لعل يتسآئل بعض،هل حكومة العبادي ناحجة؟
بكل الاحوال حكومة العبادي،افضل من حكومة المالكي،فهي رغم الوضع الأمني الخطير،وشحت الموارد الإقتصادية،أستطاعت ان تسيّر الدولة بشكل مقبول، وتقف بها على قدميها.
لكن الذي خدم حكومة العبادي هو الوضع الأمني،فالعبادي محتاج بهكذا ظروف مسايسة الجميع،وبدون خلق مشاكل مع أي طرف،بالمقابل المشاركين بالعملية السياسية يتجنبون إثارة الأزمات ضد الحكومة، لنفس السبب الأمني،فالموقف يتطلب وحدة الكلمة والصف للوقوف بوجه داعش،ورب ضارة نافعة!
لولا الظروف الحرجة التي يمر بها البلد ،لشهدنا قلاقل وبلابل سياسية،لم تصمد أمامها حكومة العبادي،ولبانت حقيقة الرجل ان سياسته كسياسة سابقه.تذكّرون جيداً عندما طالبت المرجعية العليا،حكومة العبادي بضرب الفاسدين بيد من حديد،مراراً وتكراراً حتى بح صوتها،والرجل لم يستجب لها،مما اضطرت المرجعية لغلق الباب بوجه، وهنا تظهر حقيقة الرجل،ان حكومته صالحه أم لا؟
عن عبدالله بن حماد عن علي بن أبي حمزة قال:كان لي صديق من كتّاب بني أميّة فقال لي:استأذن لي على أبي عبدالله عليه السلام،فاستأذنت له عليه،فأذن له،فلما أن دخل سلّم وجلس ثم قال:
جُعلت فداك إني كنت في ديوان هؤلاء القوم فأصبت من دنياهم مالاً كثيراً وأغمضت في مطالبه فقال:
ابو عبدالله عليه السلام:(لولا أن بني أمية وجدوا من يكتب لهم ويجبي لهم الفيء ويقاتل عنهم ويشهد جماعتهم لما سلبونا حقنا،ولو تركهم الناس وما في أيديهم ما وجدوا شيئاً إلا وقع في أيديهم).
قال:فقال الفتى: جُعلت فداك فهل لي مخرج منه؟
قال:(إن قلت لك فعلت؟)
قال:افعل.
قال له:(فاخرج من جميع ما اكتسبت في ديوانهم،فمن عرفت منهم رددت عليه ماله،ومن لم تعرف تصدقت به، وأنا اضمن لك على الله-عز وجل-الجنة).
هذا هو المقياس الحقيقي في الصلاح،فمتى ما رأيتم الحكومة ضربت الفاسدين،وقدمتهم للقضاء،وأعادت الأموال المسروقة،والمنهوبة للشعب، وخفضت من رواتب وأمتيازات المسؤولين،تلك الساعة قولوا ان الحكومة صالحة وتمشي بالإتجاه الصحيح.