء العكر، ان المرجعية رفضت التسوية، كما انحاز اليهم من اعتاشوا على الترويج للاشاعة واصبحت مصدرا لرزقهم، مع العلم ان التصريح واضحا لدى الالباب.
اما في موضوعة عدم لقاء وفد التحالف، هذا الامر طبيعي كون المرجعية غلقت ابوابها اما جميع المسؤولين ولفترة محدودة، وهذا لا يفسر انها لا تريد ابنها عمار الحكيم، خاصة وان الحكيم لم يزر النجف بعنوانه العائلي، ولو سلمنا جدلا انها رفض لقاء الحكيم، فلا يكون تناقضا ان تختار ثقتها في البرلمان والحكومة هو من كتلة المواطن وهوالسيد عبد الهادي الحكيم، ويتردد عليها بلا موعد اصلا، ويستطيع المشككون سؤال المرجعية نفسها بهذا الامر.
خلاصة القول: لم يكن اتباعي للحكيم الا لانه الاقرب للمرجعية، وما عملي معه الا من واجب التكليف الشرعي الذي اراه مع هذه الجهة، وانا اثق بما يقوله الحكيم ويفعله سياسيا، وكذلك رهن اشارة المرجعية بما تعلنه، وهذه الامور اثبتت لي ان عمار الحكيم ابن المرجعية، حتى وان يقل هو او تقول هي.سلام.